لبنان في الجحيم: تحليق الدولار دون تبرير أو تدبير
السؤال الآن
السلطة في لبنان غائبة عن الوعي قصدا، وسياسيوها قد “تمسحوا” تماما، والشعب الجائع والمتألم لم يعد يعرف ماذا يفعل، فلا صرخات الوجع تنفع ولا الاعتصامات ولا قطع الطرقات، ولا الاجراءات التي يقال انها اتخذت او تلك التي يقال انه يجري الاعداد لها، وقد ضاقت كل سبل عيش الناس وعيش الدولة مع تحليق سعر الدولار عاليا ساعة بعد اخرى، من دون اي تبرير او تدبير يحمي ما تبقى، فيما صوت الدول يتعالى من اجل إنقاذ ما تبقى من الدولة بينما قوى السلطة والنظام الفاسد مشغولة في تركيب الصفقات السياسية وتقاسم النفوذ.
لا تغيير في الممارسات السلطوية بعد الانتخابات النيابية، فالقرار ممسوك من تحالف السلاح والفساد وهو القادر على التعطيل والتهشيل.
والتغيير للمنشود غير ممكن في ظل الوضع الحالي والتوازن الناتج عن الانتخابات النيابية الاخيرة وهذا ما سيتضح في جلسة الثلثاء البرلمانية حيث من المرجح اعادة انتخاب رئيس السن في البرلمان نبيه بري لولاية سابعة، ونائب له وهيئة مكتب المجلس. وقد يأتي بعدد اقل من الاصوات الا ان ذلك لا يغير بشىء من الصورة، بينما سيتم الصراع على انتخاب نائبا له بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
وحسب مراقبين فإن الانهيار الاقتصادي والمعيشي سيصعب تشكيل حكومة جديدة لتستمر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في تصريف الاعمال ربما حتى موعد الانتخابات الرئاسية التي يشككك البعض في حصولها اذا لم يتم التوافق على تسوية ما فكل الامور مرتبطة بما يجري في المحيط وانشغال العالم بالحرب الاوكرانية.
واليوم تجاوز سعر الدولار حاجز الــ 37 الف ليرة، كما حلقت اسعار المحروقات وعادت ازمة البنزين الى الواجهة مع رفع بعض المحطات خراطيمها، وتاخر مصرف لبنان في تسليم الشركات الدولار وفقا لاسعار ما يعرف بمنصة صيرفة.
اضافة الى ذلك، ومع ارتفاع سعر القمح عالمياً ارتفع سعر الخبز الصغيرة ما بين 2000 و7000 ليرة لبنانية.
واحتجاجا على الوضع المعيشي وتفاقم الازمات اجتمعت مجموعة من القضاة في قاعة “شهداء القضاء” لدى محكمة التمييز اليوم الجمعة، واصفة ما يحصل بجريمة ابادة جماعية يتعرض لها الشعب اللبناني، بمن فيهم القضاة والمساعدين القضائيين، في ظل عجز الغالبية الساحقة من المواطنين عن تأمين قوتهم اليومي، ودعت الى مطالبة الزعماء السياسيين كافة الذين توالوا على الحكم عقودا من الزمن الى دعم الخزينة العامة للدولة اللبنانية المفلسة والمنهوبة من أموالهم الخاصة تحملا لمسؤوليتهم المعنوية بحدها الادنى واعلان الاعتكاف القضائي الشامل من دون استثناءات، ابتداء من صباح الاثنين الواقع فيه ٣٠/ ٥/ ٢٠٢٢ ولمدة أسبوع كامل رفضا لاضمحلال الكرامة القضائية على الاصعدة كافة.
من جهتها، أكدت وكالة “فيتش” أن “خروج لبنان من وضع التخلف عن سداد الدين لا يزال صعباً بعد الانتخابات غير الحاسمة”.
هذا وحث لويس ميغيل بوينو الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حديث لـ”العربية” على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة في لبنان، والسعي إلى إجراء الإصلاحات الضرورية في البلاد.” وتابع “نتوقع من مجلس النواب الجديد المنتخب أن يدعم عملية سريعة لتشكيل الحكومة، وأن يعمل على اعتماد جميع التشريعات وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحسين الحوكمة والاستقرار الاقتصادي بما يخدم لبنان وشعبه، وكذلك على البرلمان الجديد أن يساهم في تنفيذ الإجراءات المسبقة المطلوبة في الاتفاق على مستوى الموظفين، الموقع مع صندوق النقد الدولي في 7 نيسان الماضي، من أجل المباشرة ببرنامجٍ للصندوق”.
ورجّح إجراء الانتخابات الرئاسية والبلدية اللبنانية في موعدهما، معلنا ان “الاتحاد الأوروبي سيواصل الوقوف إلى جانب لبنان وشعب÷. وقال: “نحن على استعداد للاستمرار في مساعدته بعد إبرام اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي”.