إيران: عقوبات أوروبية على شرطة الاخلاق والباسيج والطلاب يشعلون الانتفاضة
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم، فرض عقوبات على 11 فردا و4 كيانات إيرانية، على خلفية مقتل الشابة الإيرانية، مهسا أميني وقمع الاحتجاجات الشعبية في البلاد.
وطالت عقوبات الاتحاد الأوروبي “شرطة الأخلاق” الإيرانية، ورئيسها محمد رستمي، وكذلك رئيس فرع طهران بـ”شرطة الأخلاق”، أحمد ميرزائي ووزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، بسبب مسؤوليته عن انقطاع الإنترنت في إيران.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية عن فرض عقوبات على “شرطة الإرشاد”، كذلك غلام رضا سليماني، رئيس قوات الباسيج في الحرس الثوري الإيراني، وحسن كرمي، قائد القوات الخاصة بالشرطة، وحسين أشتري، القائد العام للشرطة في إيران. وكانت واشنطن قد اعتمدت سابقا عقوبات مماثلة أيضا. وتشمل عقوبات الاتحاد الأوروبي حظر السفر وتجميد الأصول، كما يمنع مواطني وشركات الاتحاد الأوروبي من التبادل المالي مع الأفراد والكيانات المدرجة في قائمة العقوبات.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن إيران هددت في رسالة إلى دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بأنه إذا فرضت أوروبا عقوبات على طهران، بسبب قمع الاحتجاجات، فقد لا تستمر العلاقات الثنائية وستكون لها “عواقب وخيمة”.
وإضافة إلى قمع الاحتجاجات في إيران، فقد أثار بيع الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، أثار بدوره حفيظة الدول الأوروبية. ودعا وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، في كلمة له، إلى فرض عقوبات على إيران بسبب بيع طائرات مسيرة لروسيا.
وفي السياق، قال وزير خارجية ليتوانيا، غابريليوس لاندسبيرغوس، إن إيران تشارك مثل بيلاروسيا، في الحرب ضد أوكرانيا من خلال بيع طائرات مسيرة إلى روسيا.
وكانت فرنسا وألمانيا قد اعتبرتا، في وقت سابق، بيع طائرات مسيرة إيرانية لروسيا بأنه انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وطالبتا بفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب بيع المسيّرات لموسكو.
وأعلن الجيش الأوكراني حتى الآن عن إسقاط العديد من المسيرات الإيرانية من طراز “شاهد 136” في حربه مع روسيا.
من جهة ثانية قال صادق زيباكلام، وهو “ثوري سابق”، قبل أن يصبح من أشد المعارضين المتشددين في إيران، قال إن الاحتجاجات المستمرة فاجأت سلطات النظام الإيراني. وأضاف زيباكلام، الذي مُنع مؤخرًا من التدريس في جامعة طهران بسبب تصريحاته ضد النظام، في مقابلة يوم أمس الأحد، إن الحجم الهائل للاحتجاجات فاجأ الجميع، بمن فيهم رجال الدولة، وأولئك الذين يخدمون في الحكومة، والبرلمان والسلطة القضائية.
وتابع المحلل الإصلاحي أن المسؤولين ليسوا متأكدين من كيفية الرد على مثل هذه الانتفاضة الضخمة وهم في حيرة من أمرهم بسبب عدم وجود ردود مناسبة.
وذكر أنه هو نفسه مندهش من الدور الكبير للجامعات في الاحتجاجات، مشيرًا إلى أنه حتى الطلاب والأساتذة في العديد من فروع جامعة آزاد- الذين لا يشاركون عادةً في المسيرات المناهضة للنظام- شاركوا في المظاهرات على مستوى البلاد.
وشدد على أنه لا يريد “تجاهل المشاكل الاقتصادية”، وأن السبب الرئيسي للموجة الحالية من الاحتجاجات هو الكراهية ضد ما يسمى “شرطة الأخلاق” أو دوريات تطبيق الحجاب، مضيفا أن “وقود وذخيرة هذه الاحتجاجات هو الاستياء الاجتماعي”، مشيرًا إلى أن النساء والجيل الثالث من الثورة الإيرانية هما المجموعتان الرئيسيتان من المتظاهرين.
