الإعدامات ارتفعت الى 88% .. ورئيسي لن يرحم المعارضين

الإعدامات ارتفعت الى 88% .. ورئيسي لن يرحم المعارضين

السؤال الآن ـــــــ وكالات

إتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أحد المتهمين الرئيسيين بقتل السجناء السياسيين في الثمانينيات، وسائل الإعلام بـ”الترويج للجهل”، واصفاً المتظاهرين بـ”الأعداء” ومهدداً إياهم بـ”معاملة قاسية”.

وقال رئيسي، الذي كان يلقي كلمة أمام أعضاء “الباسيج” وأنصار النظام في حفل حكومي أمام جامعة طهران، اليوم “لن نرحم المعارضين”.

ووصف رئيسي مرة أخرى الشبان المحتجين بـ”المخدوعين”، قائلاً إن “الشعب يفتح ذراعيه مرحباً بعودة من تم خداعهم”.

واتهم وسائل الإعلام بـ”نشر الجهل”، وقال إن “الجهل الحديث هو نفس الجهل القديم لكن وسائل الإعلام لها تأثير واسع”.

كما وصف الاحتجاجات بـ”أعمال الشغب”، وقال في إشارة إلى مجموعة واسعة من المعارضين للنظام الإيراني: “الاضطرابات الأخيرة كانت مثل حرب الأحزاب وقد شارك الجميع فيها”.

وفي معرض دفاعه عن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي كان الهدف الرئيسي للمحتجين خلال الانتفاضة التي عمت البلاد، زعم “التقدم” في إيران، وقال: “هذه الثورة لها قائد فريد في قيادة هذه الأمة، حيثما يكون هناك تقدم، فهو يتعلق بالمجالات التي تم الاهتمام فيها بكلمات الإمام والمرشد”.

وقال رئيسي إن نظام الجمهورية الإسلامية لا يتراجع أمام مطالب الشعب و”الثورة قررت المضي قدما بقيادة الإمام الخامنئي”، وشدد على أنه “لا يحق لنا العودة”.

من جهة أخرى، أعلنت مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران “هرانا”، في تقريرها السنوي عن انتهاك الحقوق الأساسية للشعب الإيراني أنه في عام 2022 أعدم القضاء الإيراني 565 شخصا بمن فيهم 11 امرأة و5 أطفال.

وبحسب التقرير المكون من 63 صفحة والذي نُشر يوم الإثنين 26 ديسمبر(كانون الأول) على الموقع الإخباري لـ “هرانا”، فإن تنفيذ أحكام الإعدام قد ارتفع بنسبة 88 % مقارنةً بعام 2021 وقد شهد صدور هذه الأحكام نموا بنسبة 8 %.

ففي الشهر الماضي، تم إعدام شابين يبلغان من العمر 23 عاما بعد تأكيد حكمهما من قبل المحكمة العليا، وكان أحدهما مجيد رضا رهنورد الذي تم إعدامه علنا في “مشهد” دون علم أسرته. ويظهر تقرير “هرانا” أن 18.5 % من الإعدامات، عام 2022، تمت في محافظة بلوشستان، ثم تليها محافظة ألبرز في المرتبة الثانية بأكثر من 16 %. كما أن أكثر حالات الإعدام كانت في سجني زاهدان ورجائي شهر كرج.

وقد نُشر هذا التقرير الشامل بالاستناد إلى نحو 13 ألفا و500 تقرير مسجل عن وضع حقوق الإنسان في إيران.

وبالإضافة إلى الإعدامات، تناول التقرير السنوي لـ “هرانا” حالات الوفاة الناجمة عن استخدام السلاح، وانتهاك حقوق النساء، والأطفال، والسجناء، والأقليات الدينية والمذهبية، والعمال والتجار، وانتهاك حرية الفكر والتعبير، ومنع حق الدراسة في مراكز التعليم العليا والجامعية.

وتقول “هرانا” إن 322 امرأة تم اعتقالهن بسبب نشاطهن في مجال حقوق المرأة، وكانت ذروة هذه الاعتقالات في منتصف صيف هذا العام.

وقد أكدت مجموعة نشطاء حقوق الإنسان أن أكثر حالات انتهاك حقوق السجناء تمت في شهر ديسمبر من هذا العام. ففيه توفي نحو 20 سجينا، على الأقل، بسبب المرض، وانتحر 14 سجينا آخرين، وقُتل سجينان اثنان، على الأقل، على يد حراس السجن. كما أشار هذا التقرير إلى 204 حالات من نقل السجناء بشكل غير قانوني إلى الحبس الانفرادي، و102 حالة من الإضراب عن الطعام، و166 حالة من النقل القسري أو نفي السجناء، ونحو 5 آلاف حالة تهديد وضغط على السجناء، و7652 حالة تعذيب جسدي ونفسي.

وأكدت مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، بعد مراجعة نحو 18 ألف حكم قضائي صادر من الجهات القضائية في إيران عام 2022، أن مئات الأشخاص من الأقليات القومية والمذهبية تم محاكمتهم وإصدار أحكام بحقهم.

