اليوم 219 للحرب: الجيش الاوكراني يتقدم في ليمان .. وبوتين يعترف بأخطاء في التعبئة

اليوم 219 للحرب: الجيش الاوكراني يتقدم في ليمان .. وبوتين يعترف بأخطاء في التعبئة

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم الــ 219 للحرب، ذكرت مصادر عسكرية بالجيش الأوكراني إن قواته تواصل تقدمها في محور ليمان، شمال مقاطعة دونيتسك شرق البلادن وتمكن من من إحكام سيطرته على بلدة كولوديازي، شمال ليمان. بينما استمر القصف الروسي على مدن باخموت وسوليدار وكوراخوفا، كما أعلن حاكم مقاطعة دونيتسك مقتل 6 مدنيين خلال القصف الذي استهدف مناطق متفرقة يوم أمس.

في المقابل، قال حاكم مدينة كراماتورسك إن 10 أشخاص أصيبوا جراء قصف روسي استهدف المدينة، وتسبب بأضرار في المرافق العامة والممتلكات الخاصة.

وسقطت 4 صواريخ على مناطق مختلفة وسط مدينة كراماتورسك، استهدفت تجمعات سكنية وبعض الكليات والمعاهد، وأظهرت صور للجزيرة آثار القصف قرب كلية الهندسة التقنية وسط المدينة. وفي ميكولايف، سجل قصف صاروخي استهدف المدينة الواقعة جنوبي أوكرانيا، وخلف أضرارا في متحف التاريخ بالمدينة.

وقال فيتالي كيم رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في ميكولايف إن القصف كان بصاروخ من طراز “إس-300” (S-300) معدل لضرب الأهداف الأرضية، أطلقته القوات الروسية على المدينة.

وافيد عن سقوط قتلى وجرحى، جراء قصف صاروخي روسي استهدف مناطق عدة في مقاطعة دنيبرو جنوبي البلاد. وقال حاكم المقاطعة إن أحد الصواريخ سقط على تجمع سكني، وخلف قتلى وجرحى محاصرين تحت الأنقاض، وإن عمليات الإنقاذ واستخراج الجثث ما زالت مستمرة، وأضاف حاكم المدينة أن صواريخ عدة سقطت أيضا على مقربة من محطة للحافلات في المدينة.

كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قتلت أكثر من 80 مرتزقا من تشكيل “الفيلق الأجنبي” في مقاطعة دونيتسك. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف عن تدمير 6 مواقع تحكم أوكرانية في مقاطعتي دونيتسك وخاركيف، وتدمير 9 مستودعات للأسلحة والذخائر في مناطق متفرقة.

من جهته، وفي المواقف أعلن لرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الحرب مع أوكرانيا هي نتيجة من نتائج انهيار الاتحاد السوفيتي.

واتهم خلال محادثة مع رؤساء وكالات الاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة، اليوم، الغرب بالضغط على الدول التي تحاول تقرير مصيرها، مشيراً إلى أن الغرب يحاول زعزعة استقرار مجموعة الدول المستقلة، وإلى أن “الأعداء يحاولون افتعال ثورات في بلداننا”، وإعتبر أن الهيمنة أحادية القطب آخذة في الانهيار. وقال: “أمام أعيننا، هناك عملية صعبة لتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة”، موضحاً أن مثل هذا التشكيل، مصحوب بـ”مشاكل ظاهرة على السطح”.

من جهة ثانية، أكد الرئيس الروسي ضرورة إصلاح كل الأخطاء التي رافقت تلك عملية التعبئة الجزئية. وشدد على أن التجنيد إجباري لذوي الخبرات العسكرية، ويجب تنفيذ ذلك بصرامة، موجهاً أوامره إلى الادعاء العام بمتابعة التعبئة الجزئية.

اما المكتب الإعلامي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد دعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي يوم غد الجمعة في الوقت الذي يفترض فيه اعلان ضم 4 مقاطعات اوكرانية الى روسيا عملا بنتائج الاستفتاءات. وكان زيلينسكي وصف استفتاءات الانضمام إلى روسيا بأنها “هراء ولا يمكن تسميتها استفتاء”، مضيفا أن “أي عمل إجرامي من قبل روسيا لن يغير شيئا بالنسبة لأوكرانيا”. وندد المجتمع الدولي بالاستفتاءات الروسية، حيث وصفتها دول أوروبية والولايات المتحدة بأنها “صورية”، قائلة إنها “لن تعترف بها”.

بموازاة ذلك، فتحت السلطات الروسية مزيدا من مكاتب التجنيد العسكري قرب حدود روسيا في محاولة لاعتراض بعض الرجال الفارين من روسيا برا لتجنب استدعائهم للقتال في أوكرانيا.

يشار إلى أن أكثر من 194 ألف روسي فروا إلى جورجيا وكازاخستان وفنلندا، معظمهم على متن سيارات أو دراجات أو على الأقدام، منذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي تعبئة جزئية لجنود الاحتياط.

رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام الصحافيين أن قيام روسيا بضم مناطق أوكرانية “لا مكان له في العالم المعاصر”، مشدداً على أنه “تصعيد خطير”. وقال أن “أي قرار بتنفيذ عملية ضم المناطق الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا لن يكون له أي قيمة قانونية ويستحق الإدانة”. وشدد على أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير شرعي، مؤكدا أن الأمم المتحدة ملتزمة بسيادة ووحدة الأراضي الأوكرانية. وتابع “علينا العمل معا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية”.

من جهته، قال المستشار السياسي للرئيس الأوكراني ميخائيل بودولياك بتغريدة على تويتر، إن المراسم التي تخطط فيها روسيا لضم الأراضي الأوكرانية يوم الجمعة “لا معنى لها من الناحية القانونية”، وندد بما وصفه بأنه عرض غريب للكرملين.

وأعلن الكرملين أن روسيا ستضم رسميا أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها قواتها خلال حفل كبير سيقام في موسكو، الجمعة.

فيما أفاد دميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن عملية الضم ستصبح رسمية خلال مراسم تقام في الكرملين. وأضاف أن الرئيس الروسي سيلقي خطابا “مهما” أثناء المناسبة.

واجتمع زعماء المناطق الأربع المعيّنون من الكرملين في العاصمة الروسية، بعد يوم على مناشدة السلطات الموالية لموسكو بوتين مباشرة ضم الأراضي إلى روسيا. وجاءت طلباتهم إلى الكرملين، والتي صدرت بالتزامن تقريبا، بعدما أعلنت المناطق الأربع أن سكانها أيّدوا بالإجماع الخطوة، في إطار استفتاءات نُظّمت على عجل واعتبرتها كييف والغرب غير قانونية ومزوّرة وباطلة.

يشار إلى أن المناطق الأربع، خيرسون وزابوريجيا جنوبا، ودونيتسك ولوغانسك شرقا، تشكل ممرا بريا مهما بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وتمثّل المناطق الخمس معا حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، فيما تستعيد القوات الحكومية مواقع عديدة منذ أسابيع.

من جهة اخرى، وردا على ما وصفه بأعمال تخريبية استهدفت خطوط أنابيب نورد ستريم، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن أي هجوم متعمد على البنية التحتية لدول الحلف سيواجه برد حازم.

وأضاف في بيان: “جميع المعلومات المتاحة تشير حالياً إلى أن التسريب في خطوط الغاز جاء نتيجة أعمال تخريب متعمدة ومتهورة وغير مسؤولة”.

أتى ذلك بعدما أعلنت السويد أنه تم الإبلاغ عن تسرب رابع بخط أنابيب نورد ستريم قبالة جنوب السويد. وقال خفر السواحل السويدي إن جميع التسريبات الأربعة المكتشفة موجودة في المياه الدولية، اثنان بالقرب من السويد واثنان بالقرب من الدنمارك.

