اليوم 316 للحرب: هدنة الميلاد هشة وموسكو تدعم حليفتها بيلاروسيا بالسلاح
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 316 للحرب، دخلت الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من جانب واحد في الأراضي الأوكرانية، حيز التنفيذ اليوم،
ورحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، بإعلان روسيا وقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 36 ساعة واعتبره “نبأ سارا”.
وأضاف غريفيثس عبر تويتر أن وقف إطلاق النار من جانب روسيا سيوفر فرصة لإرسال قافلة مساعدات “للأشخاص الأكثر احتياجا ممن لم نتمكن من الوصول إليهم بسبب القتال العنيف”.
وفي حين، شككت الخارجية الفرنسية بإعلان روسيا وقف النار بشكل أحادي في أوكرانيا. تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف في دونيتسك رغم الهدنة، وحصلت معارك عنيفة في باخموت، شرق أوكرانيا.
من جانبها، أكدت روسيا أن أوكرانيا قصفت مواقع عسكرية روسية، وقالت وزارة الدفاع إن مواقعها تعرضت لهجوم في مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا لكن قواتها ملتزمة بوقف إطلاق النار. واوضحت “أطلقت القوات المسلحة الأوكرانية أربع قذائف موتر على مواقع روسية”.
من جانبها، قالت كييف إنه لا نية لديها لوقف القتال بموجب وقف إطلاق الروسي المقترح الذي وصفته أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بأنه حيلة لإمهال روسيا الوقت لتعزز قواتها وعتادها.
وأعلن مركز الدفاع المشترك التابع لقوات دونيتسك الموالية لروسيا أن الجيش الأوكراني قصف بالمدفعية مدينة دونيتسك 3 مرات بعد بدء دخول الهدنة، بينما قالت أوكرانيا إن القوات الروسية قصفت محطة إطفاء في خيرسون وإستهدفت بالصواريخ مدينة كراماتورسك شرقي البلاد.
وقال المركز إن قصفا بالمدفعية الثقيلة الأوكرانية استهدف حيي بتروفسكي وكيروفسكي قبيل بدء الهدنة.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في تصريحات إن الجيش الروسي بدأ في تمام الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي اليوم الجمعة بتنفيذ وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأضاف “لكن على الرغم من ذلك تواصل إدارة كييف قصف المناطق السكنية والجنود الروس بالمدافع”، ولفت إلى أن قوات بلاده ردت بالمثل على مصادر النيران الأوكرانية.
في المقابل، أعلن كيريلو تيموشينكو نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أن الجيش الروسي قصف بالصواريخ اليوم مرتين مدينة كراماتورسك في شرق أوكرانيا بعد بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو.
وأضاف تيموشينكو أن مبنى سكنيا خاصا أصيب بالقصف، مشيرا إلى أنه بحسب معلومات أولية ليس هناك ضحايا.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت مدنا وبلدات في محور كوبيانسك بمقاطعة خاركيف، مما أسفر عن إصابات واندلاع حرائق. وجنوبا في خيرسون، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية إن قصفا روسيا خلف قتلى وإصابات قبل دقائق من الهدنة التي أعلنت روسيا أنها دخلت حيز التنفيذ.
وذكر الجيش الأوكراني أن القوات الروسية قصفت مركزا للإطفاء ومنزلا مجاورا، في حين قال مستشار الرئيس الأوكراني إنه تم تفعيل الإنذارات في جميع أنحاء البلاد.
من جهتها، رفضت أوكرانيا الهدنة الروسية، واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القيادة الروسية بمحاولة استخدام عيد الميلاد غطاء لوقف تقدم القوات الأوكرانية شرقي البلاد. وقال زيلينسكي إن انسحاب الجيش الروسي من كامل الأراضي الأوكرانية هو الطريق الوحيد لوقف الحرب ووقف الخسائر في الأرواح.
