التوتر الروسي ـــ الغربي يشعل صربيا وكوسوفو
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
حاولت سلطات كوسوفو تهدئة الأوضاع بإطلاق سراح شرطي صربي، كما أغلقت مطار آدم يشاري بالعاصمة بريشتينا إثر تلقيها بلاغًا بوجود قنبلة. فيما تواصلت المناشدات الغربية لضبط النفس منعًا لاندلاع النزاع في بين كوسوفو وصربيا.
واليوم ناشدت قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) كل الأطراف في كوسوفو الامتناع عن الاستفزاز والسعي لضمان الأمن، وأكدت دعمها للحوار للتوصل لاتفاق لإنهاء التوترات.
وفي المواقف من التوتر الحاصل بين البلدين، أعربت الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء استمرار التوتر في شمال كوسوفو وذكر بيان مشترك أن الجانبين يعملان مع جميع الأطراف لإيجاد حل سياسي ينزع فتيل التوتر، والاتفاق على خارطة طريق لصالح الاستقرار في المنطقة.
ودعيا في بيان مشترك كوسوفو وصربيا إلى تعزيز ما سماها بيئة مواتية للمصالحة، إضافة إلى دعوة جميع الأطراف لضبط النفس واتخاذ إجراءات فورية لتهدئة الموقف والامتناع عن أي استفزازات أو تهديدات.
من جهتها، أعربت الخارجية الألمانية عن قلقها من التوتر بين صربيا وكوسوفو، وقالت إن الجهود الدبلوماسية تُركز حاليًا على إزالة الحواجز التي يقيمها المحتجون في شمال كوسوفو.
وحذّرت رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أليسيا كيرنز من خطورة تصاعد التوتر بين صريبا وكوسوفو، وقالت في تغريدة على تويتر إن التصعيد والاعتداءات المستمرة من صربيا على كوسوفو أمر خطير، وغير مقبول. ودعت إلى بذل المزيد من التركيز والجهد على الأحداث الجارية في غرب البلقان، ولا سيما كوسوفو والبوسنة والهرسك.
بالمقابل، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاتهامات الغربية لموسكو بتأجيج التوتر في منطقة البلقان، وقال إن “صربيا بلد له سيادته، ومن الخطأ البحث عن تأثير هدّام لروسيا هناك”. وأكد أن “موسكو تتابع من كثب التطورات المتعلقة بكيفية حماية حقوق الصرب، وندعم بلغراد فيما تخطوه من خطوات”.
هذا وقررت السلطات في كوسوفو إطلاق سراح شرطي صربي أثار اعتقاله توترًا شمالي كوسوفو، ووضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله.
وأفاد بيان للشرطة الكوسوفية اليوم أنها تلقت صباح اليوم بلاغًا بوجود قنبلة داخل مطار آدم يشاري بالعاصمة بريشتينا، وعلى إثر ذلك اتخذت الشرطة التدابير اللازمة، حسب البيان.
وذكرت الشرطة أنه تم إغلاق المطار مؤقتًا، وسط استمرار أعمال التفتيش والتحقيق حول الحادثة.
وفي وقت سابق، أعلنت كوسوفو اغلاق المعبر الرئيسي على الحدود مع صربيا، وهو ثالث معبر حدودي يتم إغلاقه منذ العاشر من ديسمبر ـــــ كانون الأول الجاري، ولا تزال هناك 3 نقاط عبور أخرى مفتوحة.
وتأتي التطورات المتسارعة على خلفية الاحتجاجات المتواصلة للأقلية الصربية في كوسوفو، حيث واصل الصرب إغلاق الطرق المؤدية إلى قراهم بالشاحنات والحواجز.
ويعيش نحو 50 ألف صربي في الأجزاء الشمالية من كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية المسلمة، ويرفضون الاعتراف بدولة كوسوفو أو حكومتها، كما يُعدّون صربيا وطنهم، وتدعمهم في ذلك بلغراد التي لا تعترف باستقلال كوسوفو منذ عام 2008.
وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمر الاثنين الماضي بوضع الجيش في حالة تأهب قصوى، بعد أنباء عن اعتزام بريشتينا شن هجوم على المناطق الشمالية التي تتظاهر فيها الأقلية الصربية، متهمًا الغرب وألبان كوسوفو بالتآمر لاستهداف السكان الصرب في كوسوفو.
ولفت فوتشيتش إلى استمرار مباحثاتهم مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للحوار بين بلغراد وبريشتينا ميروسلاف لاجاك، والمبعوث الأميركي الخاص لمنطقة غرب البلقان غابرييل إسكوبار، وقال “نحن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على السلام، وسنواصل البحث عن حلول توافقية”.
وكان رئيس الأركان الصربي قال إن الرئيس أصدر أمرًا بالتوجه إلى المنطقة الحدودية مع كوسوفو، مشيرًا إلى أن الوضع هناك صعب ومعقد.
وقال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش الاثنين الماضي “لا يوجد ما يدعو للذعر، لكن هناك ما يدعو للقلق”.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الصربية إن كل الوحدات التابعة لقوى الأمن الداخلي ستوضع على الفور تحت إمرة رئيس الأركان العامة.
وكانت رئيس الوزراء الصربية آنا برنابيتش حذّرت الأسبوع الماضي من أن الوضع في كوسوفو على حافة “نزاع مسلح”.
<
p style=”text-align: justify;”>