إيران: تواصل الاحتجاجات والقراصنة الهاكرز يخترقون موقع مجلس النواب
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن استدعائها سفيري بريطانيا والنرويج، واتهمت واشنطن بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في إيران على مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما) عقب احتجازها لدى شرطة الأخلاق في طهران.
وقالت الخارجية في بيان اليوم الأحد، إنها استدعت مساء أمس السفير البريطاني في طهران سايمِن شيركليف على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.
كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي في طهران، بشأن مواقف وصفت بأنها تدخل من طرف رئيس البرلمان النرويجي في الشأن الإيراني.
وأمس، قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن محاولات الولايات المتحدة المتكررة لانتهاك سيادة إيران لن تمر دون رد. معتبرا ما وصفه بمخطط واشنطن “الشائن” لتخفيف عقوبات الاتصالات يهدف إلى إثارة عدم الاستقرار في البلاد.
وكانت وزارة الخزانة (المالية) الأميركية قد أصدرت الجمعة إعفاء من العقوبات عن بعض خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الموجهة إلى إيران، وذلك من أجل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين الإيرانيين.
وفي اليونان، أُلقيت زجاجة مولوتوف ليل السبت ــــ الأحد على حائط السفارة الإيرانية في أثينا دون أن تتسبب بأضرار، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليونانية اليوم.
وكان حوالي 200 شخص تجمعوا بعد ظهر أمس في ميدان سينتاغما وسط أثينا احتجاجاً على “قمع” إيران للمظاهرات في أعقاب وفاة أميني بعد أن اعتقلها شرطة الأخلاق.
وفي إيران أيضا، نشر ناشطون على وسائل التواصل مقاطع فيديو لاحتجاجات شهدتها مناطق شرق وغرب طهران ليلة أمس، إضافة إلى احتجاجات في مدن كرج وشيراز وسنندج ردد فيها متظاهرون شعارات ضد مسؤولي البلاد.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن طهران شهدت عدة تجمعات احتجاجية وصفتها بالمحدودة، وأضافت أن قوات الشرطة تمكنت من تفريق متظاهرين “حاولوا إثارة الشغب والقلاقل”.
من جهته، حث المخرج السينمائي الإيراني أصغر فرهادي، اليوم، الناس في جميع أنحاء العالم على “التضامن” مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في إيران احتجاجا على وفاة أميني. ودعا فرهادي جميع الفنانين والمخرجين والمثقفين ونشطاء الحقوق المدنية من جميع أنحاء العالم “للتضامن مع النساء والرجال الأقوياء والشجعان في إيران من خلال تصوير مقاطع فيديو أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى”.
وأشاد المخرج بـ “النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن الإنسانية إلى جانب الرجال”. وقال فرهادي في رسالة بالفيديو على إنستغرام “هن يبحثن عن حقوق بسيطة لكنها أساسية حرمتهن منها الدولة لسنوات”.
يذكر أن هذا المخرج، المعروف بأفلامه التي تتناول التحديات اليومية في حياة الناس، فاز مرتين بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، عن فيلم “A Separation” عام 2011، فيلم “The Salesman” عام 2016.
وبالتزامن مع الاحتجاجات المستمرة لليوم التاسع في إيران، اخترقت مجموعة الهاكرز “أنونيموس” موقع البرلمان الإيراني، في إطار هجماتها على منصات النظام الإلكترونية، فيما أكد ناشطون أن قراصنة اخترقوا أيضاً موقع وزارة النفط الإيرانية.
فقد نشرت المجموعة مقطعاً مصوراً اليوم الأحد، يظهر أرقام الهواتف المحمولة لعدد من النواب، داعية المواطنين إلى الاتصال بهم. وكتبت “ابعثوا لهم برسائل واسألوهم لماذا يدافعون عن الديكتاتور”.
يشار إلى أن تلك المجموعة المتخصصة في التسلل إلى مواقع الإنترنت، كانت أعلنت الثلاثاء الماضي، أنها بدأت عملياتها ضد النظام الإيراني تماشياً مع احتجاجات الإيرانيين. وبعد ساعات من إعلانها هذا، تعطّل موقع الحكومة الإيرانية وموقع المتحدث الرسمي باسم الحكومة، فضلا عن المصرف المركزي ووزارة الثقافة، بالإضافة إلى عدد من وسائل الاعلام الرسمية، قبل أن تستعيد نشاطها لاحقا.
وأتى هذا الهجوم السيبراني اليوم فيما تشهد العديد من المدن في البلاد لاسيما في شيراز والعاصمة طهران وغيرها، احتجاجات تنديدا بمقتل أميني.
في المواقف، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن التظاهرات في إيران تعكس مدى رغبة الشعب بالحصول على الحرية والكرامة.
وأضاف في مقابلة مع قناة ABC ستبث مساء اليوم الأحد، أن بلاده ستساعد الإيرانيين للدخول إلى الإنترنت لإيصال صوتهم للخارج. وقال إن واشنطن تتخذ خطوات ملموسة أيضاً للمساعدة في “تسهيل وصول المواطنين الإيرانيين إلى وسائل التواصل حتى يتسنى لهم سماع أصواتهم داخل إيران وخارجها”.
أما بشأن الاتفاق النووي وتأثير الاحتجاجات على ذلك، فأوضح أن المفاوضات حول الاتفاق لن تمنع بلاده من دعم مطالب الشعب الإيراني، وقال “لن نتباطأ بوصة واحدة في دفاعنا ومناصرتنا لحقوق النساء والمواطنين في إيران”.
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة بدعم المحتجين في بلاده. ورأى أن الدعم الأميركي “لمثيري الشغب” يتعارض مع موقف واشنطن الدبلوماسي تجاه بلاده.
وفي حين اعتبر أن الاحتجاج السلمي حق لكل الشعوب، وصف المتظاهرين الذي نزلوا إلى الشوارع على مدى الأيام التسعة الماضية بالمشاغبين.
كما شدد على أن “تورط أميركا في دعم هؤلاء المشاغبين ومساندتهم في تنفيذ مشروعهم لزعزعة الاستقرار الداخلي في البلاد، يتناقض بشكل واضح مع رسائل واشنطن الدبلوماسية لبلاده بخصوص ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي وإرساء الاستقرار”.