اليوم 234 للحرب: كييف تشن هجوما عنيفا على خيرسون … والنيران تشتعل في خزانات وقود بيلغورود
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 234 للحرب، واصلت القوات الأوكرانية هجومها المضاد الذي أطلقته قبل أسابيع اليوم ، وشنت ضربات عنيفة على مدينة خيرسون الواقعة جنوب أوكرانيا، والتي يحتل الروس جزءاً كبيراً منها.
وافاد مراسلون أن الجيش الأوكراني بدأ هجوماً هو الأعنف في المقاطعة، عبر المقاتلات والمروحيات، لاسيما في محوري دوتشاني وميلوفويا اللتين سيطرت عليهما سابقاً.
وأكدت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا، المحاولات الأوكرانية للهجوم على المدينة. إلا أن وزارة الدفاع الروسية، أكدت أن قواتها تتصدى، موضحة أنها أفشلت عدة هجمات على 3 مناطق في المقاطعة.
وكان رئيس خيرسون فلاديمير سالدو، المعين من قبل روسيا، أعلن قبل يومين أنه سينظم بالتعاون مع القوات الروسية عمليات لإجلاء سكان المدينة إلى مناطق أخرى، تخوفاً من هجمات كييف. كما اقترح أن يشمل الإجلاء في المقام الأول المناطق الواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبر حيث تتقدم القوات الأوكرانية.
وجاءت تصريحاته، بعد أن أعلن الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على عدة بلدات في خيرسون.
يشار إلى أن القوات الأوكرانية تشن منذ الشهر الماضي، هجوماً مضاداً في شمال شرق البلاد، وجنوبها أيضاً، في محاولة لاستعادة مدن ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية. وقامت موسكو بالتزامن مع هذا الهجوم، بالإعلان عن ضم 4 أقاليم أوكرانية إليها، ألا وهي دونيتسك ولوغانسك شرقاً، وخيرسون وزابوريجيا جنوباً، في خطوة أثارت انتقادات دولية عارمة، وإدانة من الأمم المتحدة، التي أكدت أن قرار الضم غير شرعي ويعارض القوانين والمواثيق الدولية.
إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أصر على ألا عودة عن قرار الضم هذا “إلى الأبد”.
من جهتهاـ أفادت خدمة الطوارئ في مدينة بيلغورود الروسية، عن اشتعال النيران في أحد خزانات الوقود في منطقة بيلغورود بعد قصف طالها من الجانب الأوكراني. وبحسب بيان صادر عنها فإن الخزانات المتضررة كانت تحوي بقايا وقود ديزل، واشتعلت في مستودع للنفط. كما أفاد المصدر أن الحريق وقع في قرية رازومنو 71، بسبب قصف مستودع النفط تضررت منه أحد الخزانات العشرة. في حين لم تصب بقية الخزانات بأية أذى كونها فارغة. وقالت إنه من أجل استبعاد حريق محتمل، يتم تبريدهم الآن بالماء.
بدوره، أكد حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف اندلاع الحريق، مؤكداً أنه وقع في مستودع نفط بعد قصف من قبل أوكرانيا.
وكتب الحاكم: “تم قصفنا مرة أخرى. إحدى القذائف أصابت مستودعا للنفط في منطقة بيلغورود. أنا في مكان الحادث. وزارة الطوارئ تقاوم النيران. لا يوجد تهديد بالانتشار. سأطلعكم بكل شيء”. كما أوضح أن القصف طال نقطة تفتيش جمركية في بلدة شيبكينو الحدودية.
يشار إلى أن نقطة التفتيش الجمركية في شيبيكينو تلك، باتت تتعرض لقصف متتال، حيث سقطت اليوم 14 قذيفة على المعبر الحدودي، دون ضحايا أو جرحى.
وفي المواقف، ألقى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو باللائمة على الدول الغربية في إطالة أمد الأزمة الأوكرانية، مؤكدا في الوقت عينه أن مينسك لن تتورط في النزاع.
