الأحلام ترضع من ثدي الظلام (مقتطفات من أعمال جان جنيه)
ترجمة: صلاح محمد خير
(1)
هبت عاصفة هوجاء على الحي المعزول جارفةً معها العار والغموض وأربعة قرون من الإذلال. لكن حينما تلاشت العاصفة، اكتشف الناس أنها مجرد نسيم عليل أوقع في نفوسهم شعوراً بالرضا والارتياح.
(2)
على الإنسان أن يستغرق في الأحلام طوال عمره لكي يتصرف بفخامة؛ فالأحلام ترضع من ثدي الظلام.
(3)
من لم يختبر النشوة التي تحدثها الخيانة، لا يعرف طعم النشوة أبداً.
(4)
كل من يدرك حقيقة خارجة عن المألوف يُسهم بالمشاركة في غرابتها.
(5)
إن الجرائم التي يخجل منها شعب من الشعوب تشكل تاريخه الحقيقي؛ وينطبق ذلك على الإنسان الفرد.
(6)
أطلقت اسم العنف على الوضوح الذي يستلقي بكسلٍ ويفتتن بالخطر.
(7)
تعرفت على جمال غامض ودفين في اللصوص والخونة والقسوة والمكر.
(8)
ربما تكون القوة ممثلةً في كعب المدفع، لكنها تكون أحياناً في صورة كعب المدفع المنعكسة على المرآة.
(9)
تنصل عن فضائل عالمك؛ فالمجرمون يتواضعون بيأسٍ على إقامة عالم محرم يرضون بالعيش فيه. الهواء في عالمهم يصيب بالغثيان، لكنهم يقبلون على تنفسه.
(10)
إن الهدف الرئيس للثورة هو تحرير الإنسان، لا تفسير أو محاولة تطبيق ايدولوجية مثالية.
(11)
أن تصل إلى التناغم وأنت في قمة القرف؛ ذلك يعني أنك في قمة الألق.
(12)
مالم أستطع الوصول إلى معرفته حتى هذه اللحظة، هو الكراهية التي يكنها الأمريكيون البيض للزنوج؛ كراهية دفينة، لدرجة أنني يمكن أن أتخيل أن الرجل الأبيض حينما يغرس شجرة لا يتمنى أن يرى زنجياً يتدلى من أغصانها مشنوقاً.
(13)
ما نحتاج إليه هو الكراهية؛ فمِن رحم الكراهية تُولد أفكارنا.
(14)
الأسوأ من الاخفاق في تحقيق أحلام شبابك، هو ألا تحلم البتَّة وأنت في ريعان الشباب.
(15)
هل كان بإمكان (هاملت) أن يتذوق سحر لذة الانتحار، مالم يكن هنالك جمهور يشاهده، وأبيات شعر يرددها على مسامع هذا الجمهور؟
(16)
مضى زمان التعقل، وجاءت لحظة أن تغضب وتثور وتقاتل مثل مجنون.
(17)
الرجل الأكثر تعقلاً هو الذي يكون بإمكانه عندما يسحب الزناد أن يتحول إلى رجل موزع للعدالة.