كما تستمر مضايقة أتباع الديانة البهائية، والمسيحيين، وأتباع ديانة أهل الحق، والسنة، والصوفيين، وكانت أكثر حالات الانتهاك قد تمت بحق البهائيين في إيران. حيث كان نسبة انتهاك حقوق البهائيين نحو 65 % والمسيحيين نحو 21 % من الحالات التي تم إثباتها لانتهاك حقوق الأقليات الدينية والمذهبية في إيران.

وقد أجريت محاكمات كثيرة بحق النشطاء العماليين، ونشطاء السوق، والنشطاء في مجال حقوق المرأة، والبيئة، والطلاب، وكانت أكثر الأحكام قد صدرت في شهر ديسمبر. وفي المجموع ارتفعت الأحكام الصادرة بحق النشطاء والمواطنين في عام 2022 بنسبة 37 % مقارنةً بالعام الماضي.

ويشير تقرير “هرانا” السنوي إلى أكثر من 21 ألف حالة إساءة معاملة و54 حالة انتحار للأطفال، والزواج القسري لهم، وتسربهم عن الدراسة. هذا وكان المئات من المحتجزين في الاحتجاجات الأخيرة من الأطفال، وقد قتل العشرات منهم في هذه الاحتجاجات.

ووفقا لهذا التقرير، فإن الاحتجاجات في مجال المطالب النقابية والعمالية مستمرة في عام 2022 بجميع المحافظات البالغة 31 محافظة.

الى ذلك، قال علي دائي، نجم كرة القدم الإيراني السابق، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، ردًا على قيام الأمن الإيراني بإعادة الطائرة التي كانت تقل زوجته وابنته، وهي في طريقها إلى دبي: “أشكر الله أن طائرتهم لم تصب بصواريخ العدو”.

ويشير علي دائي ساخرًا في هذه المقابلة، التي نُشرت اليوم، إلى إطلاق الحرس الثوري الإيراني النار على طائرة ركاب أوكرانية في صباح يوم 8 يناير (كانون الثاني) 2020، مما أدى إلى مقتل 176 راكبًا.

وفي إجراء غير مسبوق، أجبر عملاء النظام الإيراني، يوم الاثنين 26 ديسمبر الجاري، طائرة ركاب تقل منى فرخ آذري ونورا دائي، زوجة وابنة علي دائي، على الهبوط اضطراريًا في مطار “كيش”، ومنعوا عائلة علي دائي من السفر.

في سياق هذا الإجراء، ذكر القضاء الإيراني ووسائل إعلام النظام بعض المبررات، والتي وصفها علي دائي بالأكاذيب، في مقابلة مع موقع “تابناك” الإخباري. وأعلن المركز الإعلامي للقضاء الإيراني، مساء يوم الاثنين، أن سبب إعادة زوجة علي دائي وابنته هو “مرافقة” المحتجين و”الدعوة إلى الإضراب”، وأضاف أن “زوجة علي دائي التزمت بإبلاغ المؤسسات ذات الصلة قبل مغادرتها البلد”.

وردا على سؤال حول ذلك، قال دائي لموقع “تابناك” إن تصريحات القضاء هذه “غير صحيحة على الإطلاق، “زوجتي لم تلتزم بأي التزام لإبلاغ السلطات أو المؤسسات والإدارات قبل السفر إلى الخارج”.

ومن خلال إظهار تذكرة الطائرة ووثائق زوجته وابنته، نفى دائي الإشاعة التي مفادها أن وجهة رحلتهما كانت أميركا، وقال: “إذا كانت زوجتي تخطط للسفر إلى أميركا، لما استخدمت رحلة داخلية (ماهان إير لاينز).

في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر وأثناء الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، أظهر ملف صوتي مُسرب تصريحات نائب رئيس منظمة الباسيج، في لقاء مع مجموعة من صحافيي الباسيج، وهو يهين علي دائي وابنته نورا بسبب دعمهما للمتظاهرين.

وفي إطار تواصل احتجاج الشخصيات الرياضية والفنية الإيرانية على “الحجاب الإجباري” وتحدي ضغوط النظام، شاركت بطلة الشطرنج الإيرانية الأولى سارا خادم الشريعة في بطولة العالم 2022 في كازاخستان بدون الحجاب الإجباري، فيما شاركت أتوسا بوركاشيان ممثلةً للفريق الأميركي في نفس البطولة.

واستمرارًا للاحتجاجات على “الحجاب الإجباري” وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة، خلعت خادم الشريعة بصفتها ممثلة لفريق الشطرنج الإيراني في بطولة العالم، الحجاب الإجباري.

وخادم الشريعة هي أول لاعبة شطرنج إيرانية تمكنت- بالإضافة إلى حصولها على رتبة الأستاذة الكبرى- من الفوز بلقب أستاذة الشطرنج الدولية في المؤتمر العالمي الرابع والثمانين للشطرنج وهي في سن الـ18 عامًا.

يذكر أن خلع الحجاب الإجباري، كشكل من أشكال المقاومة المدنية، والذي تصفه وسائل الإعلام التابعة للنظام بـ”كشف الحجاب”، أصبح عملًا احتجاجيًا واسع الانتشار بين الشخصيات الفنية والرياضية في الأشهر الماضية. كما أن أتوسا بوركاشيان، وهي لاعبة شطرنج إيرانية أخرى انضمت إلى فريق الشطرنج الوطني الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام، شاركت في هذه البطولة بدون الحجاب الإجباري.

<

p style=”text-align: justify;”> 

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة