اليوم الــ115للحرب: كييف مرشحة للإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة قلقة من معارك “دونباس”
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 115 للحرب، واصل الجيش الروسي، اليوم الجمعة، ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، واستكمال تحرير أراضي دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، في إطار عمليته العسكرية التي أطلقها منذ نحو 4 أشهر، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم المادي والعتاد العسكري من القوى الغربية.
وفي آخر التطورات، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تستقدم قوات إلى جنوب سيفيرودونيتسك للإطباق عليها، وتحاول القوات الروسية استعادة السيطرة على منطقة بوباسنا الأوكرانية.
وقال حاكم أوديسا إن القوات الأوكرانية قصفت بصواريخ زورقاً حربياً روسياً في البحر الأسود، كان ينقل جنوداً وأسلحة وذخائر إلى جزيرة زميني، التي تحتلها روسيا جنوب أوديسا. وذكر أن اسم الزورق “فاسيلي بيخ”. فيما قالت القيادة البحرية الأوكرانية إن الزورق كان مزودا بنظام “تور” الصاروخي المضاد للطائرات، إلا أنه فشل في إحباط الضربة.
يأتي ذلك فيما قال حاكم لوغانسك الأوكرانية، إنه من المستحيل إجلاء المدنيين في مصنع آزوت بسبب القصف، مشدداً على أن هناك حاجة لوقف إطلاق النار لإجلاء المدنيين من سيفيرودونيتسك.
وقبلها، اعتبر قائد هيئة أركان القوّات المسلّحة البريطانيّة الأميرال توني راداكين، أن روسيا “خسرت بالفعل” حربها في أوكرانيا “من الناحية الاستراتيجية” و”لن تُسيطر أبدًا” على البلاد.
وقال راداكين، في تصريحات نقلتها الوكالة البريطانية “بي إيه”PA ، الجمعة، إن “الرئيس بوتين استخدم 25% من قوة جيشه لتحقيق مكاسب صغيرة على الأرض”.
وأضاف: “أي ادّعاء بأن هذا نجاح لروسيا ليس له أي معنى. روسيا تخسر. قد تحقّق بعض النجاحات التكتيكية في الأسابيع المقبلة، لكن روسيا خسرت بالفعل من الناحية الاستراتيجية”.
وشدّد على أن “حلف شمال الأطلسي أقوى”، مشيراً في هذا الإطار إلى سعي فنلندا والسويد للانضمام إليه. وبحسب راداكين فإن روسيا “لن تسيطر على أوكرانيا أبدًا”.
وقال إنه بعد نحو أربعة أشهر على بدء العملية الروسية، “سيفتقر” الجيش الروسي “قريبًا إلى الرجال” وإلى “الصواريخ المتطورة”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه قوّات كييف صعوبات في دونباس (شرق أوكرانيا)، فيما تطالب أوكرانيا باستمرار “بمزيد من الأسلحة الثقيلة” من حلفائها.
وعكس ما تذكر تصريحات بعض المسؤولين الأوكرانيين، فإن الحلفاء يزودون أوكرانيا بأكثر مما طلبت، مثلما أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مايك ميللي مؤخرا.
منجهتها، حذرت الأمم المتحدة، من أن الوضع الإنساني في أوكرانيا بعد أربعة أشهر من العملية العسكرية الروسية “مقلق للغاية” في وقت تشتد المعارك بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية في شرق البلاد.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان، أن “الوضع الإنساني في كامل أوكرانيا خصوصاً في شرق دونباس، مقلق للغاية ويواصل التدهور بسرعة”.
وذكر المكتب أن الوضع “مقلق خصوصاً” في سيفيرودونيتسك ومحيطها، آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك التي باتت تحت السيطرة شبه الكاملة للقوات الروسية. وقال أن “الوصول إلى مياه الشرب والطعام.. والكهرباء” بات “محدوداً” نتيجة “معارك تشتد بصورة متواصلة” ما يحتم “ثمناً باهظاً على السكان المدنيين”.
