اليوم 294 للحرب: خيرسون بدون كهرباء وضغوط على غوتيريش لمراقبة مسيرات إيران
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 294 للحرب، أفادت السلطات الأوكرانية عن إنقطاع الكهرباء انقطعت بشكل كامل عن مدينة خيرسون اليوم، من جراء القصف الروسي العنيف على البنية التحتية الأساسية.
وقال حاكم خيرسون، ياروسلاف يانوشيفيتش، عبر حسابه على تليغرام إن القصف الروسي استهدف البنية التحتية الأساسية بأحد أحياء مدينة خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانية الشهر الماضي.
وذكرت السلطات الأوكرانية، أن 3 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون جراء القصف الروسي، بينما أفاد مراسلون في المنطقة بأن القصف الروسي على مدينة خيرسون وقرى ومناطق خط التماس تواصل، خصوصا على ضفتي نهر دنيبرو.
ونشر وكالة ريا نوفوستي الروسية عبر تيلغرام، مقطع فيديو قالت إنه تصوير جوي للحظة تدمير القوات الروسية محطة رادار أوكرانية عبر مسيّرة انتحارية في منطقة خيرسون.
وذكر الجيش الأوكراني أن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية 39 غارة جوية على البنية التحتية الأوكرانية، إضافة إلى 61 هجوما من أنظمة صاروخية.
وفي مقاطعة دونيتسك (شرق)، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 5 آخرون في قصف أوكراني استهدف مناطق في المقاطعة خلال الساعات الماضية.
وأضافت السلطات الموالية لروسيا أن مدينة دونيتسك تعرضت صباحا لقصف أوكراني هو الأعنف، مشيرة إلى أن 40 صاروخا من راجمات “غراد” استهدفت 3 مجمعات سكنية وسط المدينة، كما استهدف القصف كاتدرائية المدينة.
من جهتها، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، في تقييمها اليومي للحرب الأوكرانية، إنه من غير المرجح شن هجوم روسي على شمال أوكرانيا انطلاقا من بيلاروسيا حليفة روسيا. وأضافت أنها لا تعتقد حاليا أن القوات البيلاروسية والوحدات الروسية يمكن أن تشكل قوة قادرة على شن هجوم بنجاح.
وكانت موسكو قد نشرت مؤخرا المزيد من جنود الاحتياط في بيلاروسيا، وتفقدت الاستعداد القتالي لقواتها قبل أيام قليلة.
وتصاعدت التكهنات حول احتمال دخول مينسك الحرب إلى جانب موسكو، غير أن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو نفي عدة مرات نية بلاده التورط في الحرب، ولكن في الوقت نفسه كثفت بيلاروسيا تعاونها العسكري مع روسيا، إذ أعلن الرئيس لوكاشينكو إنشاء وحدة عسكرية مشتركة مع روسيا في أكتوبر ــــ تشرين الأول 2022.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة “واشنطن بوست الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لتزويد أوكرانيا بمعدات إلكترونية قادرة على تحويل الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية قادرة على قصف مواقع للقوات الروسية بدقة عالية وأن المعدات المتطورة تتضمن وضع تجهيزات لتحديد الموقع الجغرافي عبر الأقمار الصناعية بهدف تحقيق الدقة في الإصابة، وهي معدات يمكن وضعها في عدة أسلحة، منها الطائرات الحربية والطائرات القاذفة.
من جهة أخرى، نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر أن هناك ضغوطا غربية على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لنشر مفتشين في أوكرانيا، للتحقق من استخدام روسيا لمسيّرات إيرانية الصنع في هجماتها على كييف ومدن أخرى، في وقت ترفض فيه روسيا أي تحرك لمجلس الأمن في هذا الاتجاه.
وأورد الموقع الأميركي أن هذه التطورات تتزامن مع قرب إصدار تقرير أممي خاص بتقييم مدى امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، ولكن مع خلوّه من أي إشارات أو اتهامات لطهران بتزويد موسكو بمسيَّرات تُستخدم في الحرب بأوكرانيا.
