اليوم 356 للحرب: روسيا تهاجم وحرب شوارع في ليمان وكوبيانسك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 356 للحرب، فيما تقترب الحرب الدامية من إتمام عامها الأول، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الإنتاج الصناعي العسكري الروسي لا يفي بمتطلبات وزارة الدفاع لتزويد حملة أوكرانيا بالموارد.
وفي آخر التطورات الميدانية، تقدمت القوات الروسية في محور ليمان كوبيانسك، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الروسي دخل إلى بلدة ليمان الأولى، فيما تجري حرب شوارع في محور كوبيانسك وليمان. وأضافت أن هذه المرحلة تشهد عودة للجيش الروسي بعد الانسحاب من مدينة ليمان سابقاً.
وبحسب المرصد المحلي في دونيتسك، قصف الجيش الأوكراني مدينة دونيتسك وضواحيها خلال الـ 24 ساعه الماضية بـ85 قذيفة وصاروخا، مما تسبب في إصابة 5 مدنيين. كما أعلن مركز مراقبة روسية على قناته في تليغرام أن أوكرانيا “أطلقت خمسة صواريخ “هيمارس”،… ووقع القصف الساعة 07:20 بتوقيت موسكو“.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن تراجع القوات الأوكرانية لمسافة 3 كيلومترات. وأوضحت في بيان أن قواتها اخترقت دفاع القوات الأوكرانية الموجه في منطقة غابات في جمهورية لوغانسك الشعبية. وتابعت أنه وأثناء هجوم العسكريين في المنطقة العسكرية المركزية تراجعت القوات الأوكرانية بشكل عشوائي عن الخطوط المحتلة سابقا إلى مسافة تصل إلى 3 كيلومترات. وأضاف البيان أن العسكريين الأوكرانيين غادروا مواقعهم على عجل بعد تلغيم المنطقة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار الثلاثاء إلى وضع “صعب للغاية” في شرق البلاد في مواجهة القوات الروسية التي حقّقت في الأسابيع الأخيرة مكاسب ميدانية، خصوصا قرب باخموت. وقال الرئيس في مداخلته المسائية اليومية عبر الفيديو إن “الوضع على خط الجبهة، خصوصا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لا يزال صعبا للغاية. إنها حرفيا معركة على كل متر من الأراضي الأوكرانية“.
هذا وبحثت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، أمس الثلاثاء، في سبُل تسريع شحناتها من الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، وذلك خلال لقاء عقدته في بروكسل وناقشت خلاله إمكانية تزويد كييف مقاتلات لتمكينها من مقاومة الغزو الروسي. وقال الأمين العام للحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ قبل اجتماع لـ”مجموعة رامشتاين” إنّ “تزويد الأوكرانيين الأسلحة التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم يشكّل أولوية“.
وتُتّخذ كل القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا ضمن هذه المجموعة التي شكّلتها وترأسها الولايات المتحدة وتشارك فيها حوالى 50 دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأميركية في رامشتاين الألمانية.
من جهته، حذر مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن الوضع في أوكرانيا مقلق للغاية، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى لا تكون الكفة في صالح كييف، في حين شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة إسراع الحلفاء بتزويد بلاده بأسلحة متطورة.
وقال بوريل في إفادة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إن عدد الجنود الروس حاليا ضعف ما كان عليه قبل الحرب، مشددا على أهمية الاستمرار في تقديم الدعم لأوكرانيا.
وأضاف أن الواقع على الأرض في أوكرانيا مقلق في الوقت الراهن، وأن القوات الروسية بدأت التجهيز لهجوم مضاد، حتى لو كان على نطاق صغير، “ولأول مرة لا تتمتع أوكرانيا بأسبقية من خلال وجود مزيد من القوات على الأرض“. وأوضح أن اللقاء في مجموعة رامشتاين كان لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومن أجل تقييم الوضع، “ولمعرفة إذا كنا بحاجة إلى مزيد من الذخيرة والتدريب للقوات الأوكرانية من أجل الاستمرار في مساندة كييف“.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني إنه تم التأكيد في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) –الذي عُقد في بروكسل أمس الثلاثاء على إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والدبابات والمدفعية لبلاده، وشدد زيلينسكي في خطابه اليومي على ضرورة الإسراع باتخاذ القرارات وتنفيذها.
من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الذي من المتوقع أن يغادر منصبه بعد هذا الاجتماع إن اجتماع الناتو أقر المواعيد النهائية لتوريد المعدات العسكرية لأوكرانيا. وأكد أن المباحثات بشأن توريد الطائرات لبلاده ما زالت مستمرة بشأن نوعية الطائرات التي يمكن الحصول عليها.
وفي السياق، أعلنت الولايات المتحدة أنها أبرمت عقودا تزيد قيمتها على نصف مليار دولار لشراء قذائف مدفعية من عيار 155 مليمترا لحساب أوكرانيا. وقال البنتاغون إن العقود مع شركتي “نورثروب غرومان” و”غلوبال ميليتاري بروداكتس” كانت أبرمت في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وبلغت قيمتها الإجمالية 552 مليون دولار، مضيفة أنها تتوقع أن تتسلم أولى هذه الطلبيات بدءا من مارس/آذار المقبل.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن نفاد مخزونات الأسلحة والذخيرة في الدول الغربية، وفي مقدّمها الولايات المتحدة، بعدما اضطرت العام الماضي لسحب كميات ضخمة من المخزونات المخصّصة لقواتها بهدف مساعدة كييف.
وفي سياق متصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أوروسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي سيقترح فرض عقوبات تستهدف لأول مرة كيانات اقتصادية إيرانية ضالعة في الحرب الروسية على أوكرانيا مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
وذكّرت فون دير لاين أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بأن الحزمة العاشرة من العقوبات -البالغة قيمتها 11 مليار يورو (11.79 مليار دولار)- ستسعى لفرض حظر جديد على التجارة وقيود على صادرات التكنولوجيا، بما في ذلك الطائرات المسيرة والمروحيات والصواريخ.
وفي ما يتعلق بالوضع الإنساني في أوكرانيا، طلبت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء مبلغ 5.6 مليارات دولار لتلبية الحاجات الإنسانية لأكثر من 11 مليون شخص في أوكرانيا و4.2 ملايين لاجئ والمجتمعات المضيفة في أوروبا. وقال مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث -في بيان- “علينا أن نبذل كل الجهود الممكنة للوصول إلى الجماعات التي يصعب الوصول إليها حتى تلك القريبة من خط الجبهة. معاناة الشعب الأوكراني متواصلة ولا يزال بحاجة إلى دعم دولي“.
وسيوجه الجزء الأكبر من المساعدات إلى بولندا البلد المضيف الرئيسي للاجئين في أوروبا الشرقية، ومولدافيا التي يمر عبرها كثير من اللاجئين للانتقال إلى دول أوروبية أخرى.
<
p style=”text-align: justify;”> وسجل نحو 4.9 ملايين أوكراني في إطار برنامج الحماية المؤقتة للاتحاد الأوروبي وبرامج مماثلة في دول أوروبية أخرى إثر الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وتشكل النساء والأطفال نحو 86% من اللاجئين.