اليوم 263 للحرب: بوتين يسمح بانضمام الاجانب للقوات المسلحة .. ومحادثات سرية في أنقرة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 263 للحرب، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يسمح بانضمام مواطنين أجانب للقوات المسلحة، ونقلت وكالة رويترز أن مسؤولين أميركيين وروسًا يجرون محادثات سرية في العاصمة التركية أنقرة. وسيسمح المرسوم الروسي بتنظيم خدمة الأجانب في الجيش الروسي، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.
واليوم زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة خيرسون، في أول زيارة له منذ 7 أشهر عقب انسحاب القوات الروسية. وقال زيلينسكي إن وجوده في المدينة مهم جدا لدعم سكانها وكي يكون صادقا، لأن الجميع يخاطر بنفسه.
وأعلن زيلينسكي أن سلطات بلاده وثقت أكثر من 400 جريمة حرب في مناطق خيرسون، محذرا المواطنين من مخاطر الألغام، وذلك بعد دخول القوات الأوكرانية للمدينة يوم الجمعة الماضي.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحفي اليوم من مدينة بالي الإندونيسية إن ما جرى في خيرسون انتصار كبير لأوكرانيا، وإن روسيا لم تحقق ما أرادت تحقيقه منذ البداية، مؤكدا استمرار واشنطن في توفير القدرات للشعب الأوكراني.
وفي السياق الميداني، قالت نيوزيلندا اليوم إنها سترسل 66 فردا إضافيا من قوات الدفاع إلى بريطانيا للمساعدة في تدريب الجنود الأوكرانيين مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا للشهر التاسع. ولنيوزيلندا حاليا فريق مكون من 120 فردا من قوة الدفاع النيوزيلندية لتدريب الأوكرانيين في بريطانيا ولكن كان من المقرر انتهاء هذه المهمة.
وقال بيان حكومي إن العملية الجديدة لإرسال أفراد قوات الدفاع ستستمر من 30 نوفمبر ــــ تشرين الثاني الجاري حتى يوليو ــــ تموز 2023.
من جهة ثانية، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوروبا ستقف مع أوكرانيا خلال الحرب، بغض النظر عن مدة استمرارها، وأضافت أنه ينبغي على روسيا التفاوض مع الحكومة الأوكرانية للوصول إلى إنهاء الحرب.
من جهته، قال مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن مهمة التدريب الأوروبية لدعم الجيش الأوكراني ستنطلق رسميا اليوم، وأضاف أن قرار الدعم العسكري الأوروبي لكييف كان صائبا، على حد وصفه.
كما قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن ستواصل دعم القوات الأوكرانية ميدانيا، وأضاف كيربي للجزيرة أن الرئيس الأوكراني وحده من يختار توقيت التفاوض مع روسيا.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال نقلت عن مصادر مطلعة أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أبلغ الرئيس الأوكراني زيلينسكي، خلال لقائه في كييف، بضرورة الانفتاح على المفاوضات مع روسيا، وقال له إن كييف ستكتسب نفوذا من خلال إظهار انفتاحها على المفاوضات.
بينما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الأشهر المقبلة “ستكون صعبة” بالنسبة لأوكرانيا وأن القدرة العسكرية الروسية لا يجب أن يُستهان بها. وقال ستولتنبرغ، بعد لقائه وزيرَي خارجية ودفاع هولندا، “ستكون الأشهر المقبلة صعبة. هدف بوتين هو ترك أوكرانيا باردة ومظلمة هذا الشتاء. يجب ألا نرتكب خطأ الاستخفاف بروسيا”.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الشروط المسبقة للمفاوضات بشأن أوكرانيا “غير مقبولة” ويجب الأخذ في الاعتبار الوضع الميداني، وأضاف “لن نقبل شروطا مسبقة بشأن أوكرانيا بما في ذلك المطالبة بسحب قواتنا“.
وقد نقلت وكالة رويترز عن صحيفة “كوميرسانت” الروسية اليوم الاثنين أن مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة يجرون محادثات في العاصمة التركية أنقرة. وأحجم مسؤول تركي عن التعليق لرويترز عما إذا كانت المحادثات جارية، في حين قال الكرملين إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي التقرير.
ولم تقدم كوميرسانت تفاصيل عن الغرض من المحادثات، لكنها قالت إن الاجتماع لم يتم الإعلان عنه مسبقا. وأضافت مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية أن سيرغي ناريشكين ضمن الوفد الروسي.
