اليوم 358 للحرب: 14 محاولة روسية للتقدم في لوغانسك ودونيتسك .. وزيلنيسكي يطالب بطائرات مقاتلة
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 358 للحرب، شدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أن تأخير إرسال الأسلحة لبلاده خطأ كبير.
وقال زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الجمعة: “نحن بحاجة إلى تسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا ولا بديل لذلك”، مضيفاً أن “أوكرانيا بحاجة إلى طائرات مقاتلة في أسرع وقت”. وأردف أن الكرملين جلب الدمار إلى أوروبا، مؤكداً أن “أوكرانيا يجب أن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو”.
وتابع: “لا مساومة على تحرير كل أراضي أوكرانيا من الاحتلال الروسي”، لافتاً إلى أنه يثق في قدرة بلاده على “تحقيق النصر ضد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ومؤيديه”.
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن “بوتين لن ينجح وأوكرانيا ستنتصر”، مشدداً على أن “أوروبا موحدة الآن أكثر من أي وقت مضى”. وأضاف شولتس أمام المؤتمر: “نقدم لأوكرانيا أحدث الأسلحة والذخائر ومستمرون في ذلك”. وتابع: “نسعى إلى تجنب وقوع حرب بين روسيا والناتو”، لافتاً: “سنعزز قوة الردع السريع لحلف الناتو والإنفاق الدفاعي”.
وأردف: “سنقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين في ألمانيا”، موضحاً أن ألمانيا لا تفضل المضي في إجراءات أحادية بشأن الحرب في أوكرانيا.
بدوره شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن “الحرب في أوكرانيا كارثية ويجب أن نركز على سبل إنهائها”. وقال ماكرون أمام المؤتمر: “روسيا انتهكت مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحربها ضد أوكرانيا”، مضيفاً أن “موسكو تتحمل مسؤولية التداعيات السلبية لحربها في أوكرانيا“. وتابع: “روسيا فشلت في إضفاء الشرعية على حربها ضد أوكرانيا، وخسرت الرهان على إخضاع أوكرانيا في مدة قصيرة“.
واعتبر أن “مجموعة فاغنر تحولت إلى قوات رسمية بعد فشل الجيش الروسي في تحقيق مكاسب”.
وأكد ماكرون أن “ساعة الحوار مع روسيا لم تحن بعد بسبب تمسك بوتين بخيار الحرب”، لافتاً إلى أن “موسكو قابلت دعوات الحوار باستهداف البنية التحتية الأوكرانية”. وأضاف أن فرنسا تساعد في تقوية دفاعات الجناح الشرقي للناتو.
وأوضح أن “الوحدة والعزيمة عاملان مهمان بالنسبة لأوروبا لهزيمة روسيا”، مشدداً على أنه “يجب دعم أوكرانيا لتنفيذ هجوم مضاد يكون داعماً لها في المفاوضات”. وأعلن أيضاً أن أوروبا بحاجة لبرنامج دفاعي مشترك، قائلاً: “أدعم التوجه إلى دعم الدفاعات الجوية في أوروبا، مردفاً: “علينا تعزيز قوة الردع النووي في أوروبا“.
وقبل انطلاق المؤتمر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن الحرب في أوكرانيا تؤثر على أمن العالم لا القارة فقط. وقال إن روسيا تعاني من خسائر كبيرة على الأرض، فيما أكد: “سنواصل تقديم أنظمة دفاع جوي متقدمة لأوكرانيا”.
يأتي المؤتمر قبل أسبوع من ذكرى الرابع والعشرين من فبراير 2022 حين بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وسبق أن قدمت الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كميات كبيرة من الأسلحة لكييف وتعهدت بإرسال شحنات إضافية، بما فيها دبابات ثقيلة تطالب بها كييف لمواجهة الهجوم الروسي. كما ولّد قرار برلين الأخير السماح بإرسال دبابات ليوبارد ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، بعد أسابيع من التردد، لدى كييف أملاً بالحصول على مزيد من الأسلحة في المستقبل.
في سياق متصل، نقل موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي أن إسرائيل ستنفذ وعدها بتزويد كييف بمنظومات الإنذار المبكر الخاصة بالصواريخ.
وأوضح الموقع أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اتفق خلال زيارته إلى كييف أمس الخميس مع زيلينسكي على العمل المشترك ضد إيران في المحافل الدولية وتقديم مبادرات لفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها. وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن زيلينسكي أكد أن لدى أوكرانيا ما تقدمه في هذا السياق، في تلميح إلى القدرات التي اكتسبتها بلاده في اعتراض وإسقاط الطائرات الإيرانية المسيرة التي يستخدمها الجيش الروسي في قصف المدن الأوكرانية.
وحسب الموقع، فقد شدد كوهين من كييف على سلامة الأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أن إسرائيل ستدعم مباردة أوكرانية للسلام في الأمم المتحدة.
وتأتي هذ التطورات في وقت تواصل فيه روسيا حشد قواتها بهدف السيطرة على مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد. وقال المتحدث باسم المنطقة العسكرية الشرقية في الجيش الأوكراني سيرغي تشيرفاتي إن القوات الروسية لا تزال تحشد قواتها على محاور المدينة.
من جهته، أفاد حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني بمقتل 5 وإصابة 10 آخرين في قصف صاروخي روسي استهدف حيا سكنيا في مدينة باخموت مركز المعارك الجارية في شرق أوكرانيا. كما أكد الجيش الأوكراني أن قواته تصدت لـ14 محاولة روسية للتقدم في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك شرقي البلاد.
وكان قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين توقع أمس السيطرة على باخموت في مارس ــــ آذار أو أبريل ــــ نيسان المقبل.
وقال بريغوجين في تصريح نادر على تليغرام إنه “من أجل السيطرة على باخموت، يجب قطع كل طرق الإمدادات”، منددا بما أسماه “البيروقراطية العسكرية الرهيبة“.
وفي خاركيف، أفاد مراسل الجزيرة عن تعرّض المدينة لسلسلة ضربات صاروخية، بالتزامن مع تواصل دوي صفارات الإنذار في المقاطعة. وأعلن عمدة المدينة استهداف حيين اثنين بـ5 صواريخ من طراز “إس-300” (S-300) مؤكدا وقوع ضحايا.
وأكد رئيس الإدارة العسكرية في مقاطعة خاركيف استعداد قواته لصد أي محاولات للقوات الروسية للهجوم على المقاطعة.
وتحدثت هيئة الأركان الأوكرانية عن صد هجمات روسية في مناطق متفرقة من لوغانسك ودونيتسك وخيرسون.
وقالت إنّ فريقا آخر من المدربين الإيرانيين وصل مؤخرا إلى لوغانسك لتدريب الجيش الروسي على استخدام منظومات جوية هجومية بدون طيار.
وفي الجنوب، قال حاكم مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوجايف إن الدفاعات الجوية أسقطت مسيرة أوكرانية في محطة بالاكلافا للطاقة من دون وقوع أضرار، مشيرا إلى أن العمل يسير بشكل طبيعي.