ضد التيَّار: كيَّة اللِّي جاتْ فيه!

ضد التيَّار: كيَّة اللِّي جاتْ فيه!

 [سأظل مع القضايا الخاسرة حتى الموت] 

محمد الماغوط

عبد الكريم الأمراني

  أذكر، مما لا زلت أذكر، من جلساتي الطويلة على امتداد  سنوات، مع الراحل الكبير/ المثقف والسياسي النبيل محمد كسوس، سواء في بيته القديم في حي أكدال، أو في بيته الجديد في حي الرياض…(أذكر) جلسة لاتنسى، كنت خلالها غاضبا، بل حانقا، على قبول  “الحزب” تولي عبد الواحد الراضي وزارة “التعاون “

(في مرحلة الغزل المغربي/الليبي)… وهو القرار الذي كان أشبه بزلزال هز صفوف حزب “القوات الشعبية”، والذي لم أجد له، شخصيا، أي تفسير سوى أن “في الأمر إن…” وزاد في الطين بلة ” تبرير “عضو المكتب السياسي الحبيب الفرقاني( الذي بالمناسبة اعتبر الاشتراكية فكرة مستوردة!! في سلسلة مقالات نشرتها صحيفة الحزب… ولم يتردد فيما بعد في الاصطفاف مع الأصوليين في معركة “الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية ” وشيطنة صاحبها(المناضل التقدمي الحداثي ، فعلا لا قولا وادعاء كما يفعل الكثيرون (سعيد السعدي)… وذلك من خلال قوله أمام أعضاء المجلس الإقليمي للحزب بالدار البيضاء في تبرير قبول الحزب تعيين “الراضي” في وزارة  “التعاون”:

 ” شوفوا الخوت… اللّي كان مطروح علينا هو…واش نوقفوا المحراث ولا نخلليوه يمشي”؟!

استمع الراحل الكبير (محمد كسوس) إلى اعتراضاتي على دخول الحزب إلى الحكومة وبوزير واحد (حتى وإن كانت القيادة تصر على أن الأمر كان مجرد استجابة لتمن من الملك وأن تولي عبد الواحد الراضي لوزارة “التعاون” لا يعني مشاركة في الحكومة !!!)

كنت حينها من حاملي السلم بالعرض… اعتبر، عن قناعة، أن بيننا وبين “هم” دم المهدي  ..وكنت أردد مع أمل دنقل مطلع رائعته “لا تصالح ..

“لا تصالح..

  ولو منحوك الذهب

 أترى حين أفقأ عينيك ثم

أثبت جوهرتين مكانهما

هل ترى؟

 هي أشياء لا تشترى “..

أجل… هي أشياء لا تشترى !!!!

  ***

  لم أقتنع بكل تبريرات الراحل الكبير، وكنت عند كل نقطة وفاصلة أردد لازمة  “وماذا عن

دم المهدي الذي كنا نقول إنه يفصل بيننا وبين  “هم” ؟!!

    ذكرني الراحل الكبير بـ “المؤتمر الاستثنائي”، وتبنيه لـ”الاختيار الديمقراطي” و” قطعهمع كل التوجهات البلانكية”… إلخ…  وطمانني، بعد تحليله لواقع قيادة الحزب بمكوناتها الثلاثة، قائلا:   

“لا خوف على الحزب ما دام التيار الوسطي/ البوعبيدي يمسك بزمام الأمور…  ولكن الخوف، كل الخوف، أن ينجح التيار اليميني القريب جدا من “المخزن” (وكان الراحل الكبير يسمي رموزه/ الراضي أند كومباني: “فكاكين لوحايل”!! بحكم الدور الذي كانوا يلعبونه في فترات الاحتقان والتوتر بين الحزب والنظام) لأن ذلك سيعني سيطرة” المخزن” على الحزب… وبالتالي سيعني نهايته !!

 ويبدو الآن، وبشكل لا يقبل الشك، أن “نبوءة” الراحل الكبير قد تحققت، مع انتقال “القيادة” إلى زمرة “فكاكين لوحايل، الذين وضعوا الحزب في جيب “المخزن” بعد أن حولوه إلى محارة فارغة!!

استحوذ الذين باعوا دم الشهيد في ملاعب الكولف ورحلات القنص الشهيرة مع القتلة، على الحزب، واستمروا في ممالأة التاريخ ومداهنة ما تبقى من “مناضلين”، بالحديث الدوري المناسباتي عن “الأخ الشهيد” وذكرى “الأخ الشهيد” إلى أن وصل بهم الحال إلى “تخليد ذكراه” بوصلة رقص على إيقاعات “لهمامي…يا بابا… لهمامي يا سيدي” في مسرح محمد الخامس!!

 وكيَّة اللي جات فيه

كيَّة اللي جات فيه !!!

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد الكريم الأمراني

صحفي وكاتب