الأرض مسطحة والغرب مركزها!
السؤال الآن- متابعات:
في حلقة الاثنين الماضي من برنامج صباحي على أمواج إذاعة Europe1 ، يجري بثه أيضا في التوقيت ذاته على إذاعات: راديو مونتي كارلو، وراديو لوكسمبورغ، وفرانس أنتير، وفرانس أنفو. تمت استضافة الباحث الأكاديمي والدبلوماسي الفرنسي بيير كونيسا، الذي سبق له العمل كمساعد مدير لجنة الشؤون الإستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية.
كانت فرصة سانحة لهذا الخبير المميز كي يعود للحديث عن الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا.
قارن كونيسا بين العملية التي شنها فلاديمير بوتين والعملية التي شنتها الولايات المتحدة في العراق، معتقداً أنه “من حيث الأكاذيب، فعلنا أفضل بكثير” من الرئيس الروسي. ففي اليوم الثاني عشر من الغزو الروسي لأوكرانيا، قصف الجيش الروسي المدينة الثانية في البلاد خاركيف، وشدد قبضته على العاصمة كييف، فيما كان من المقرر عقد جلسة ثالثة للمفاوضات الروسية – الأوكرانية، دون أمل كبير في ذلك.
وتوقع الخبير العسكري، أن هذه الحرب “ستستمر وتطول”، وأنها “ستكلف الروس غالياً”.
كما رسم أوجه تشابه بين الغزو الروسي و”الغزو الأمريكي للعراق”. ومما صرح به كوسينا: “بوتين زعيم سياسي وهو مسؤول عن أفعاله. ومع ذلك، آمل أن يكون هناك جورج بوش في غرفة الانتظار بالمحكمة الجنائية الدولية. لأنه عندما يتعلق الأمر بالكذب، فقد تم فعل الكثير بشكل أفضل من فلاديمير بوتين. فالرئيس الروسي كذب، حين قام بقبول التفاوض كان في نفس الوقت يقوم بالتحضير لغزوه”.
قبل أن يشير كوسينا بأصابع الاتهام إلى “الحشد الكبير للجمعية العامة للأمم المتحدة عشية التدخل الأمريكي في العراق”.
“في باب الكذب دائما، يقول كونيسا صاحب كتاب “صنع العدو، أو كيف تقتل بضمير مرتاح” (مترجم إلى اللغة العربية): “لا يزال لدينا ترتيب للأولويات يجب الحفاظ عليه. لأننا اليوم نخلص إلى نتيجة مفادها أن “بوتين منبوذ”. لكننا في الواقع نجد أن سبع عشرة دولة إفريقية رفضت التصويت لصالح الاقتراح في الأمم المتحدة، وهذا يعني أن حتى حلفاءنا يغادروننا. ولنأخذ حالة مالي، هل تعتقدون أنها ستدين غزو أوكرانيا؟”. الخلاصة، بالنسبة لبيير كونيسا الأستاذ حاليا في معهد الدراسات السياسية بباريس، هي أن الجغرافيا السياسية مختلفة تمامًا. عندما يتذكر المسؤول الفرنسي السابق: “نحن لا نتوصل إلى نتائج، لأننا معتادون على إملاء النظام الأخلاقي l’ordre moral لأوروبا. ومع ذلك قمنا بحوالي أربعين تدخلاً عسكريًا منذ 1991″. “الإستراتيجيون الغربيون يعتبرون الأرض مسطحة وأننا مركزها. وكل شيء على الهامش هو أرض بربرية يمكننا اجتياحها والتدخل فيها”.