مائة عام على تأسيس مجلة “أوروب”.. مختبر ثقافي لكل الأزمنة

مائة عام على تأسيس مجلة “أوروب”.. مختبر ثقافي لكل الأزمنة

باريس- المعطي قبال

    إلى جانب الأزمنة الحديثة، لانفيني، المجلة الفرنسية الجديدة، تعد مجلة “أوروب”، إحدى المجلات الفرنسية المرجعية في الحقل الأدبي والثقافي الفرنسي، كونها أسست للحداثة الأدبية، في مجالات الشعر، الرواية والقصة كما تربت على صفحاتها العديد من الأقلام الأدبية .

   تأسست المجلة في 15 من فبراير عام 1923 على يد الكاتب رومان رولاند. كانت ولادتها ما بين الحربين الكونيتين تحت شعار السلم وكانت مقربة لمدة طويلة من الحزب الشيوعي الفرنسي. ومن منشطيها التاريخيين نذكر جان جيهينو، لويس أرغون، بيار غمارا وغيرهم، ومنذ 2015 تحمل جان باتيست بارا مسؤولية إدارة التحرير. يوجد مقر المجلة في متحف لينين القديم وفي الإقامة التي احتضنت الزعيم الثوري الروسي. وضمن الفريق المؤسس، عمل الشاعر والت ويتمان كمترجم. فيما بعد التحق بهيئة التحرير كل من إلزا تريولي، رفيقة أراغون، هنري ميشونيك، بول إلوار وأنطوان فيتيز.

   نشرت المجلة كتابا يختلفون في الرأي والرؤى السياسية والثقافية أمثال لوي فيرديناند سيلين، فيليب سوبوت، تريستان تزارا، جول سيبارفييال، بول نيسان، رابيندرانات تاغور، والتر بنيامين، توماس مان، جوزيف روث الخ…

   في 15 من فبراير القادم تحتفل المجلة بمائة عام على تأسيسها. وتنظم بهده المناسبة مناظرة دولية لإبراز دورها وإسهاماتها في الحقل الأدبي والثقافي. مجلة “أوروب” هي أكثر من أسطورة. هي أزمنة ثقافية تزاوج فيها النقد بالإبداع الشعري، الروائي والفني. هي مائة عام من الدراسات الفاصلة في مجال التجديد. لمدة ثلاثة أيام (26-27-28 فبراير) تقام هذه المناظرة بالمدرسة العليا للمعلمين، الصرح الذي درست وتخرجت منه النخبة الثقافية الفرنسية، تحت عنوان «مجلة أوروبا. سياسة الأدب». على غرار الاحتفالية بمئوية مجلة الأزمنة الحديثة، والمجلة الفرنسية الجديدة، يعكف باحثون في السوسيولوجيا ونقاد أدب، على البعد العالمي للمجلة، استقبالها لتجارب وافدة من دول أخرى، توجهاتها المناهضة للاستعمار، تعدد وتداخل تخصصاتها والتي جعلت منها مختبرا لحداثة إنسانية تعترف بالاختلاف والتغاير. فتحت المجلة صفحاتها لأقلام عربية وازنة في الحقل الأدبي شعرا ونثرا كما خصصت المجلة ملفا خاصا لمحمود درويش وقبل ذلك، عام 2013 ملفا للمغرب وآدابه. المؤسف أن المشرفين لم يستدعوا ناقدا أو كاتبا للمشاركة في هذه المناظرة على الرغم من اهتمامها بالآداب العربية!

شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *