الإمام حسن إقويسين بهدل بصورة المغرب والمغاربة

الإمام حسن إقويسين بهدل بصورة المغرب والمغاربة

باريس- المعطي قبال

هل سيسدل الستار، أخيرا، على مسلسل الصيف، الذي تواجه فيه عن بعد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان وإمام لورش بشمال فرنسا، حسن إيقويسن؟

ذلك أنه بعد موافقة مجلس الدولة الفرنسي على ترحيله، سيبقى مكان الترحيل غير معروف حتى وإن وافقت السلطات المغربية على منحه ترخيصا بدخول المملكة. ويقال أنه سيكون في الطائرة إلى المغرب يوم الإثنين القادم, ثمة من يتحدث عن إقامته ببلجيكا إن وافقت على ذلك، حتى يكون أقرب إلى عائلته. على أي لا يزال أمام الإمام وأنصاره والمدافعين عنه مشوار قضائي آخر لا نعرف كيف سيتم تدبيره.

انتهى المسلسل ليسجل وزير الداخلية نصرا معنويا ورمزيا كفيل بتقوية موقفه وموقعه داخل الحكومة. وقد مرت القضية بعدة مراحل: في نهاية 2021 تقدم الإمام لتجديد بطاقة إقامته لعشر سنوات مع العلم أنه ولد بفرنسا وأب لـ5 أبناء ومن حقه طلب الجنسية الفرنسية. إلا أنه مانع في ذلك مفضلا تجديد أوراق إقامته. وكان يعتقد أن طلب التجديد سيمر كرسالة في البريد. غير أن مفوض أو محافظ الشرطة بالشمال الذي يقال أنه مقرب من وزير الداخلية، هيأ ملفا ضد الإمام وأبلغه قرار الترحيل. أكدت محكمة مدينة ليل بشمال فرنسا قرار الطرد. ما أن تم تنصيب الحكومة الجديدة حتى صعد جيرالد دارمانان بصفته وزيرا للداخلية إلى الجبهة ليكرر أن الإمام غير مرغوب فيه بحسب قرار وقعه في 29 من يوليوز.   

هذا القرار يتكئ على وثائق صوتية ومرئية تتضمن خطب ومحاضرات وتصريحات للإمام،  الذي يرافقه على اليوتيوب 30 مليون من المتتبعين. إضافة إلى خطبه ضد المرأة، والمثليين واليهود، أضاف وزير الداخلية عنصرا ثقيلا يتمثل في كون الإمام محسوب تبعا «لمذركرة إس» على الإرهاب. واعتقد البعض أن قرار المحكمة الإدارية بتعليق الترحيل سيفتح الباب أمام الإمام للبقاء بفرنسا مع متابعة نشاطه. زد على ذلك، الخبر الذي نشرته الجريدة الإلكترونية ميديابارت في موضوع العشاء الذي جمع بين دارمانان وإقويسين خلال الإعداد للانتخابات البلدية بالشمال والتي طلب فيها دارمانان من إقويسين مساعدته لكي يصوت المسلمون على لائحته. غير أن وزير الداخلية تدمر من قرار المحكمة الإدارية ليرفع طعنا لدى محكمة الدولة، أعلى هيئة قضائية في البلاد. وقالت هذه الأخيرة كلمتها اليوم بدعوة الإمام مغادرة فرنسا. يبقى السؤال ألان: كيف سيتعامل المغرب مع حالته خصوصا أنه حامل للجنسية المغربية وليس الفرنسية؟ من المستبعد أن تقبل بلجيكا التي أثيرت سابقا كبلد استقبال، على احتضانه.

خلاصة القول أن الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه القضية هو أن الإمام حسن إقويسين «بهدل» بصورة مغاربة العالم والمغرب في وقت يحتاج فيه البلد إلى تحصين مكانته على كافة المستويات.              

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".