تنصيب لولا رئيسا للبرازيل وسط أجواء العنف.. البؤس.. السامبا والرومبا

تنصيب لولا رئيسا للبرازيل وسط أجواء العنف.. البؤس.. السامبا والرومبا
باريس- المعطي قبال
 
    يعين هذا المساء على الساعة السابعة لويس إناسيو لولا دا سيلفا، 77 عاما، رئيسا لجمهورية البرازيل بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 30 من أكتوبر المنصرم. وستكون ولايته الثالثة على رأس البرازيل وفي ظرفية ميسمها الأزمة الاقتصادية، السياسية والاجتماعية مع سمة رئيسية وهي صعوده إلى الحكم في ظل مجتمع كسير ومنشطر بين اليمين المتطرف واليسار الذي تخترقه تيارات أيديولوجية متنوعة من البيئيين، إلى الماركسيين مرورا بالثوريين القوميين والتيارات النقابية القوية. وقد تم فوزه على خصمه جاير بولسونارو بفارق ضئيل 50,9% مقابل 49,1% لبولسونارو، الشيء الذي فتح حينها التكهنات على إمكانية ردة فعل هذا الأخير والدفع بأنصاره إلى التظاهر في شوارع البلد. لكن ذلك لم يحدث حتى وإن لم يعترف رسميا إلى حد الآن بفوز لولا. وقد دفعته مرارة الهزيمة إلى مغادرة البرازيل والإقامة بكاليفورنيا حتى يتجنب تتويج لولا بوشاح الرئاسة. ومن المنتظر أن يشارك في احتفالات التنصيب 300 ألف شخص وحضور 17 رئيس دولة.
     وتعيش برازيليا العاصمة الفدرالية أجواء مشحونة ومكهربة وذلك بسبب احتمال قيام أنصار بولسونارو بهجمات او عمليات إرهابية. ذلك أن هؤلاء الذين يحسبون على التوجه الديني المتطرف لم يعترفوا بدورهم بفوز لولا الذي يعتبرونه مختلسا للرئاسة وعدوا طبقيا يجب التخلص منه. وعليه تتزاوج التهديدات بالهذيان لخلق أجواء من الرعب وتحت هتافات «الله معنا»! يرمي متطرفو اليمين في سلة واحدة الرئيس الحالي، القضاة، وسائل الإعلام، أدوات الفرز الالكتروني للأصوات. في نظر أيدسون البالغ من العمر 70 عاما، فـ «هؤلاء جميعهم شيوعيون يرغبون في تحويل البرازيل إلى فينزويلا». وقد نصب أنصار بولسونارو الخيام أمام الثكنات العسكرية أملا في أن يتدخل الجيش لإحداث انقلاب والحفاظ على الرئيس الأسبق في منصبه. لكن الجيش لم يقم بأية حركة في هذا الاتجاه. كما أن البوليس أظهر رغبته في الحفاظ على الأمن وبأي ثمن حتى وإن اقتضى الأمر اعتقال أنصار بولسونارو. رغبة لولا هي أن يطرح جانبا الماضي القاتم بما فيه 580 يوما التي قضاها في السجن. كما أن رغبته هي «وضع حد لمشروع الهدم السلطوي الذي نشر الحقد والأكاذيب والذي تسبب في عنف سياسي غير مسبوق» يقول لولا. يبقى السؤال: هل سينجح هذا الأخير في هذا الرهان، أم سيعثر وسط الطريق خصوصا وأن بولسونارو وأنصاره لم يسلموا أسلحتهم؟ هل سيحسن من معاش ملايين الفقراء الذين يرون فيه لوح النجاة لبؤسهم المتزايد؟ في انتظار أن تشمر الحكومة المؤلفة من 37 عضوا على سواعدها، سيفسح المجال هذا اليوم وإلى ساعة متأخرة لصدح السامبا والرومبا في برازيليا ومدن أخرى احتفالا بتنصيب لولا.
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *