اليوم 282 للحرب: محاولات روسية للتقدم في لوغانسك ودونيتسك .. وبوتين سيزور دونباس
السؤال الآن ـــــ تقارير ووكالات
في اليوم 282 للحرب، قال الجيش الأوكراني إنّ القوات الروسية شنت 27 غارة جوية، وقصفت بـ44 صاروخا البنية التحتية في مقاطعات خيرسون وميكولايف وزاباروجيا جنوبي البلاد.
وأعلنت قيادة الأركان الأوكرانية عن صد قواتها 6 محاولات تقدم للقوات الروسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد. كما أكدت أن قواتها أسقطت مروحية عسكرية روسية في منطقة كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
من جهته، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني بافل غريل يانكو إن 6 مدنيين أصيبوا في قصف روسي استهدف مدنا عدة في المقاطعة. وأضاف أن مبنيين سكنيين و3 مبان إدارية تضررت نتيجة القصف على مدينة كوستنتينيفكا، متهما القوات الروسية بتعمد استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية بالمدينة. وأشار إلى أن 1235 مدنيا قتلوا ونحو 2670 أصيبوا في دونيتسك منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.
بالمقابل، قالت القوات الروسية إنها نقلت بعض قواتها في خيرسون وزاباروجيا إلى خطوط خلفية بسبب كثافة القصف الأوكراني.
وأفادت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إن روسيا تخطط على الأرجح لتطويق بلدة باخموت في إقليم دونيتسك بالتقدم إلى الشمال والجنوب.
وأوضحت في تحديث يومي لمعلومات المخابرات، أن الاستيلاء على المدينة سيكون له أثر محدود على العمليات، لكن من المحتمل أن يسمح لروسيا بتهديد كراماتورسك وسلوفيانسك، و”هناك احتمال واقعي بأن الاستيلاء على باخموت أصبح في الأساس هدفا سياسيا رمزيا لروسيا”.
كما أعلن مسؤولون في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا اليوم أنهم سيساعدون المواطنين على إخلاء أجزاء من الأراضي التي تحتلها روسيا على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وسط مخاوف من اشتداد القتال.
وقال حاكم المنطقة ياروسلاف يانوشيفيتش إن المسؤولين رفعوا مؤقتا الحظر المفروض على العبور للسماح للأوكرانيين الذين يعيشون في القرى على الجانب الآخر من نهر دنيبرو باجتيازه خلال ساعات النهار وإلى نقطة محددة.
هذا وأظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة ملتقطة لمدينة ماريوبول الأوكرانية بتاريخ 30 نوفمبر ـــــ تشرين الثاني الماضي نشرتها شركة “مكسار” المتخصصة، آثار الحصار الروسي والمعارك الدائرة هناك منذ مارس/آذار الماضي. وتظهر الصور عمليات هدم للأبراج السكنية التي تعرضت لأضرار جسيمة، بالإضافة لرصد مخزونات كبيرة من مواد البناء بالقرب من عدد من مراكز التسوق في المدين، وبينت الصور أيضا بناء مجمع عسكري روسي جديد في شمال وسط المدينة يظهر عليه من السطح شعار الجيش الروسي.
واليوم أكد الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور منطقة دونباس “في الوقت المناسب”، علماً أن الرئيس الروسي لم يتوجه بعد إلى هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي أعلن ضمها نهاية سبتمبر الماضي.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال عن احتمال قيام بوتين بزيارة مقبلة لدونباس: “في الوقت المناسب، ستتم (هذه الزيارة). إنها منطقة من روسيا”.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، “اننا نتخذ إجراءات لتنسيق القدرات القتالية للتشكيلات الروسية والبيلاروسية”، مضيفاً أن “علاقتنا مع الحلفاء في بيلاروسيا تكتسب أهمية خاصة في مواجهة ضغوط الغرب غير المسبوقة”.
وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع في مينسك، أن ما يقل قليلا عن تسعة آلاف جندي روسي سيتمركزون في بيلاروسيا، في إطار “الحشد الإقليمي” للقوات لحماية حدودها. وأشار مدير إدارة شؤون التعاون الدولي العسكري في وزارة الدفاع البيلاروسية، إلى أنّ أول قطارات القوات الروسية بدأت المشاركة في (الحشد الإقليمي) في الوصول إلى بيلاروسيا.