وحسب الموقع نفسه، فإن التقرير المقبل لمجلس الأمن بشأن تطبيق الاتفاق النووي يذكر أن غوتيريش استلم رسائل عدة من ممثلين عن الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا، يطالبونه فيها بأن تحقق الأمم المتحدة في مزاعم تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة، على أساس أن في ذلك انتهاكا لقرار مجلس الأمن الذي أقر الاتفاق النووي.
في المقابل، بعث مندوبا روسيا وإيران لدى الأمم المتحدة رسائل إلى الأمين العام الأممي يرفضان فيها ادعاءات الدول الغربية بشأن تزويد طهران لموسكو بالمسيرات، وتشدد الرسائل على أنه حتى في حال فعلت إيران ذلك، فإن الأمر لا يعد خرقا للاتفاق النووي الإيراني.
وحذرت وزارة الخارجية الروسية، من أنه إذا أكدت الولايات المتحدة التقارير بشأن تخطيطها لإرسال صواريخ دفاع جوي متطورة إلى أوكرانيا، فستعد “خطوة أخرى استفزازية من جانب أميركا” قد تثير ردا من موسكو.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، في مؤتمر صحافي أسبوعي، إن “الولايات المتحدة أصبحت بشكل عملي طرفا” في الحرب بأوكرانيا بعد أنباء عن أنها ستزود كييف بصواريخ باتريوت أرض-جو، وهي الأكثر تطورا في الغرب، لمساعدة جيش أوكرانيا في التغلب على غارات موسكو الجوية. وأضافت أن الكميات المتزايدة من المساعدات الأميركية العسكرية، ومنها نقل مثل هذه الأسلحة المتطورة “سيعني ضلوعا أكبر حتى لأفراد الجيش في الأعمال العدائية، وقد ينطوي على عواقب محتملة”. ولم تحدد العواقب.
أُعدم مئات المدنيين بإجراءات موجزة في أوكرانيا خلال الأشهر الأولى من دخول القوات الروسية للبلاد، الأمر الذي يشكّل “جرائم حرب محتملة”، حسب ما أعلن مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم. وسجّلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة 441 عملية إعدام بإجراءات موجزة وجريمة قتل في ثلاث مناطق في أوكرانيا بين بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 شباط ــــ فبراير والسادس من نيسان ـــــ أبريل، حسب ما أشار فولكر تورك عند تقديمه تقريراً أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتمّ توثيق جرائم قتل 341 رجلاً و72 امرأة و20 فتى وثماني فتيات في 102 مدينة وقرية في مناطق كييف، تشيرنيغيف وسومي خلال تلك الفترة، وفقاً للتقرير.
وقال المفوّض السامي “من المرّجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى ونعمل على التحقق من 198 جريمة قتل إضافية في هذه المناطق”. وأضاف “لدينا مؤشرات قوية على أن هذه الإعدامات الموجزة الموثّقة يمكن أن تشكّل جريمة حرب: القتل العمد”. وتابع “في بعض الحالات، أعدم الجنود الروس مدنيين في مراكز احتجاز مؤقتة”. وأشار إلى أن “آخرين قُتلوا على الفور بعد تفتيش أمني، عند مدخل (المناطق) أو في داخل منازلهم أو في الساحات، حتى عندما كان الضحايا يرفعون أيديهم ولم يشكّلوا أي تهديد”.
ويمثّل الرجال والفتيان 88 في المئة من عدد الضحايا الكامل، “الأمر الذي يشير إلى أنهم كانوا مستهدفين في المقام الأول بسبب جنسهم”، بالإضافة إلى ذلك، قصفت المدرّعات الروسية المباني مما أدى إلى مقتل مدنيين في منازلهم. وقال المفوّض السامي إن المفوضية السامية تواصل توثيق انتهاكات حقوق المدنيين في مناطق النزاع خارج الفترة التي شملها هذا التقرير.