بدوره، وصف المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك الهدنة الروسية بالنفاق، متهما موسكو بالسعي إلى كسب الوقت.
وعن العمليات العسكرية، قال بودولياك إن قوات بلاده ستعمل على نزع سلاح روسيا باستخدام صواريخ الحلفاء البعيدة المدى، وإن قرارات واشنطن وبرلين وباريس بشأن تسليم بلاده مزيدا من الأسلحة النوعية ستعزز دفاعاتها.
أما أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فقال إن الشتاء الحالي والربيع المقبل سيشكلان نقطة مهمة لتقدم القوات الأوكرانية على الأرض.
وأضاف يرماك في تغريدة على تويتر أن أحداثا رئيسية تنتظر الأوكرانيين ستكون نهايتها استعادة جميع الأراضي الأوكرانية، حسب تعبيره.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية وصول قطار يحمل جنودا ومعدات روسية إلى بيلاروسيا. وقالت الوزارة إن القوات الروسية البيلاروسية المشتركة على أتم الاستعداد للدفاع عن حدود ما سمتها “دولة الاتحاد”.
وكانت وكالة إنترفاكس قالت إن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تفقد القوات الروسية البيلاروسية المشتركة في قاعدة عسكرية غربي البلاد. ونقلت الوكالة عن مصادر بيلاروسية قولها إن لوكاشينكو زار صباح اليوم الجمعة قاعدة أبوز ليسنوفسكي بمقاطعة بريست الحدودية مع أوكرانيا وبولندا. وتنتشر في القاعدة قوات روسية بيلاروسية مشتركة، وتجري مناورات ودوريات مشتركة منذ أكثر من شهرين.
وتواصل القصف المدفعي، الجمعة، على جانبي الجبهة في باخموت، مركز المعارك في شرق أوكرانيا، رغم الهدنة، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وقال المراسلون إنهم سمعوا دوي قصف من الجانبين الروسي والأوكراني بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في هذه المدينة، التي دمرت شوارعها إلى حد كبير جراء المعارك التي تراجعت حدتها مقارنة مع الأيام السابقة.
الى ذلك، أفادت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم، بأن روسيا دمجت رسميا قوات انفصالية من إقليمي لوغانسك ودونيتسك ضمن جيشها يوم 31 ديسمبر 2022.
وقبل شهر تقريبا، قال الرئيس بوتين، إن جيشه قد يقاتل في أوكرانيا لفترة طويلة، ولكنه لا يرى داعيا لحشد جنود إضافيين في هذه المرحلة.
وكشف حينها أن روسيا نشرت ما يقرب من نصف الرجال الذين تم تجنيدهم خلال التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، أي نحو 150 ألف جندي، في أوكرانيا. وقال: “من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفاً في منطقة العمليات”، مضيفاً أن 77 ألفًا منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال.
في المواقف، قال السفير الروسي في أميركا أناتولي أنتونوف، إن واشنطن لا تريد تسوية سياسية للصراع الأوكراني، متهما الولايات المتحدة بالتخطيط “لمسار خطير”. وأضاف أن قرار البيت الأبيض بتسليم مركبات برادلي القتالية إلى كييف “تأكيد على أن محاورينا في الولايات المتحدة لم يحاولوا حتى الاستماع إلى دعواتنا العديدة لمراعاة العواقب المحتملة لمثل هذا المسار الخطير من قبل واشنطن”.
كما أضاف أنه “لا ينبغي أن يكون لدى أحد شكوك حول من يتحمل مسؤولية إطالة أمد هذا الصراع.. تشير جميع الإجراءات التي اتخذتها الإدارة إلى عدم وجود أي رغبة في التوصل إلى تسوية سياسية”.
وأشار السفير إلى أن الغرب بدأ “في إضعاف روسيا عمدا” تحت القيادة الأميركية قبل وقت طويل من الحرب الأوكرانية.
<
p style=”text-align: justify;”>