وقال حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللصيق في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” بثت مساء أمس الجمعة، إن الأزمة في أوكرانيا يمكن أن تحل خلال أسبوع إذا وافقت أميركا وبريطانيا.
وأكد أن بلاده تدعم روسيا لكنها “لم تقتل أحدا ولن تفعل”، في إشارة إلى مشاركة قواته في الصراع الروسي الأوكراني. وأضاف “لم يطلب منا أحد المشاركة في القتال، ولا نعتزم التورط”.
وأشار لوكاشينكو إلى أن بيلاروسيا “تعالج وتطعم الروس والأوكرانيين على السواء، كما ترحب باللاجئين الأوكران”.
يذكر أن أوائل الجنود الروس في تلك القوة العسكرية التي يفترض “أن تدافع عن حدود بيلاروسيا ضد أي تهديد أوكراني محتمل”، كانوا وصلوا، اليوم بحسب ما أعلنت مينسك. وأتت تلك الخطوة بعد أن اتهم لوكاشينكو، الاثنين الماضي، بولندا وليتوانيا وأوكرانيا بالتحضير لهجمات “إرهابية وتنظيم تمرد” في البلاد، معلناً في حينها عزمه نشر هذه القوة الإقليمية، ومؤكدا أن هدفها دفاعي محض.
من جهتها، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، إن حلف الناتو فشل في تنفيذ المشروع الغربي بتحويل أوكرانيا إلى “دولة معادية لبلاده”. واعتبر أنه كان بإمكان الناتو منع التصعيد في أوكرانيا، إلا أنه اختار العكس، مضيفاً أن حلف الناتو مستمر بالتصعيد ويرفع من حجم المخاطرة.
وذكّر غروشكو في حديث لوكالة تاس اليوم، بأن موسكو كانت حذّرت على مدى سنوات طويلة من مغبّة دخول جورجيا وأوكرانيا للحلف، مشددة على أن ذلك سيكون بمثابة قنبلة موقوتة في قاعدة الأمن الأوروبي. وأوضح أنها نبّهت بعد عام 2007 عندما اتخذ الحلف القرار في بوخارست، بأن تلك القنبلة ستنفجر عاجلا أم آجلا إذا لم تتم إعادة النظر.
ورأى أن الغرب تجاوز الخط الأحمر بهجومه على جسر القرم، في إشارة إلى التفجير الذي نفّذ قبل أيام على الجسر وترك خسائر كبيرة.
ومن المانيا، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية آنا بيربوك، من حرب هجينة تخوضها روسيا التي يمكن أن تسعى الى شق صفوف أوروبا عبر تشجيع تدفق اللاجئين الى أراضي هذه الدول. ولفتت بيربوك خلال مؤتمر حزبها “الخضر” المنعقد في بون بغرب ألمانيا الى “إنها ليست مجرد حرب بالأسلحة، إنها أيضًا تُشن على جبهة الطاقة وقد وجدنا ردا على هذا الأمر”.
وتخوفت من تدفق لاجئين من دول أخرى غير أوكرانيا “لآن هذه الحرب هجينة وتشارك دول أخرى فيها” متهمة صربيا بالمساهمة في ارتفاع عدد المهاجرين الوافدين الى أوروبا بشكل كبير.
الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون، أن “واشنطن سترسل مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 725 مليون دولار إلى أوكرانيا”.
وأكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن “المساعدة تأتي في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية الوحشية على المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا، والأدلة المتزايدة على الفظائع التي ترتكبها القوات الروسية”.
وشدد في بيان، على “أننا سنواصل الوقوف إلى جانب شعب أوكرانيا وهو يدافع عن حريته وإستقلاله بشجاعة غير عادية وتصميم لا حدود له”، لافتًا إلى أن “القدرات التي نقدمها يتم تقييمها بعناية لإحداث أكبر قدر من الاختلاف في ساحة المعركة في أوكرانيا”.
وأوضح البنتاغون في بيان منفصل، أن هذه الحزمة الأحدث من المساعدات تتضمن المزيد من الذخائر لمنظومة راجمات الصواريخ “هيمارس”.