وندد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بـ”عدم توصل طرفي النزاع حتى الآن إلى اتفاق لتسهيل إجلاء المدنيين أو السماح بوصول المساعدة الإنسانية” إلى مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك التوأمين اللتين تخضعان لقصف متواصل منذ عدة أيام.
وقالت الوكالة الأممية إنه “في كل أنحاء البلاد لا يزال القصف يطال المناطق السكنية والمنشآت المدنية، ما يتسبب بمقتل وجرح المزيد من المدنيين”. لكنها نوهت بأنه على الرغم من “صعوبات هائلة في الوصول” فإن الأمم المتحدة وشركاءها “وصلوا إلى أكثر من 8.8 مليون شخص عبر أوكرانيا منذ بدء الحرب”.
هذا واقرت المفوضية الأوروبية بضرورة منح أوكرانيا وضع مرشح الاتحاد الأوروبي، كخطوة أولى على الطريق الطويل نحو عضوية الدولة التي مزقتها الحرب في التكتل الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في مؤتمر صحافي إن “المفوضية توصي المجلس أولاً بإعطاء أوكرانيا أفقا أوروبيًا، وثانيًا بمنحها وضع المرشح. وهذا بالطبع شريطة أن تنفذ الدولة عددًا من الإصلاحات المهمة”.
وأضافت: “نعلم جميعًا أن الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل الدفاع عن تطلعاتهم الأوروبية. نريدهم أن يعيشوا معنا، من أجل الحلم الأوروبي”.
من جهة ثانية، زار رئيس الوزراء بوريس جونسون العاصمة الأوكرانية كييف، في ثاني زيارة له للبلاد منذ بدء الهجوم الروسي. وقال خلال زيارته غير المعلنة مسبقا لكييف إن ”جميع الأدلة” تشير إلى أن القوات الروسية ”تتكبد خسائر فادحة” في أوكرانيا. ووعد جونسون باستمرار المساعدات العسكرية والتدريب على المعدات العسكرية الجديدة. ولم يقدم تفاصيل بشأن المعدات.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: “نحن معكم لمنحكم القدرة على التحمل الاستراتيجي (على المدى الطويل) الذي تحتاجونه”.
ومن جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه اتفق مع جونسون على “زيادة العقوبات على روسيا”.
وأضاف: “بحثت مع جونسون الحاجة إلى زيادة الدعم العسكري للخطوط الأمامية”.
وأكد زيلينسكي أنه تطرق مع رئيس الحكومة البريطانية إلى “إمكانية الانتصار في الحرب”.
ومن جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه اتفق مع جونسون على “زيادة العقوبات على روسيا”. وأضاف: “بحثت مع جونسون الحاجة إلى زيادة الدعم العسكري للخطوط الأمامية”. وأكد زيلينسكي أنه تطرق مع رئيس الحكومة البريطانية إلى “إمكانية الانتصار في الحرب”.
الى ذلك، أعلن زيلينسكي، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا ستطبق نظاماً يفرض على الروس الحصول على تأشيرة دخول اعتباراً من الأول من يوليو المقبل. وقال على تطبيق تلغرام إن الحكومة الأوكرانية ستتبنى قراراً رسمياً بهذا المعنى خلال اليوم “لمواجهة التهديدات غير المسبوقة للأمن القومي والسيادة وسلامة أراضي دولتنا”.
وسينهي القرار دخول الروس بلا تأشيرة إلى أوكرانيا، المطبق منذ استقلال الجمهورية السوفيتية السابقة في 1991.
من جهته، أوضح رئيس الإدارة الرئاسية في أوكرانيا أندريتش يرماك قائلاً: “على خلفية الحرب التي شنتها روسيا من الضروري تعزيز مراقبة دخول المواطنين الروس إلى أوكرانيا”، مؤكداً أن “الأمن هو الأولوية”.