فلورنسا: متحف مفتوح في الهواء الطلق
علي بنساعود
قبل أيام، زرت مدينة فلورنسا الإيطالية، وهي أول مرة أزورها فيها، غير أنني، من كثرة ما شاهدت صورها، وقرأت وسمعت عنها، خُيل لي أنني أعرفها، وسبق لي أن زرتها!
وإذا كان من لم يزُر هذه المدينة يُفْتَنُ بصُورها ومعالمِها الثّقافيّة والتاريخية، فما بالك بمن ذهب إليها، وساح فيها، وتجول في شوارِعها وساحاتها، وزارَ متاحفها وكنائسها، واستمتع برؤيةِ أجْمل الأعمالِ والّلوحاتِ الفنية لأشهر عباقرة الفن العالمي، أمثال مايكل أنجلو (Michel-Ange) وبوتيتشيلي (: Sandro Filipepiالملقب Botticelli))) ودوناتيلو (Donato di Niccolò di Betto Bardi)…
رحلة عبر الزمن
في فلورنسا هذه، ينسى المرء الحاضر، بُرهة من الزّمن، ويعود إلى العُصور الوسطى، ويسافر في ردهات الماضي بين كنوزها، مستمتعا بالفنون وضروب الجمال… وطبعا، لا غرابة في ذلك، إذ في هذه المدينة، شهد النور “دانتي أليغييري” أحد آباء اللغة الايطالية ومؤلف «الكوميديا الإلهية»، وفيها قلَب غاليليو معادلات العلوم الفلكية، ودفع حياته ثمنا لها، ووضع ميكيافيلي أسس العلوم السياسية في كتابه «الأمير»، الذي اتبع الساسة شعاره الخالد “الغاية تبرر الوسيلة”، وفي محترفاتها، تفتقت عبقرية مايكل آنجيلو ودوناتيلّو وبوكاتشيو وبرونلّسكي وبوتيتشلّي وليونارد دا فينتشي، فأهدوا العالم روائع لا تضاهى.
بفضل هذه المدينة وأبنائها، سرى في عروق أوروبا المتيبسة في القرون الوسطى دم النهضة الفنية والفكرية التي قامت عليها ثقافة الغرب والحضارة الأوربية، وهو ما سمح لها بالخروج من عهد الفقر والجهل والظلمات إلى فضاء النور الواسع، وبذلك، لعبت دورا رياديا ذا طابع تنويري نهضوي، وكانت بحق مهد الحضارة الحديثة…
مدينة الفنون والحب والتلاقي
تتميز فلورنسا بمجموعة من أفضل متاحف العالم، الزاخرة بالكنوز السياحية التي تستحق الاكتشاف، وكل ركن من أركانها يعبق بالفن، إن على شكل منحوتات تزين الواجهات أو على شكل حفلات في الهواء الطلق، لذلك، لا غرابة أن يتغنّى بها الشّاعر السّوري “نزار قبّاني” في قصيدته “الحُبُّ على نار الحَطَب” ويتمنى لو أنه تعرف على حبيبته فيها، يقول:
آهٍ! لوْ أنّي تعرّفتُ على عينيكِ
في عصْرِ الحضاراتِ
وفي عصْرِ الثّقافاتِ
ليتنا كُنّا التقينا في فلورنسا
بين إيقاعِ الأزاميلِ
وصرخاتِ التّماثيلِ
ونارِ المُبدعين.
ويضيف في قصيدة أخرى تحت عنوان: “حب بلا حدود”:
“يا سيدتي:
كم أتمنى لو أحببتك في عصر التنوير..
وفي عصر التصوير..
وفي عصر الرواد.
كم أتمنى لو قابلتك يوماً
في فلورنسا.
أو قرطبة.
أو في الكوفة.
أو في حلب.
أو في بيتٍ من حارات الشام…“
ولعمري، إنها كلمات كفيلة بأنْ تُثير فُضول القارئ ليتعرّف على هذه المدينة، ويستكشف مدى روعةِ السياحة فيها، والاستمتاع بها!
مدينة صغيرة بإمكانيات كبيرة
للإشارة، فإن فلورنسا مدينة صغيرة، يمكن زيارتها في يوم واحد، على الأقدام، دون حاجة إلى ركوب أي نوع من المواصلات. وهي تقعُ على نهر “أرنو” في الجزء الشمالي من وسط إيطاليا، في مكان جميل واسع تكتنفه المرتفعات، وتحيط به التلال، وهي عاصمة مقاطعة فلورنسا وإقليم توسكانا، وكبرى مدنه، وأكثرها سكانا، وأهمها تراثا تاريخيا وفنيا واقتصاديا وإداريا، تتخللها حدائق خضراء جميلة، تبعث على الراحة والاسترخاء. يناهز عدد سكانها 400.000 نسمة، مناخها معتدل حار صيفا وبارد شتاء… ومن حسن حظِّي، أن الجو، هذا العام، كان دافئا لطيفا طيلة شهر أكتوبر، درجات حرارته معتدلة، تزينه سماء زرقاء صافية، وإن كان هذا الجو أدى إلى الإقبال الكبير عليها وإلى ارتفاع أسعار الإقامة فيها…
ونظرا لتنوع المعالم السياحية لهذه المدينة ما بين الطبيعيّة السّاحرة والتاريخيّة الأثريّة والفنيّة، فهي محج لأكثر من 16 مليون سائح سنويا، لذلك، لاحظنا أن ساحاتها تظل، على مدار الساعة، غاصة بسياح من مختلف الأعمار والأجناس، تؤكد ذلك أزياؤهم وسحناتهم، وما يرطنون به من لغات ولهجات… وإن كان نادرا ما كنت أسمع بعض الخليجيين يتحدثون بلهجاتهم، غادين او رائحين… راجلين أو راكبين دراجات أو عربات تجرها الخيول، مقبلة أو مدبرة، تُفَرِّجُ السياح على المدينة وأهم معالمها، في أجواء وأفضية آمنة يؤثثها حمام زاجل يتحرك بين الأقدام، في إيقاع هادئ لا يعكر صفوه مكدر… وجميع السياح هنا مقبلون على الحياة، يحتفون بها وبأنفسهم، أغلبهم يكشفون عن وشوم تزين اجسادهم ومفاتنهم…
عائلة تدفع عجلة التغيير إلى الأمام
حسب المؤرخين، فإن من أهم العوامل التي ساعدت فلورنسا على بلوغ هذه المرتبة أن عائلة (آل مديتشي) حكمتها بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، وهي عائلة نبيلة كانت تحب الفنون والآداب، وتسخو على الفنانين والعباقرة والعلماء وتقربهم… ورعاية هذه الأسرة للفن والثقافة والسياسة دفعت عجلة التغيير خطوات ثابتة وواثقة إلى الامام، ما جعل منها نبعا لا ينضب من المتاحف الفنية ومعارض الموضة، لذلك، ليس غريبا أن يقول البعض إنها: “مدينة تختصر صفوة الفن الغربي، وتهدي الإنسانية أجمل “متحف مفتوح” في الهواء الطلق، مدينة يتراكم فيها الجمال على الجمال أنى اتجهت، ويطالعك التاريخ معجونا بالسحر والأسرار”، مدينة مزهرة في كل الفصول! وفي كل شارع من شوارعها المرصوفة نوافير جميلة وتماثيل عريقة.
لكل ذلك، لقبت بـ”أثينا العصور الوسطى”، وأدرجت اليونسكو مركزها التاريخي ضمن مواقع التراث العالمي منذ عام 1982، وهو مركز بني في القرن الرابع عشر للدفاع عن المدينة، بعد بدء نموها الاقتصادي الهائل…
نِعْمَ الرفقة
للإشارة، فخلال أغلب جولاتي بهذه المدينة، رافقني شاب مغربي أنيق المظهر، نقي المخبر، رفيع الخلق، متواضع، غزير العلم، عميق الفكر، يقيم في هذه المدينة منذ أزيد من عشرين سنة، يعرف دواليبها، ومطلع على تاريخها وأهم معالمها… هذا الشاب هو السيد “الشرقي الجراري الفحلي”، وكنت تعرفت عليه قبل ذلك بمدة، عبر صديق آخر، وكانت زيارتي لفلورنسا مناسبة للقائه والتعرف عليه عن قرب، كما تعرفت على شقيقيه كريم وعبد الفتاح، وثلاثتهم من خيرة الشباب المغربي، قمة في التواضع والأخلاق والكرم، يشرفون المغرب والهجرة المغربية، وقد رافقني السيد الشرقي في جولاتي عبر بالمدينة، وعرفني على أهم معالمها…
من أهم معالم هذه المدينة نذكر:
–ساحة “الدومو” وتعرف أيضا باسم “ميدان الكاتدرائية”، وكنت أتردد عليها يوميا، طيلة مدة إقامتي بهذه المدينة، بحكم أنني كنت أقيم غير بعيد عنها، تارة أتجول في جنباتها، وتارات أتأملها وأنا جالس في بعض مقاهيها، وهي بمثابة قلب المدينة التاريخية، وتتميز بهندسة معمارية رائعة تزين جميع جوانبها، وتعد واحدة من أكثر الميادين زيارة في أوروبا عامة.
تضم هذه الساحة العديد من المعالم التي تعد مزيجا بديعا بين نمط العمارة القوطية الإيطالية المتميز بأقواسه المدببة، واستخدام الرخام ذي الألوان المتعددة، وخصوصا الأبيض والوردي والأخضر، وبين نمط هندسة عصر النهضة الذي يتميز بالأقواس المستديرة، والترتيب البسيط للأشكال، وهو مستمد من الأنماط الرومانية القديمة. وقد بدأ تشييد أول مبنى فيها عام 1290م، وذلك خلال فترة العصور الوسطى، ويعد بمثابة حجر الأساس للساحة.
ومن أهم معالم هذه الساحة:
معمودية سان جيوفاني (Baptistery of San Giovanni): وهي مزيج رائع من العمارة الرومانية والمسيحية المبكرة، وتعد من أقدم أماكن العبادة في المدينة، وتتميز بالفسيفساء المميز لقبتها من الداخل، والتي يعود تاريخها للقرنين الثالث عشر والرابع عشر.
كنيسة سانتا ماريا ديل فيوري (Basilica of Santa Maria del Fiore): ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1296، وتتميز بتصميمها الخارجي من الرخام الملون، وبقبتها المميزة التي بناها فيليبو برونليسكي في عام 1436 كإضافة للكنيسة، وهي أكبر قبّة من القرميد في العالم، فيها كان دانتي يتلو أناشيد الكوميديا الإلهية على مسامع نبلاء عصره…
قبة برونليسكي (Brunelleschi’s Dome): وتعد أكبر قبة مصنوعة من الطوب في العالم، وهي من روائع العمارة الأوروبية، وتوفر إطلالة بانورامية مميزة على المدينة.
برج جيوتو (Giotto’s Bell Tower): وهو عبارة عن برج تاريخي بدأ جيوتو تشييده في عام 1334 داخل سانتا ماريا ديل فيوري، إلا أنه توفي قبل إتمامه، فتأجل ذلك إلى غاية عام 1359 على يد فرانشيسكو تالنتي الذي كان مسؤولاً عن إنشاء النوافذ الكبيرة في الطوابق العليا للمبنى، كما أنه أضاف الديكور النحتي الجذاب باستخدام 56 نقشاً و16 تمثالاً بالحجم الطبيعي.
_ساحة الجمهورية وهي الساحة المركزية في المدينة، وقلب الحياة الاجتماعية فيها، كانت المقرّ الرئيسي للسلطة السياسية منذ القرن الثالث عشر، فيها يتواجد القصر القديم الذي كان مقرّ الحكومة الجمهورية، وهو اليوم مركز البلدية، كما يتواجد تمثال دافيد، رائعة مايكل آنجيلو، علاوة على متحف أوفِّيتزي، الصرح الفني الأكبر في المدينة، وهو ينافس متحف اللوفر في باريس، ويضم عددا لا يحصى من التحف الفنية لكبار الفنانين، منذ القرن الثاني عشر حتى القرن الثامن عشر. ومعظم الروائع التي ذاع صيتها في تاريخ الفن الكلاسيكي، تراكمت في هذا المتحف الذي اضطر القيمون عليه لتوسعته عدة مرات، كما نُقلت قطع كثيرة منه إلى متاحف أخرى للتخفيف من زحمة زائريه، لكن الطوابير ما زالت تحتشد أمامه، كل يوم، منذ الصباح الباكر.
وبالقرب من هذه الساحة يوجد جسر بونتي فيكيو (الجسر القديم) وهو الجسر الوحيد الذي أبقاه الألمان حين قاموا بتفجير جميع جسور المدينة، محاولة منهم وقف تقدم الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية.
ومن يعبر هذا الجسر يجد نفسه أمام صرح فني آخر هو قصر بيتّي الضخم، وعلى مقربة منه يوجد تمثال دانتي أمام كاتدرائية سانتا كروتشي، التي تضمّ رفات ثلاثة من عظام فلورنسا: غاليليو ومايكل آنجيلو وماكيافيلّي، تزيّن قبّتها رسوم جيوتّو…
ومعلوم أن للتجول في فلورنسا متعة خاصة، إذ يمكن السياح من التعرف على المدينة وعلى ثقافتها وتذوق أكلاتها الشهية.
مقاهٕ بطعم المستقبليَّة
بصدق، كانت جولاتنا في هذه المدينة ولائم دسمة عامرة بالفن والجمال، وبين جولة وأخرى كنا نستريح ببعض المقاهي الأنيقة، نشدانا لبعض الهدوء والراحة، وفي هذه المقاهي اقترح علي صديقي الشرقي تذوق مشروب رائع لذيذ اسمه “مَرُّوكِي” عبارة عن قهوة ممزوجة بالشكولاتة…
وتضم فلورنسا العديد من المقاهي التاريخية، ويعامل الإيطاليون هذه المقاهي بقدر من الاحترام والتقدير يضاهيان ما يعاملون به المتاحف والكاتدرائيات والتماثيل، وذلك لدورها البيِّن في النهضة التي شهدتها البلاد، ويعود تاريخ أغلب هذه المقاهي إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يوجد أغلبها بالقرب من المعالم الرئيسية للمدينة.
ومن أهم هذه المقاهي هناك: مقهى ريفوار (Caffè Rivoire) ومقهى جيلي: ((GILLI ومقهى كونشرتو بوكوفسكي (Caffè Concerto Paszkowski) وجيوب روس (Giubbe Rosse) وهي مقاه أنيقة، تتميز بتصميمات داخلية بديعة، بزجاج ملون وصالونات مضاءة بالثريات، وقد اشتهرت بأنها كانت بمثابة صالونات أدبية وفنية، منذ العقود الأولى من القرن العشرين، فيها ظهر تيار الفن المستقبلي، وبصالوناتها وحول موائدها الرخامية كان أقطابه من أمثال Ardengo Soffici وGiovanni Papini يتجادلون حول الفن والأدب والسياسة آناء الليل والنهار…
والمستقبلية حركة تدعو إلى الانفصال عن الماضي، والتوجه نحو المستقبل، وبدء ثقافة جديدة. وينشط المستقبليون في جميع الفنون، بما فيها الرسم والنحت والخزف والتصميم الجرافيكي والتصميم الصناعي والتصميم الداخلي والمسرح والأزياء والمنسوجات والأدب والموسيقى والهندسة المعمارية وفن الطهي…
وغير بعيد عن هذه المقاهي، متاجر أنيقة للعطور ومستحضرات التجميل، محاذية لفنادق صغيرة فاخرة في قصور وتحف عمرانية من عصر النهضة، حيث تقيم بعض دور الأزياء العالمية متاحفها وورشاتها، خصوصا أن أهم أعلام الموضة ومشاهيرها من أمثال: غوتشي وفيراغامو وكافالي هم من أبناء فلورنسا…
ثقافة بطعم الاقتصاد
لكل ما سلف، اختيرت فلورنسا، نهاية القرن الماضي، عاصمة ثقافية للقارة الأوربية، بسبب استمرار دورها الذي يكمن في الجمع بين السير والتوغل في أعماق حقول الفن والعلم والمعرفة من جهة، والتواضع الشديد أمام ما تم التوصل اليه من جهة أخرى. ويسعى الاتحاد الأوربي من خلال هذا الاختيار إلى التعريف بمختلف الهويات الثقافية في القارة، والأمر لا يتعلق بتعزيز الهوية الأوربية فقط، بل هو حدث اقتصادي وإعلامي ضخم يحشد كل المنطقة، وتساهم في فعالياته عشرات المدن…
فنون بطعم المقاومة
ومن الأمور الطريفة التي لاحظتها بفلورنسا، أن العديد من الفنانين يقضون بياض يومهم في إعادة رسم أعظم اللوحات العالمية على أرضية الطرقات بألوان الطباشير، ليفتتن بها المارة، وفي المساء، تأتي سيارات البلدية، فتغسلها بالماء فلا تُبقي لها أثرًا، فيعود الرسامون أنفسهم، في اليوم الموالي، ليرسموا ذات اللوحات، وهم يعلمون أن عمال البلدية سيمسحونها بخراطيم المياه مساءً، لتستمر الحياة بين من يرسم ومن يمحو، ويتواصل التحدي بين من يبني ومن يهدم، وبين من يخلق ومن يعدم...
أطباق ومثلجات
يشار إلى أن لفلورنسا تاريخا عريقا في الطبخ، وطعامها شهي ومتنوع، لذلك، تنتشر المطاعم في أرجائها لتقدم العديد من الوصفات والأكلات الشعبية والعالمية، ولذلك أيضا، تحولت إلى قبلة لعاشقي الطعام في العالم، الذين يحجون إلى مهرجانها السنوي الخاص بالطعام الإيطالي، وشخصيا، حرصت على تذوق العديد من أطباقها وكانت شهية وبهية…
وطبعا، لا تكتمل زيارة هذه المدينة من دون تناول المثلجات الإيطالية المعروفة بمذاق الفاكهة سيما أنه يعتقد بأن فلورنسا هي مكان ولادة المثلجات (الجيلاتو)، وتدير أغلب محلات صُنْعها عائلات منذ عشرات السنين…
مساء، بعد العشاء، كنت أخرج تنفيذا للمثل القائل “تعشَّى وتمشَّى” وكنت أستغل الفرصة للتعرف على الحياة الليلية بهذه المدينة، وقد مكنني ذلك من اكتشاف أن بعض ساحات هذه المدينة تعرف نشاطا ليليا كبيرا يستمر حتى منتصف الليل، حيث تشهد سهرات موسيقية_ غنائية مجانية، تحت ضوء القمر، تنشطها فرق موسيقية شابة في الهواء الطلق، ينجذب إليها رواد السهر، فيطلقون العنان لأهوائهم غناء ورقصا، فيتمايل حضورهم على الموسيقى الصاخبة، وتصدح حناجرهم مرددة الأغاني الملاح في أجواء ترفيهية دافئة…
توأم غير متمائل
يُشار إلى أن مدينة فلورنسا ترتبط باتفاقيات تآخ وتوأمة مع العشرات من مدن العالم، ومدينة فاس المغربية أول مدينة عربية تآخت معها، منذ بداية الستينيات، وذلك لأهمية دورهما البارز في المجالين الثقافي والتاريخي، لذلك، فإن إحدى أشهر ساحات مدينة فاس مازالت تحمل اسم “ساحة فلورنسا” وكانت ساحة أخرى بفلورنسا تحمل اسم “ساحة فاس”، وحين سألت عن هذه الساحة، أُخْبرت أنه، ولسبب ما! تم تغيير اسمها! وبذلك، يكون مسؤولو فاس أضاعوا على المدينة وساكنتها فرصة الاستفادة من التجربة الرائدة لمدينة فلورنسا…