واليوم إستأنف طلاب العديد من الجامعات الإيرانية، تجمعاتهم الاحتجاجية مرددين هتافات ضد النظام، ورفضوا دخول قاعات الدرس. كما أفادت التقارير الواردة بهجوم قوات أمنية بزي مدني على طلاب جامعة أردبيل، شمال غربي إيران.
وبحسب التقارير ومقاطع الفيديو ا نظم الطلاب الجامعيون في أردبيل تجمعات لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على “ضرب وإهانة الطلاب وإراقة دم أحدهم والأجواء الأمنية والقمعية” السائدة في المحافظة.
واظهرت مقاطع فيديو عناصر القوات الأمنية بزي مدني وهم يهاجمون تجمعا لطلاب جامعة أردبيل للعلوم الطبية.
ونظم طلاب جامعة شهركرد الأهلية تجمعا رفعوا خلاله شعار “الحرية”. وكذلك طلاب جامعة بوشهر جنوب، ومازندران شمالي إيران. ونظم طلاب جامعة نجف آباد الأهلية وسط إيران مظاهرة عارمة ضد النظام في إيران ورفعوا شعار: “يجب أن يرحل الملالي”، كما تجمع طلاب جامعة الفن الإسلامي في تبريز، شمال غربي إيران ورفعوا شعار: “لو قتل شخص واحد، فسيخرج ألف شخص لدعمه”.
وبعد إدانة المعهد الألماني للتبادل الأكاديمي القمع العنيف للاحتجاجات الطلابية في إيران، بما في ذلك طلاب جامعة شريف، اتهمت وزارة العلوم في إيران، مساء أمس الأحد، هذا المعهد “بالتدخل في الشؤون السياسية الإيرانية”.
وبالتزامن مع التقارير حول عدم معالجة حالة بعض السجناء المصابين في حريق سجن إيفين، أفادت وكالة أنباء القضاء الإيراني اليوم بأن عدد القتلى ارتفع إلى 8 أشخاص. وتم نقل الجرحى في حريق سجن إيفين إلى مستشفيي طالقاني ومدرس، ولا يزال المناخ الأمني مسيطراً على السجن.
ووفقا للتقارير تم إدخال ما لا يقل عن 12 سجينًا إلى مستشفى سجن إيفين. ولا زال بعض السجناء الأربعين الذين نُقلوا إلى سجن رجائي شهر، بمن فيهم أمير عباس أزرم وند، لا زالوا في السجن على الرغم من أن الرصاص في أجسادهم ولم يتلقوا أي علاج.
وكانت حالة عدد من السجناء تدهورت بسبب استنشاق كميات كبيرة من الدخان والغاز وتم نقلهم إلى المستشفى، كما أصيب عدد من السجناء الآخرين بجروح ناجمة عن طلقات من بنادق صيد ونقلوا إلى مستشفى السجن. كما تم نقل عدد من المعتقلين السياسيين من العنبر 8 في سجن إيفين من قبل الحرس الخاص بعد انتهاء الاشتباكات، ولا توجد معلومات حول حالتهم.
ووفقًا للسلطات الإيرانية، فقد وقع هذا الحريق في محيط العنبرين 7 و8 بسجن إيفين وفي ورشة عمل. وبحسب الأنباء، بعد الحريق، حاول عدد من السجناء من العنابر الأخرى، بما في ذلك العنبر الرابع وعنبر النساء، مغادرة العنابر إلى ساحة السجن، لكن حراس الأمن أطلقوا الغاز المسيل للدموع عليهم.
هذا ونشر المسؤولون الحكوميون ووسائل الإعلام تقارير متضاربة حول الحريق في سجن إيفين. فيما أفاد موقع “مشرق نيوز”، المقرب من الأجهزة الأمنية، عن مقتل 7 سجناء بسبب وقوعهم في حقل ألغام أرضية.
كما ذكرت وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن سبب أصوات الانفجار بعد الحريق في إيفين، مرتبطة بخروج بعض السجناء الهاربين من السجن ووقوعهم في “حقل الألغام” الواقع في الجانب الشمالي من سجن إيفين، لكنها بعد دقائق نفت الخبر نقلا عن “مصدر مطلع”.