ومن جهة أخرى، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن الوكالة تأمل التوصل إلى اتفاق مع روسيا وأوكرانيا لإنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا للطاقة النووية بحلول نهاية العام.
وفي حديثه إلى وسائل إعلام، قال غروسي إن الهدف الأساسي من إنشاء منطقة آمنة حول زاباروجيا هو تجنب وقوع حادث نووي.
في المواقف، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، “اننا سنقوم بتسليم أوكرانيا شحنات إضافية من الأسلحة”.
ورأى في تصريح، أن “هندسة الأمن المستقبلية في أوروبا يجب أن تشمل ضمانات لروسيا، ويجب أن نفكر في الهيكل الأمني الذي سنعيش في ظله غدا، نحن نتحدث بشكل خاص عن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الناتو يقترب من حدود روسيا، وينشر أسلحة يمكن أن تهددها”.
واشار ماكرون، إلى أن “هذه المسألة ستكون جزءا من المناقشات حول السلام، ونحن بحاجة إلى الاستعداد لما سيحدث بعد (النزاع الأوكراني) والتفكير في كيفية حماية حلفائنا، وفي الوقت نفسه منح روسيا ضمانات أمنية عندما تتم العودة إلى طاولة المفاوضات”.
وقال ماكرون أيضا إنه “يريد التحدث مع نظيره الروسي بوتين بعد محادثة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمناقشة الوضع في مجال الطاقة النووية المدنية في أوكرانيا”، مضيفاً: “يجب أن نواصل مساعدة أوكرانيا، والسعي لتجنب التصعيد، وحماية محطة زابوروجيا الكهروذرية والتحضير للحوار استعدادا لليوم الذي سيجلس فيه الجميع على طاولة المفاوضات”.
من جهته، كشف مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن تدريب أكثر من 1000 جندي أوكراني ضمن التدريبات العسكرية التي تقدمها بعثة الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا.
وأوضح بوريل خلال زيارته لموقع التدريب العسكري في بولندا، أن البعثة الأوروبية ستشمل تدريب 15 ألف جندي، وما يتضمنه من توفير معدات فتاكة لأغراض التدريب بأكثر من 16 مليون دولار.
اما بريطانيا فحذرت من استغلال الرئيس الروسي مفاوضات السلام بشأن الأزمة الأوكرانية لإعادة بناء جيشه، وسط تصريحات ودعوات دولية لإيجاد حل سلمي للأزمة، وإعلان موسكو فشل المفاوضات مع الغرب.
وتخوف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في مقابلة مع صحيفة “تلغراف”، من أن بوتين قد يتظاهر بالمشاركة في مفاوضات في وقت يقوم فيه بالفعل بتدريب المزيد من القوات وإرسال المزيد من الذخيرة”.
وفي أنقرة، أفادت الرئاسة التركية بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد خلال اتصال مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على ضرورة التأسيس السريع لأرضية تفاوض بين روسيا وأوكرانيا، لما فيه مصلحة جميع الأطراف.
وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن بوتين لم يظهر أي مؤشرات على استعداده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
على الجانب الأوكراني، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني في تغريدة على تويتر إن الطريقة الحقيقية الوحيدة للتسوية الدبلوماسية هي الانسحاب الكامل وغير المشروط لقوات الاحتلال الروسية من أوكرانيا.
وكان الكرملين أعلن أن محاولات التفاوض مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي “ناتو” ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، باءت بالفشل.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الأميركي اشترط انسحاب روسيا من أوكرانيا، وهذا غير ممكن، والعملية العسكرية متواصلة.
هذا وأخفقت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ختام اجتماعاتها في بولندا في تبني موقف موحد من الأزمة الأوكرانية. واتفق معظم أعضاء منظمة الأمن والتعاون على ضرورة محاسبة روسيا، العضو في المنظمة، على الجرائم التي ارتكبتها في أوكرانيا.