بطارية أسئلة قبل زيارة ماكرون للمغرب
باريس- المعطي قبال
ولدت كاترين كولونيا، التي تشغل اليوم منصب وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية، في عام 1956، أي في نفس السنة التي أحرز فيها المغرب على استقلاله. وهي من بين الديغوليين الذين يمثل استقلال المغرب بالنسبة لهم مرجعا سياسيا هاما. فقد عملت إلى جانب آلن جوبيه، دومينيك دو فيلبان، جاك شيراك في مناصب رفيعة ونعرف المكانة التي حظيت ولا تزال تحظى بها المملكة لدى الأحياء من هؤلاء في معاملاتهم وتصوراتهم للمغرب. لذا فإن وصولها إلى المملكة يوم الخميس 15 ديسمبر لتعبيد الطريق لزيارة ماكرون في شهر يناير وتلطيف الأجواء بين فرنسا والمغرب، سيتم في بلد تعرفه جيدا. وسبق لكولونيا أن أجرت في شهر يونيو الماضي مكالمة تليفونية مع ناصر بوريطا، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تناولت سبل إحياء التعاون بين البلدين في المجالات الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية. كان تبادلا ديبلوماسيا بلا نشاز ولا تصادم.
هل ستتم زيارة ماكرون للمغرب في نفس الأجواء اللينة الملطفة بعد أن غالى في جرعة «السنوبيزم» للمغرب خلال زيارته للجزائر؟
هل سترافقه كوكبة من الشخصيات السياسية والثقافية الوازنة إلى جانب رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى كما تم ذلك خلال زيارته للجزائر؟
هل سيثق الشارع المغربي في وعود فك القيود على التأشيرات؟
هل سيعين بالمناسبة سفيرا جديدا له ملكة الإنصات والاحترام للمغاربة؟
في هذا المجال، سبق لنشرة «إفريقيا أنتيليجانس» أن أشارت إلى أن كريستوف لوكورتييه الذي يشغل إلى الآن منصب مدير عام «بيزنيس فرانس» مرشح لهذا المنصب. أي أن ماكرون سيختار إذا ما تأكد الخبر رجلا له بروفايل تجاري وميركانتي. لذا فمهمة الرئيس الفرنسي هي كسب ثقة المسؤولين وكسب ثقة المغاربة وتلك من المهام الصعبة لهذه الزيارة. فقسم كبير من المغاربة لم يعد يحلم بفرنسا، بلغتها، اي بمرجعيتها الحضارية كقطب أساسي للحرية وحقوق الإنسان. أصبح ينظر في اتجاهات جغرافية أخرى. وعلى مستوى تراجع النطق باللغة الفرنسية، سبق لماكرون نفسه أن صرح على هامش القمة الفرنكوفونية التي انعقدت مؤخرا بمدينة جربة بتونس يومي 19-20 نوفمبر بأن استعمال اللغة الفرنسية عرف تراجعا في العالم. تبقى أم الملفات بالنسبة لماكرون ألا وهي الصحراء المغربية: عليه أن يكون واضحا، صريحا وبلا مراوغة في هذا الملف المصيري بالنسبة للمغاربة. هل سيلبس نظارة المغرب في هذا الملف لرؤية العالم أم سيبقى قصير البصر والبصيرة؟