وفي السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة مجموعة العشرين في بالي الإندونيسية حيث من المتوقع أن يواجه الزعيم الروسي ضغوطا.
وقال المسؤول إن ماكرون “سيتصل به (بوتين) بعد قمة مجموعة العشرين”، لافتا إلى “عزلة” بوتين على خلفية غزو أوكرانيا“.
وحافظ ماكرون على خطوط اتصال مع بوتين رغم النزاع في أوكرانيا، و”سيستمر في التحدث” إليه، وفق المسؤول.
من جهة أخرى، تعتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تدعو روسيا لوقف جميع الأعمال ضد المنشآت النووية الأوكرانية بما فيها زاباروجيا، وذلك وفقا لمسودة اطلعت عليها رويترز اليوم الاثنين في ثالث قرار يتخذه مجلس محافظي الوكالة بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتتشابه صياغة مشروع القرار الذي وزعته كندا على الدول الأخرى بمجلس الوكالة الذي يضم 35 دولة مع صيغة القرارين السابقين اللذين أصدرهما المجلس في مارس ــــ آذار وسبتمبر ــــ أيلول الماضيين، واللذين استنكرا أيضا تصرفات روسيا في أوكرانيا.
وكان كبير المفاوضين الأوكرانيين ديفيد أراخاميا قال من كييف إن بلاده لن تجلس إلى طاولة المفاوضات مع موسكو قبل تحقيق شروطها.
وأشار الدبلوماسي الأوكراني إلى أن شروط التفاوض مع موسكو لم تتغير، وهي تشمل استعادة جميع الأراضي ومحاسبة مجرمي الحرب.
وكان زيلينسكي أشار في خطابه المسائي أمس إلى أن القوّات الروسيّة ارتكبت في الجزء الذي كانت تحتله من خيرسون “فظائع” سبق أن اقترفتها في مناطق أوكرانيّة أخرى كانت تحتلّها، حيث عُثر على جثث قتلى مدنيين وعسكريين. وأضاف “الاستقرار واستعادة سيادة القانون” عادا إلى 226 مركزا سكانيا تضم أكثر من 100 ألف شخص، وأن عمليات اعتقال الجنود والمرتزقة الروس مستمرة.
من ناحية أخرى، قال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أولكسي دانيلوف إن الجنود الروس، الذين لم يتمكنوا من الانسحاب من منطقة خيرسون مع وحداتهم، ارتدوا ملابس مدنية في محاولة للتهرب من الاعتقال والمحاسبة على جرائم الحرب.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية اليوم عن دانيلوف قوله في تصريحات للتلفزيون الوطني “في الواقع، يرتدي جزء معين (من العسكريين الروس) ملابس مدنية للاختباء وتجنب المحاسبة”.
وأضاف أن (عناصر) جهاز الأمن والجيش الأوكرانيين يقومون بعمليات التفتيش اللازمة في المنطقة، بما في ذلك عند حواجز الطرق. كما أشار إلى أن مسؤولي جهاز الأمن تفاخروا بالفعل، خلال اجتماع ترأسه زيلينسكي أمس، ببعض الاعتقالات.
من جهتها، اكدت قيادة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت محاولات روسية للتقدم في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، واتهمت كييف الروس بارتكاب 400 جريمة حرب في خيرسون التي انسحبوا منها، وسط دعوات واشنطن للانفتاح على التفاوض.
وذكرت مصادر عسكرية أوكرانية أن القوات الروسية تمكنت من إحراز تقدم طفيف على محور أفديفيكا، وأن معارك وصفتها بالعنيفة تدور على محور قتال مدينة باخموت الإستراتيجية.
وقال فلاديسلاف نازاروف المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب في القوات الأوكرانية إن قواته حررت 179 بلدة على مساحة تزيد عن 4500 كيلومتر مربع منذ بداية الأسبوع. ولم يستبعد المتحدث قيام روسيا بشن ضربات صاروخية في الفترة الحالية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على كامل قرية مايورسك في مقاطعة دونيتسك. وذكرت الوزارة أن القوات الروسية دمرت ترسانة طائرات أوكرانية بقذائف عالية الدقة، وصدت هجمات للقوات الأوكرانية على محور كوبيانيسك، قتل خلالها عشرات من الجنود الأوكرانيين. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط مروحية أوكرانية في مقاطعة دنيبروبتروفسك.