هل بلغ انهيار لبنان مرحلة اللا عودة؟! وهل تخطت الأزمة قدرة الدولة على الاصلاح؟
أربع خطوات للحل للجم ارتفاع سعر صرف الدولار
وإعادة “بناء الدولة”! وإلا، خيارات ثلاثة “مُرّة” جداً!
سمير سكاف
مع انهيار لبنان مالياً، يمكن لسعر صرف الدولار أن يرتفع 100.000 ليرة في النهار الواحد! أو أكثر! وهذا الرقم ليس خيالياً، فالارتفاع المحتمل لا سقف له! فالقصة أصبحت أكبر من مضاربة وأكبر من صرافين، لا بل هي أصبحت حالياً أكبر من مصرف لبنان وأكبر مالياً من الدولة كلها! وذلك، بسبب تبديد الأسلحة المالية وتدمير القدرة الذاتية على المواجهة! فبعد هدر الثروات الوطنية وسرقة أموال المودعين، وفي غياب مداخيل الدولة ستبقى “البواليع” مفتوحة وستبتلع أي تقدمة مالية، إن أتت، أياً يكن عدد ملياراتها! وسيتحول النزيف المالي الى فوضى والى نزيف اجتماعي مرعب! وهكذا يكون اللبنانيون قد بلغوا السقوط الحر (الذي أحذر منه منذ 3 سنوات ونصف)! وهناك نقطتان أساسيتان يتفرع منهما عدد من الحقائق، وهي:
1 – الأزمة في لبنان سياسية بنتائج اقتصادية ومالية. وبالتالي فإن قرار الحل سياسي بنتائج اقتصادية ومالية. وهو ليس اقتصادياً ولا مالياً! وكل تشخيص مالي لا أفق له!
– إن محاولات ضخ الأموال مفيدة للحد من النزيف المالي الاجتماعي، ولكنها لا تعالجه!
– الركض وراء ارتفاع سعر صرف الدولار غير مجدي، لا في زيادة الأجور ولا في زيادة الضرائب ولا في زيادة التعرفات… وليس في أي منها لا مداخيل للدولة في هذه الظروف ولا حلول! بل إمعان في زيادة الكوارث! ومن المستحيل اللحاق بسعر صرف الدولار!
– إن انتخاب رئيس للجمهورية خطوة أولى ضرورية جداً، ولكنها ليست إنقاذية بحد ذاتها!
2 – المطلوب للحل تنفيذ مؤتمر انقاذي استثنائي (ليس تأسيسياً) بخطوات أربع ضرورية مع بعضها:
أ – قرار حزب الله المساهمة في “بناء الدولة”. وتقديم سلاحه وخبراته القتالية للجيش اللبناني. فالجيش هو جيشه، كما هو جيش كل اللبنانيين!
ب – وقف قادة الطبقة السياسية للفساد وللمحميات المالية وللمحاصصات المذهبية، للمساهمة بدورهم في “بناء الدولة”!
ج – خطة نهوض اقتصادي مبنية على زيادة الثروات وليس على تقاسم الفقر.
د – بناء الدولة القوية، ودولة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية. وهذه الدولة تحمي حقوق الجميع وتحمي الوطن من أي اعتداء كان، خارجي أم إرهابي.
وإن كانت تبدو كل من الخطوات الأربع مستحيلة التحقيق، فإن الخيارات الأخرى ثلاثة، وهي مُرّة جداً: إما فوضى عنيفة في الشارع، وإما تقسيمية وإما مفروضة من الخارج! ولن تنفع أي عملية إخضاع للّبنانيين بقوة سلاح حزب الله ولا بوهجه! فهو سيواجه بدوره هذه النتائج نفسها، كباقي اللبنانيين! وستكون أيامه وأيام الجميع فائقة الصعوبة!
Visited 46 times, 1 visit(s) today