يشار إلى العديد من المسؤولين السياسيين والخبراء كانوا ألمحوا خلال اليومين الماضيين إلى أن عملا تخريبيا يقف وراء تسرب الغاز من خطي الأنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا. كما اعتبر عدد من الخبراء أن قوات عسكرية مختلفة في المنطقة قادرة على تنفيذ عملية كهذه.

وبحسب الخبراء يمكن إرسال غواصين عادة إلى قاع البحر لوضع متفجرات، أو عبر الألغام ذاتية الدفع أو غواصة مسيّرة يمكن أن تقوم بهذه المهمة.

اما المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، فقالت أن حادثة خطوط “التيار الشمالي” وقعت في منطقة تسيطر عليها المخابرات الأميركية. وقالت في تصريحات لبرنامج محلي: “الحادث وقع في المنطقة التجارية والاقتصادية للدنمارك والسويد، المنضمتين للناتو والممتلئتين بالأسلحة الأميركية”. وأضافت: “هذه البلدان تسيطر عليها أجهزة المخابرات الأميركية بالكامل، وتقع بالتأكيد تحت سيطرة أجهزة المخابرات الأميركية التي تتحكم بشكل كامل في الوضع هناك”.

وتعليقا على تصريحات السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير التي أوضحت فيها إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن سابقا، ضرورة إنهاء مشروع “نورد ستريم 2” ، فاعتبرت أنها “مثيرة للشفقة”، بعدما انتشرت خلال الأيام الماضية، فيديوهات سابقة لبايدن يشدد فيها على ضرورة إنهاء هذه الخطوط.

بدورها، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن أن تسرب الغاز الكبير الحاصل في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 في بحر البلطيق ناجم عن “عمل متعمد” و”ليس حادثاً”.

الى ذلك، كشفت تسجيلات صوتية لآلاف المكالمات الهاتفية لجنود روس موجودين في أوكرانيا أن العاصمة كييف كانت على وشك السقوط لولا بعض الأخطاء التكتيكية للجيش الروسي والمقاومة الأوكرانية. فقد أظهرت الاتصالات، التي اعترضتها ونشرتها أوكرانيا كيف كان من المفترض أن تسقط كييف في غضون أيام، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”. وحصلت الصحيفة حصرياً على تسجيلات لآلاف المكالمات التي أجريت طوال شهر مارس ــــ آذار أي بعد حوالي شهر من انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، واعترضتها وكالات إنفاذ القانون الأوكرانية.

في غضون ذلك، قدّم جنود روس موجودون في أوكرانيا روايات داخلية تضمنت أدلة دامغة عن “إخفاقات في ساحة المعركة والجرائم ضد المدنيين”، وذلك في مكالمات هاتفية مع الأصدقاء والأقارب في الداخل.

وذكر الجنود وجود أزمة في الروح المعنوية وأشاروا إلى نقص في المعدات، وقالوا إن قياداتهم كذبت بشأن المهمة التي كانوا يقومون بها، وكلها ظروف ساهمت في الانتكاسات الأخيرة للحملة الروسية في شرق أوكرانيا. كما شملت بعض المحادثات “انتقادات حادة لبوتين والقادة العسكريين”، وفقا للصحيفة التي قالت إنها تستخدم الأسماء الأولى للجنود فقط، من أجل حماية هوياتهم خوفا من تعرضهم للعقوبة.

وقال جندي، عرفته الصحيفة باسم أليكسندر “بوتين أحمق، يريد أن يأخذ (يحتل) كييف ولكن من غير الممكن القيام بهذا”.

وأخبر الجنود الروس أقاربهم أن الاستراتيجية العسكرية تفشل وعبروا عن دهشتهم من احترافية القوات الأوكرانية، ويقول أحدهم بصراحة: “نحن نخسر”.

 

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة