بصدد التحضير للمؤتمر الاندماجي المنتظر لفدرالية اليسار
فجري الهاشمي
تحت شعارات حماسية وآمال كبرى، كلها تتجه نحو تحقيق مشروع تأسيس الحزب اليساري الوحدوي الكبير، و”المنفتح على الأوساط اليسارية والتقدمية”، قررت الهيئات الحزبية الثلاثة المكونة لتحالف اليسار، وهي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بقيادة علي بوطوالة، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بقيادة عبد السلام العزيز، ومنشقين عن حزب الاشتراكي الموحد يقودهم محمد الساسي، بعد مصادقتها، في ماي الماضي على مقررات اللجنة التنفيذية المتعلقة بتقييم الانتخابات، والتحضير للاندماج، وخطة العمل في الأقاليم وعلى الصعيد الوطني وفي القطاعات. الشروع في التحضير لعملية التحضير الفكري والسياسي لوثائق المؤتمر الاندماجي الذي تم الاتفاق على عقده أيام 16،17،18دجنبر 2022.
إلا أنه يخشى من تسريع العمل باتجاه الوصول إلى محطة عقد المؤتمر الاندماجي لفدرالية اليسار، الذي يتطلب التهييء له تركيز الاهتمام على القضايا الكبرى، وليس الجزئية، التي قد تتطلب مجهودا ربما قد يساهم في تلافي عثرات بدايات الطريق والخطوات الأولى صوب الانطلاقة الصحيحة.
سأوضح بشكل سريع، رغم أننا نتابع عن بعد هذه التطورات التي نتمنى لها النجاح.
ليس من مصلحة التحضير أن ينشغل بنقاش قضايا متعددة ويراكم فوق طاولة المؤتمر كل النقاشات.
وبما أن المؤتمر هو مؤتمر اندماجي،فإن مسعاه في الأصل يجب أن يكون هو ترجمة هذا الأمر في وثيقة توحد الرؤيا والمسار، وثيقة لا ينبغي أن تكون ذات طبيعة سياسية صرفة، بل ينبغي لها أن تكون قبل ذلك، وثيقة تحليلية للتطورات التي عرفها المغرب لأكثر من عقدين على الأقل، ولنقل أن تكون وثيقة ترصد التحولات المجتمعية، والتي ربما فات على اليسار المغربي التقاطها والانتباه إليها والتفاعل معها، وهو ما يفسر على الأرجح تراجعه الكبير في الخريطة السياسية المغربية.
إن هذا الجانب التحليلي المجتمعي سوف يساعد في فهم التطورات السياسية منذ سنة 2002 إلى الآن. وهذه الوثيقة تسمى في الأدبيات اليسارية تسمي ب”أرضية” platforme.
ثانيا، لابد من الاجتهاد من أجل تصور تنظيمي جديد، يعطي للقيادات الجهوية دورا مهما في تنفيد السياسات، والهدف بالطبع هو خلق قيادات جهوية قوية وتتمتع باستقلالية كبيرة، والتخفيف من المركزية التي أضرت كثيرا بالعمل السياسي والتنظيمي، لأن أخطر ما في المركزية أنها تخلق لها امتدادات تنظيمية تبعية، كي تساعدها على التحكم في التقرير وفي التوجيه.
سأختم، إذا ما مضت الأمور وفق ما هو مأمول، سيسهل على المؤتمر الخروج بالنتائج المنتظرة منه، والتي لا شك سوف تحقق ذلك الموعد التاريخي الذي طال التطلع إليه، ولذلك، في رأي واحد فضولي مثلي، فإن ما سمي باللجان الموضوعاتية، التي تم الاتفاق عليها في اللجنة التحضيرية، كان ينبغي تأجيلها إلى مابعد المؤتمر التأسيسي، وذلك بغاية رفع العبء عن المؤتمر، لأن اللجان الموضوعاتية سوف تهتم بقضايا هي من صميم برنامج اليسار الشامل، ومن صلب تصوره للمشروع المجتمعي، وهذا أمر يتطلب جهدا مضاعفا، وتوفير ما أمكن له من وقت، حتى يصل إلى مداه بما هو كافٍ.
نتمنى من القلب الخالص للأصدقاء في الفدرالية كامل النجاح.