نقطة قوة المغرب تُخرِجها من المونديال

نقطة قوة المغرب تُخرِجها من المونديال
سمير سكاف 
 
خرجت المغرب من “مونديالها” بعد أن حققت أكبر تطور كروي في العالم وبعد أن قدمت في نصف النهائي أعلى مستوى هجومي لها منذ انطلاقة المونديال. كثيرون توقعوا مواجهة “الأزرق الفاتح” مع “الأزرق الداكن” في النهائي. ولكن لا أحد، ولا حتى أهل المغرب، توقع وصول المنتخب المغربي الى نصف النهائي! ولم يكن أحد ليراهن حتى على تخطيه الدور الأول في مجموعة تضم جبابرة الكرة مع كرواتيا وبلجيكا! نتائج أذهلت العالم، ومع ذلك، تحولت نقطة قوة المغرب في نصف النهائي أمام فرنسا، وهي الخط الدفاعي الى نقطة الضعف! إذ تمّ ارتكاب ثلاثة أخطاء دفاعية أدت الى تسجيل “المدافع” الفرنسي تيو هيرنانديز الهدف الأول. وكذلك فإن التغطية كانت ضعيفة على الجانب الدفاعي الأيمن حين سمحت بوصول التمريرة لمبابي الذي اخترق بشبه سهولة ومرر للهدف الثاني! وقد تكون الاصابات المتعددة منعت المدرب الركراكي من الاستفادة من كامل قدرات فريقه لمنافسة فرنسا كما يريد. ومع ذلك، فإن الاعلام العالمي قدم التحية الى أداء أسود الأطلس على الروح القتالية العالية وعلى خلق العديد من الفرص، التي كان يمكن أن تتحول الى هدف مستحق واحد على الأقل. ولكن عزيمة المغرب بعد الهدف الثاني لم تكن بمستوى عزيمة المنتخب الهولندي بعد الهدف الأرجنتيني الثاني ضده! وإلا لكانت النتيجة مختلفة حتماً. إن المنتخب المغربي واعد جداً بمجموعة شابة من اللاعبين قادرة على العودة في المونديال المقبل. انتظروها!
 
في النهائي، يلتقي الزميلان المهاجمان في فريق باري سان جرمان ليونيل ميسي وكيليان مبابي في النهائي، بعد أن التقيا على رأس لائحة هدافي كأس العالم الحالية بخمسة أهداف لكل منهما. فهل يسجل أحدهما في النهائي ويتفوق على الآخر، أو يسجل الاثنان؟
في المونديال الماضي، خسر ميسي أمام مبابي ورفاقه في دور ال 16 بنتيجة (4 – 3)، بفضل هدفين لمبابي! ونجح ديديه ديشان بعدها بنيل النجمة الثانية كمدرب، بعد أن نالها كلاعب في 1998. (وهو قد يصبح الأكثر تتويجاً في التاريخ الى جانب بيليه بثلاثة نجوم في حال فوزه)! ولكن، في هذه المرة، فإن ميسي سيتكرس لدى الكثيرين كأفضل لاعب في التاريخ إذا نجح بخطف النجمة الثالثة من ديشان وجعلها النجمة الثالثة للأرجنتين بعد نجمتي 1979 مع ماريو كمبس و1986 مع الراحل مارادونا! وأياً يكن البطل المقبل فهو خسر في الدوري الأول مباراة مع منتخب العربي! فقد خسرت الأرجنتين أمام السعودية (2 – 1)، وفرنسا أمام تونس (1 – 0). فيكون هذا المونديال قد طُبع بالنكهة العربية من تنظيم قطر الناجح جداً، الى أداء المغرب المميز، الى فوز منتخب عربي على بطل العالم.
خطا الدفاع والوسط الفرنسيان يعطيان أفضلية بسيطة لحامل اللقب على حساب بطل أميركا الجنوبية مع أداء مميز لأنطوني غريزمان في الوسط وسيطرة دفاعية لفاران وكوناتي وتيو هيرنانديز، بالإضافة الى ثلاثي مرعب في الهجوم في وجه ميسي…ورفاقه! فالبطل يريد أن يبقى بطلاً، كما فعلت ايطاليا في كأسي العالم 1934 و1938، أو كما فعلت البرازيل مع بيليه ورفاقه في كأسي 1958 و1962. صاحب الكرات الذهبية السبع أمام خطوة الحلم الأخير، وهو بحالة بدنية وفنية عالية جداً. فهل يثأر لخسارته من مبابي ويخطف منه اللقب؟
 
أبطال كأس العالم منذ انطلاقتها:
 
1930 الأورغواي
1934 ايطاليا
1938 ايطاليا
1950 الأورغواي
1954 ألمانيا
1958 البرازيل
1962 البرازيل
1966 انكلترا
1970 البرازيل
1974 ألمانيا
1978 الأرجنتين
1982 ايطاليا
1986 الأرجنتين
1990 ألمانيا
1994 البرازيل
1998 فرنسا
2002 البرازيل
2006 ايطاليا
2010 إسبانيا
2014 ألمانيا
2018 فرنسا
2022 فرنسا أم الأرجنتين؟
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *