لماذا يخاف حزب الله الإعلان عن مرشحه الرئاسي؟!
سمير سكاف
الكل يراهن على الوقت حليفاً له، في حين أن الوقت هو خصم الجميع! وهو بالتأكيد، ليس في مصلحة المواطنين.
يدرك حزب الله أن أي مرشح يتقدم به حالياً لن ينال أصواتاً توازي ما يحصل عليه المرشح الوحيد الجدي المعلن للرئاسة ميشال معوض، فحجم ترشيح سليمان فرنجيه أو جبران باسيل حالياً لا يصل الى 40 نائباً، فرنجيه من دون 21 نائباً للتيار البرتقالي مع حلفائه (18 + 3)، وباسيل مع 33 الى 37 صوتاً كحد أقصى، مع حليف وحيد هو حزب الله. وبالتأكيد، هذا ما يمنع الحزب من الإعلان عن مرشحه. وهناك من جهة أخرى فيتو باسيل على جوزف عون حتى الآن، يقطع به الطريق على قائد الجيش، القادر على إنهاء الحالة العونية “الأولى” بتحويل شعبيتها باتجاه حالة “ثانية” في حال انتخابه، أما الترشيحات الأخرى التي تدور في فلك الحزب مثل ناجي البستاني، أو حتى إميل رحمه، أو غيرهم فهي لا تجد قبولاً حالياً لا عند المعارضين ولا عند الموالين. ولكن حزب الله قادر على تنفيذ استراتيجية المفضلة بابتزاز اللبنانيين بالتعطيل، حتى ولو طال الفراغ سنتين ونصف السنة ويبقى أن مرشح الحزب، مع وقف التنفيذ، هو سليمان فرنجيه وعليه، لا مانع لدى الحزب من كشف أوراقه، وترشيحه قريباً.
ولا يبدو من جهة أخرى أن سقف المرشحين “التجارب” يتجاوز العشرة أصوات ومن المؤسف زج البعض اسم د.عصام خليفه في غير ملعبه الأكاديمي، في لعبة ترشيح غير جدية ولماذا لا يتمّ ترشيح صلاح حنين من قبل من “يلعبون” بترشيح خليفة إذا كانوا مؤمنين أنه قادر على جمع أكثر من 50 نائباً وصوتاً؟ أليس من السذاجة الاعتقاد أن من يرفض التعاون مع الآخرين اليوم سيحصل على دعم هؤلاء الآخرين غداً؟ وهل يعتقدون فعلاً أن حزب الله “بيمشي” عندها.
إن أفرقاء المعارضة، المتفقين على رفضهم لسياسة حزب الله وحلفائه، لم يترجموا القواسم المشتركة فيما بينهم. مع العلم أن رفض الوحدة ليس مطلقاً إذ ليس هناك أي تكتل بكامله يرفض ترشيح معوض. لا كتلة “الاعتدال” ولا تكتل “التغيير”، المشكلة لدى البعض هو الرهان على عامل الوقت، لحرق أسماء، ولتعويم أسماء أخرى، ولكن الوقت حالياً يؤدي الى التوجه نحو “تصفير” احتياطي مصرف لبنان. ما يعني أنه ضد الجميع،
وقد يكون من شبه المستحيل أن تنجح “المعارضة” بإيصال مرشح الى الرئاسة، إذا لم تنجح بالحد الأدنى، ولو مرحلياً، بالتعاون في التصويت لميشال معوض. إن الأهم في استراتيجية المواجهة في الانتخابات الرئاسية هو ليس الدخول في لعبة الأسماء، بل هو آلية تعاون ذكية بدل آلية “التذاكي”. وهو الوضوح في خيارات المترددين في المجلس النيابي بين موالاة وبين معارضة، لأن الديمقراطية في المجلس النيابي تحتاج الى أكثريات “متعبة”، عندما لا تكون متجانسة فالمعركة، هي بالأساس، مواجهة مرشحي حزب الله رئاسياً بالوحدة، أياً تكن الاتجاهات السياسية لدى معارضي مواقفه وسياساته. فخيار مواجهة الحزب في الرئاسة يهدف الى وقف الكابوس الذي عاشه اللبنانيون في عهد الرئيس الأسبق ميشال عون فالخيار إذن هو بين وقف الكابوس وبين استمراره! وهذا الهدف يحتاج الى وعي وثبات ومواجهة (من دون استعداء)، وإلا الخضوع لمشيئة حزب الله في النهاية.
<
p style=”text-align: justify;”>ولكن هذه المرة مع رئيس ينطلق مع نتائج كابوس سلفه، ومع كابوس تقلص حجم الاحتياطي في مصرف لبنان الى حوالى 8 مليار دولار، كما يذكر عدد من الخبراء. ما يعني إن السقوط الحر يحتاج الى 6 أشهر أو الى سنة على الأكثر، عندما ينضب هذا الاحتياطي. أي أن مهمة أي رئيس غير جدي، ستكون إدارة فاشلة سلفاً للفوضى، ليس أكثر وإن مسؤولية نواب معارضي حزب الله كبيرة وفي الامتحان، يُكرم المرء أو يُهان.