إيران: حصار أمني على الطلاب .. وسلامي يحذر المحتجين من الخروج الى الشوارع
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
دعا قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المحتجين في إيران إلى تجنّب الخروج إلى الشوارع، وقال إن اليوم هو آخر أيام الشغب.
ووجّه سلامي تحذيرا للولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والسعودية، على خلفية الأحداث التي تشهدها بلاده، وقال إن إيران ستنتقم.
وأضاف سلامي أن أعمال الشغب التي تحدث في إيران هي مؤامرة يجري تنسيقها عبر وسائل إعلام العدو.
هذا وتجددت الاحتجاجات في عدد من الجامعات في العاصمة طهران، اليوم السبت، وعمدت القوات الأمنية إلى محاصرة الطلاب الذين هتفوا بشعار “خامنئي قاتل”.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون إيرانيون عناصر الباسيج يهاجمون طلبة جامعة العلوم البحثية في طهران. كما حاصر الأمن جامعة “سوهانك” في العاصمة أيضاً، ما دفع الطلاب المعتصمين إلى دعوة المواطنين والأهالي للحضور وكسر الحصار.
أما في كلية التقنية بجامعة طهران، فهتف المحتجون متحدين القمع “صاحب اليد المشلولة (في إشارة إلى خامنئي) قاتل ضحايا هجوم شيراز”.
ولم تختلف الحال في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، حيث هاجمت قوات من الباسيج وعناصر أمنية بزي مدني طلاب جامعة فردوسي التي تشهد احتجاجات طلابية مناهضة للنظام.
كذلك الأمر غرباً، حيث أطلقت قوات الأمن النار على سكن قريب لطلاب جامعة كردستان للعلوم الطبية، حسب ما أفادت منظمة “هنكاو” الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقراً لها.
كما أطلقت الرصاص باتّجاه عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا خارج مستشفى كوثر في مدينة سنندج (غرباً) بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل متظاهر يدعى محسن محمدي في ديواندره، حيث هتف المحتجون “الموت للديكتاتور”.
وكانت شرطة مكافحة الشغب قتلت محمدي (28 عاما) بإطلاق النار عليه خلال تظاهرات أقيمت في مدينة ديواندره يوم 19 أيلول/سبتمبر، ليتوفى في اليوم التالي بمستشفى كوثر المذكور.
كما ساهم طلاب الجامعات والمدارس أيضا في رفد هذا الحراك غير المسبوق منذ سنوات. ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للسلطات وللزعماء الحاكمين من رجال الدين منذ ثورة 1979.
إلا أن القوى الأمنية تصدت لها بعنف، ما أدى إلى مقتل المئات من المحتجين، إذ أكد عدد من المنظمات الحقوقية مقتل ما لا يقل عن 250 متظاهرا، فيما اعتقل الآلاف في أنحاء إيران.
ولا تزال الشكوك تحيط بالرواية الرسمية الإيرانية حول الهجوم الدامي الذي استهدف مزاراً في مدينة شيراز قبل أيام، رغم تبنيه من قبل تنظيم داعش.
فقد وجهت جهات إيرانية عدة أصابع الاتهام لمسؤول سابق في الحرس الثوري بتدبير الهجوم.
وألمحت قناة على تطبيق تليغرام تتبع الشبكة التلفزيونية الإيرانية الأولى (tv1irib_sima)، إلى احتمال تورط رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني السابق ورجل الدين حسين طائب. واعتبرت أن “هذه العصابة المفلسة والملوثة والمشبوهة، حاكت حبلا داخليا ودوليا آخر لشنق النظام عبر تدبيرها حادثة شاه تشراغ المشؤومة”. ثم سردت بعض التفاصيل حول هجوم شيراز، ووصفت منفذ الهجوم بعميل حسين طائب.
واعتبرت أن “مسؤولي الأمن في شاه تشراغ، الذين فتحوا البوابات أمام عميل طائب، لإدخال السلاح بسهولة إلى المرقد، هم أيضا متواطئون”.
يذكر أن هجوماً مسلحاً كان استهدف عدداً من المصلين يوم الأربعاء الماضي، في مسجد شاه تشراغ الذي يضم ضريحا للأخوين أحمد ومحمد ابني موسى الكاظم، ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً.
وعلى الرغم من إعلان داعش مسؤوليته عن هذا الهجوم، شكك العديد من الناشطين الإيرانيين على المنصات الاجتماعية، بينهم شخصيات معروفة بصحة الرواية الحكومية.
وخرج المتظاهرون الإيرانيون إلى الشوارع اليوم السبت 29 أكتوبر(تشرين الأول)، ورددوا هتافات مناهضة للنظام الإيراني أثناء مراسم الأربعين أو دفن جثامين القتلى في الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد. كما نظم الطلاب احتجاجات في الجامعات.
وبالتزامن مع تشكيل سلسلة بشرية اليوم السبت، في 80 مدينة حول العالم، أصبحت المدن الإيرانية المختلفة ساحة انتفاضة شعبية عامة ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وهي الانتفاضة التي دخلت منتصف شهرها الثاني.
وفي وقت سابق، ندد أكثر من 170 من أطباء القلب والأوعية الدموية في بيان لهم بقمع وقتل الأبرياء، مطالبين بوقف القمع، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ومحاكمة مرتكبي عمليات القتل الأخيرة، والإغلاق التام لدورية الإرشاد، ومنح كامل حق الاحتجاج والتظاهر وحرية تكوين الأحزاب.
<
p style=”text-align: justify;”>يشار إلى أن رجال الأمن هاجموا تجمع الأطباء، أول من أمس الخميس، أمام منظمة النظام الطبي في طهران. وفي هذا الهجوم، أصيبت طبيبة الجراحة العامة، بريسا بهمني، وتوفيت أمس الجمعة.