لبنان: هل يكون الرئيس المقبل وكيل تفليسة لدولة مارقة؟

لبنان: هل يكون الرئيس المقبل وكيل تفليسة لدولة مارقة؟

سمير سكاف

يستقبل حاكم مصرف لبنان رئيس الجمهورية المقبل باحتياطي يقترب من الصفر. ومع نهاية الاحتياطي، فمن الأرجح سقوط ما تبقى من إدارة وقطاعات في سقوط حر يشبه انهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وما هو منتظر هو أن يأتي “11 أيلول” اقتصادي ومالي وإداري في زمن الرئيس المقبل، بعد أن بقي لبنان في جهنم طوال عهد الرئيس ميشال عون، ولكنه بقي في الكوما بفضل إبر المورفين الاغترابية! والتي لن تكون كافية لوحدها في المرحلة المقبلة.

سيأتي الرئيس المقبل في جو شيطاني، بما أن لبنان في جهنم! فأي دور له؟ وماذا يستطيع أن يقدم للبنان ولشعبه ولمستقبلهما أياً يكن بروفايله؟ والكل يدرك أنه ليس هناك “سوبرمان” في الأفق وأن الظروف قاسية جداً جداً جداً! فسلاح ودولة وحروب حزب الله ونتائجها أمامه، ومصرف لبنان الذي بدد الاحتياطي والمصارف التي نهبت وتنهب أموال المودعين خلفه، والطبقة السياسية المافياوية المذهبية والطائفية تحيط به من كل الجهات. وهي غير مستعدة أن تقدم أي تنازل من محاصصاتها المذهبية والطائفية وأي من محمياتها المالية وأي من “عدة شغلها” الإدارية الفاسدة لرئيس الجمهورية المقبل!

رئيس بلا دعم المجتمع الدولي! 

كل ذلك، في ظل عدم وجود أي دعم للرئيس المقبل من المجتمع الدولي، لا فرنسي ولا غير فرنسي! فالمجتمع الدولي “مش فاضيلو”، وهو مشغول في أزماته الاقتصادية وفي الحرب الروسية – الأوكرانية وفي نتائجها عليه، وفي محاولات مستحيلة لتأمين بديل للغاز الروسي وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات والسلع الغذائية عالمياً، وفي الأزمة الصينية – الأميركية “التايوانية” وفي معاناة الخليج من الحرب في اليمن، وفي مفاوضات فيينا الأميركية – الإيرانية “النووية“… .

أما ما يحدث للجيش اللبناني فهو إهانة للشعب اللبناني وإهانة للسيادة اللبنانية ومؤشر خطير لمستقبل لبنان! فالى متى يصمد الجيش اللبناني؟! والى متى يبقى موحداً وأجوره تدفعها قطر حيناً والكويت حيناً آخر… ومن الأكيد أنه لا يمكن أن يستمر الجيش اللبناني “عالشحادة”! إن أبسط الأمور أن تقوم الموازنة اللبنانية بتأمين أجور لائقة للجيش ولكل القوى الأمنية، كما لكل موظفيها من داخل الخزينة!

من يتجرع الكأس المرة؟!

أرض استقبال الرئيس المقبل مزروعة بالألغام في كل خطوة يخطوها! وسماؤها ملبدة بكرات نار قد تمطر من كل حدب وصوب! وإذا كان الرئيس المقبل محكوم بالأمل إلا أنه من الضروري جداً أن يعي محدودية قدراته ومحدودية الامكانيات المتوفرة لديه للمواجهة!

فهل يكون رئيس الجمهورية المقبل وكيل تفليسة لدولة مارقة تتفكك تحت ناظريه، أم مجرد مراقب وشاهد لحروب يخوضها حزب الله من دون حتى إبلاغه بها؟ أم أنه ينتظر شفاعة قديسيه لحدوث أعجوبة سماوية تنقذه؟! الكأس مرة… جداً!

Visited 20 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني