إيران: انتفاضة في الثانويات بعد الجامعات وبايدن يعاقب النظام
السؤال ــــ وكالات وتقارير
دخلت الانتفاضة في إيران أسبوعها الثالث، وشملت المدارس الثانوية بعد الجامعات، إذ تواصلت التظاهرات المنددة بقمع السلطات، في جامعات العاصمة طهران. وعمد الطلاب إلى التعبير بشتى الوسائل عن تنديدهم بقمع المتظاهرين، بعد 19 يوماً من الاحتجاجات تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني.
فمن الهتافات على أسطح البنايات، وهي الطريقة التي اعتمدها النظام نفسه قبل سنوات طويلة ضد الشاه، إلى الأغاني، وحرق صور المرشد علي خامنئي، وصولاً اليوم إلى إطلاق أبواق السيارات.
بدأ طلاب طهران، اليوم الثلاثاء، بالتعبير عن غضبهم عبر استخدام أبواق السيارات، بعد حملة الاعتقالات التي طالتهم، لا سيما في جامعة شريف.
ونزل العديد من الشبان والشابات إلى شوارع المدينة، مرددين هتافات ضد السلطة، وصارخين “المرأة، حياة، حرية”، و”الموت للدكتاتور” في إشارة إلى خامنئي.
كما ردد طلاب جامعة طهران، كلية العلوم الهندسية “إنهم يكذبون.. أميركا ليست العدو بل العدو هنا في الداخل”، برد مباشر على تصريحات مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي أمس، التي اتهم فيها الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء ما سماه “الشغب الحاصل” في البلاد.
بالتزامن، حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم، تهدئة الغضب الشعبي ضد الحكومة، في الوقت الذي امتدت فيه الاحتجاجات إلى المدارس الثانوية أيضاً. وأقر رئيسي بأن “الجمهورية الإسلامية لديها نقاط ضعف ونواقص”، وشدد على “الرواية الرسمية بأن تلك الاضطرابات مؤامرة من الأعداء”.
وقال رئيس هيئة الأركان، محمد باقري على أن “الأمن قادر على حماية النظام”، مرددا في الوقت كلام خامنئي ورئيسي، بشأن اتهام كل من أميركا وإسرائيل بالوقوف وراء الأحداث!
وكان الرئيس الايركي جو بايدن أعلن عن فرض عقوبات إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين في إيران، معربا عن قلقه إزاء التقارير المتعلقة بتكثيف قمع المتظاهرين في إيران، وقال إن بلاده ستفرض المزيد من العقوبات هذا الأسبوع على المسؤولين عن العنف في نظام الملالي ضد المحتجين، وإن أمريكا تقف إلى جانب النساء وجميع المواطنين الإيرانيين الذين يلهمون العالم بشجاعتهم.
وبعد يوم من قمع واعتقال الطلاب في جامعة شريف وجامعات إيرانية أخرى، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين: “نحن قلقون بشأن التقارير التي تتحدث عن رد فعل السلطات الأمنية على الاحتجاجات السلمية للطلاب. عنف واعتقالات جماعية .. نعبر عن قلقنا واشمئزازنا”.
من جهة ثانية، وفي رسالة مشتركة، دان 13 من الفائزين بجائزة نوبل بشدة قتل مهسا أميني المأساوي والقمع الوحشي لانتفاضة الشعب الإيراني في 150 مدينة وطالبوا بمحاسبة خامنئي ورئيسي على هذه الجرائم. وطالبوا بالإفراج الفوري عن الموقوفين داعين الأمم المتحدة إلى إرسال وفودها إلى إيران لزيارة السجون اإيرانية.
ووجه المعارض مسعود رجوي تحياته للطلبة المناضلين في جميع أنحاء البلاد الذين أحيوا دورهم الطلیعي، بتحمّل مسؤوليتهم التاريخية في الانتفاضة والثورة الديمقراطية في إیران. وقال: “بوركت مقاومة الطلاب في جامعة شريف الصناعیة، الذين حوّل تلألؤ أنوار صمودهم الليل المظلم إلى فجر مشرق آخر لانتفاضة الشعب. تحيات مضاعفة لأهلنا في طهران والشباب الثوار الذين سارعوا لمساعدة الطلاب في منتصف الليل. يجب فتح سجون خامنئي مثل سجون الشاه: يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين وخاصة الطلاب منهم. هذا مطلب الشعب الإيراني کافّة”.