اليوم 203 للحرب: كييف تعلن توسيع عملياتها العسكرية نحو القرم وتسقط مسيرة إيرانية

اليوم 203 للحرب: كييف تعلن توسيع عملياتها العسكرية نحو القرم وتسقط مسيرة إيرانية

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

في اليوم 203 للحرب، أكدت أوكرانيا أن عملياتها العسكرية في خاركيف ستتوسع لتشمل مناطق أخرى من بينها شبه جزيرة القرم، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده تمكّنت من استعادة 6 آلاف كيلومتر مربع من يد القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن الجيش الأوكراني، أنه أسقط للمرة الأولى “مسيرة إيرانية استخدمتها روسيا في ساحة المعركة”.

وسبق أن كشف مسؤولون أميركيون في نهاية الشهر الماضي، أنَّ طائرات شحن روسية نقلت سراً الدفعة الأولى من مسيَّرات قتالية إيرانية لاستخدامها ضد أوكرانيا، بحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

ووفقاً لمعلومات جمعتها أجهزة استخبارات، بما في ذلك الاستخبارات الأميركية، غادرت طائرات نقل من إيران في 19 آب الجاري محمَّلة بنوعين على الأقل من الطائرات بدون طيار، كلاهما قادر على حمل الذخائر لتنفيذ هجمات على الرادارات والمدفعية، وغيرها من الأهداف العسكرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة ودول متحالفة معها، أنَّ الطائرات الروسية توجَّهت إلى منشأة عسكرية إيرانية لتسلُّم هذه المسيَّرات على مدى عدة أيام في منتصف آب.

ونشر مسؤول عسكري أوكراني، بالإضافة إلى موقع إلكتروني موالٍ لأوكرانيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجيش، صوراً لحطام مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”.

وقال المسؤول العسكري والموقع الإلكتروني، إن القوات الأوكرانية واجهت المسيرة بالقرب من كوبيانسك وسط هجوم كييف الذي اخترق الخطوط الروسية حول خاركيف على الجبهة الشرقية.

وتشير الصورة إلى أن القوات الأوكرانية أسقطت المسيرة دون أن تنفجر عند سقوطها، كما تم تصميمها، على الرغم من إعلان كييف القليل من المعلومات الأخرى على الفور. وأشار النقش على المسيرة إلى أنها من طراز “إم214 جيران-2” والتي لا تتوافق صورتها مع أي أسلحة روسية معروفة

من جهة ثانية، ذكر حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكرانية سيرغي غايداي خلال مقابلة مع الجزيرة اليوم، أن العمليات القتالية ستتوسع لتشمل مناطق من بينها شبه جزيرة القرم. وأكد غايداي أن ما حققته القوات الأوكرانية من نتائج يرجع إى استخدامها أساليب عسكرية حديثة لم تعتد عليها القوات الروسية، بحسب تعبيره.

وكانت قيادة منطقة الجنوب العسكرية الأوكرانية قد قالت إنها تمكنت من استعادة 13 قرية وبلدة في منطقة خيرسون، مؤكدة أن الجيش تقدم 8 كيلومترات في عمق الجبهة. وشهدت المنطقة قصفا مكثفا لخطوط إمداد الجيش الروسي ومراكزه اللوجستية منذ أسبوعين، وهجوما على خطوط الدفاع الروسية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري أميركي رفيع، قوله إن قوات روسية عبرت الحدود عائدة إلى روسيا، وإن موسكو فقدت الكثير من مكاسبها في خاركيف، مضيفا أن قرار روسيا التخلي عن معدات عسكرية أثناء الانسحاب يدل على فوضى في القيادة والسيطرة. وبحسب المسؤول، فإن انخفاض معنويات الجنود الروس والمشاكل اللوجستية ساهمت في التراجع الروسي الأخير.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن رئيس إدارة منطقة خاركيف الموالي لروسيا فيتالي غانتشيف، قوله إن عدد المسلحين الأوكرانيين الذين كانوا يتجهون نحو خاركيف كان أكبر بنحو 8 مرات، فتم سحب القوات للحفاظ على الأفراد. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل نحو 250 عسكريا أوكرانيا خلال غارة لقواتها الجوية على القوات الأوكرانية في مدينتي كوبيانسك وإيزيوم، بمقاطعة خاركيف.

وبثت وزارة الدفاع الروسية مقاطع مصورة، قالت إنها لعمليات عسكرية شاركت فيها قوات مشاة البحرية التابعة لأسطول المحيط الهادي، مشيرة إلى أن الضربات استهدفت مواقع تابعة للجيش الأوكراني الأحد الماضي دون تحديد مكانها.

من جهته، قال نائب رئيس ​مجلس الأمن الروسي​، ​دميتري مدفيديف​، أنه “إذا إستمر الغرب في إمداد ​كييف​ بالأسلحة الخطرة، فإن العملية العسكرية في ​أوكرانيا​ ستنتقل إلى مستوى أخر عاجلًا أم آجلًا”.

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الهجوم الأوكراني المضاد لا يزال في أيامه الأولى، لكن القوات الأوكرانية تمكنت من تحقيق “تقدم كبير” خصوصا في شمال شرقي البلاد.

وعزا بلينكن خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة المكسيكية التطورات الأخيرة إلى الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن، وما وصفه بـ”بسالة ومرونة” القوات الأوكرانية. وأضاف “الهجوم المضاد لا يزال في أيامه الأولى، لذلك أعتقد أنه سيكون من الخطأ التنبؤ بالضبط إلى أين سيذهب”.

من جهته، قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه ناقش مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تشجيع تقدم الهجوم المضاد لأوكرانيا لاستعادة وحدة أراضيها. وأكد بوريل أن دعم الاتحاد الأوروبي سيستمر بلا هوادة، مضيفا أن إستراتيجية الاتحاد الأوروبي تعمل على مساعدة أوكرانيا على القتال والضغط على روسيا بفرض عقوبات عليها ودعم الشركاء في جميع أنحاء العالم.

كما ذكر كوليبا أن بوريل اتصل به للإعراب عن إعجابه واحترامه لقوات الدفاع الأوكرانية، وهي تحرر المزيد من الأراضي من الاحتلال الروسي. وأشار إلى أنه بحث مع بوريل طرقا إضافية يمكن أن يساعد بها الاتحاد الأوروبي أوكرانيا للمساهمة في تقريب فرص السلام، مضيفا أنه طلب مزيدا من الأسلحة ومساعدات مالية.

من جهتها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية إن أوكرانيا أبدت رغبتها في الحصول على أسلحة من الولايات المتحدة وحلفائها، لخوض الحرب مع روسيا على المدى البعيد.

ونقلت الصحيفة عن وثيقة أطلعت الإدارة الأميركية عشرات المشرعين عليها، أن الطلبات الأوكرانية تتضمن الحصول على نظام الصواريخ التكتيكية المعروف باسم “إي تي إي سي إم إس” (ATACMS) البالغ مداه 190 ميلا. وقالت الصحيفة إن إدارة بايدن رفضت توفير هذا النظام للأوكرانيين بسبب مخاوف من أن كييف قد تستخدمه لضرب الأراضي الروسية وإثارة صراع أوسع مع الغرب. وأضافت أن القائمة الأوكرانية تتضمن 29 نوعا من أنظمة الأسلحة والذخيرة، والدبابات والطائرات المسيرة والمدفعية وصواريخ هاربون المضادة للسفن وألفي صاروخ من طراز هيمارس.

الى ذلك، حذر الكرملين، الثلاثاء، منتقدي العملية العسكرية في أوكرانيا من تجاوز “الخطوط الحمر” المتعلقة بالهجوم. وأوضح الكرملين أنه لا مناقشات تجري بشأن إعلان تعبئة عامة لدعم الحملة العسكرية للبلاد في أوكرانيا، وذلك بعد أيام من هجوم أوكراني خاطف أجبر روسيا على الانسحاب من كافة أنحاء منطقة خاركيف تقريبا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في اتصال مع الصحافيين، إن انتقاد قيادة البلاد ومطالبة البعض بالتعبئة دليل على “التعددية”، وإن الروس في المجمل يواصلون دعم الرئيس فلاديمير بوتين.

وبعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الروسية مؤخرا، قال العضو السابق في البرلمان الروسي بوريس ناديجدين، إنه من المستحيل على روسيا هزيمة أوكرانيا، ودعا إلى محادثات سلام بين الجانبين، في انتقادات صريحة للغاية عبر التلفزيون الرسمي لاستراتيجية الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وبحسب مجلة “نيوزيك”، تعتبر تعليقات ناديجدين في مقطع تمت مشاهدته أكثر من 3.2 مليون مرة، هي أحدث علامة على عدم الارتياح بين النقاد الموالين للكرملين على التلفزيون الرسمي الروسي، حيث حقق الهجوم المضاد الأوكراني مكاسب كبيرة بشكل غير متوقع.

وأثارت تعليقات ناديجدين جدلاً حول كيفية رد روسيا، والذي تضمن تعزيز قواتها العسكرية في أوكرانيا أو سحبها وإنهاء الحرب. وأضاف ناديجدين “الأشخاص الذين أقنعوا الرئيس بوتين بأن العملية الخاصة ستكون سريعة وفعالة، ولن نضرب السكان المدنيين وسنأتي وحرسنا الوطني، إلى جانب مقاتلي كادريوفيت (المقاتلين الشيشان) ونستعيد الأمور هناك هم أنفسهم الذين وضعونا جميعًا في هذا المأزق”.

وتابع “الرئيس لم يجلس هناك ويفكر فقط، لماذا لا أبدأ عملية خاصة، هناك من قال له إن الأوكرانيين سيستسلمون، وإنهم سيرغبون في الانضمام إلى روسيا”. وقال “كان على شخص ما أن يخبره بكل هذا. لقد قالوا الشيء نفسه أيضًا على شاشة التلفزيون.. نحن الآن في مرحلة يتعين علينا فيها أن نفهم أنه من المستحيل تمامًا هزيمة أوكرانيا باستخدام تلك الموارد وأساليب الحرب الاستعمارية التي تحاول روسيا استخدامها عبر شن حرب باستخدام جنود متعاقدين ومرتزقة وبدون تعبئة”. وحذر قائلا “هناك جيش قوي يقاوم الجيش الروسي، بدعم كامل من أقوى الدول، بالمعنى الاقتصادي والتكنولوجي، بما في ذلك الدول الأوروبية”.

وسأل المذيع التلفزيوني عما إذا كان ناديجدين يقترح قيام روسيا بالتعبئة الكاملة ضد أوكرانيا، فرد ناديجدين أصر على أنه يريد العكس “يجب أن نبدأ محادثات السلام، وأقترح محادثات سلام حول وقف الحرب والمضي قدما للتعامل مع القضايا السياسية”.

من جهة اخرى، أبلغ مصدران رويترز بأن بنك أوف أميركا ينقل بعض مصرفييه المقيمين في روسيا إلى دبي، بعد تحرك العديد من المصارف الغربية هذا العام لنقل موظفيها في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. وقال المصدر ان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأن الأمر ليس معلنا إن بنك أوف أميركا نقل بعض موظفيه مؤخرا وإنه بصدد نقل آخرين من وحدات مختلفة بالبنك.

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة