Je suis toujours là Chéri
كتب: ياسر مروّة
كنتُ أنا الطفلة التي تحتضر
متمسكة بقارب النجاة
الخط الفالق يمر بجانبي
سقطت لوحاتي
تحطمت مدني بتكات الوقت
تصدع ردمي
سأترك الدهشة تهلكني
سأترك التعب يسأم مني
ها هو كسلي المتشظي قبل آوانه
كأنك ما خُلقت إلا لولادة بين الأنقاض.
كنتُ أنا الجد الذي يحتضر
الرصاصة التي خرجت من رأسي
وخرقت الجدار
لا لزوم لها وليس لها اثر
أتخبط بذاكرتي التي علقت
مدى حياتي،
كأني ما خُلقت إلا لتدون الحقائق،
أتذكر
وقتها
توقفتُ عن الركض مبهوراً في السابعة عشرة
والنصف من عمري
أشعلتني فرحة
ومضات مرارة
سيطلقون الرصاص
سيكررون الفعل دونما انفعال
ستصرخ أمي على وجوه القتلة واضحي الوجوه
سيهربون إلى جهة معروفة
القتلة يُقتلون على نيران قتلة،
دائماً سوف أتذكر
سأدخل الغرفة
سأشتري رزنامة يومية
سأحشرها في أغراض مكتبتي التي
فيها نظارتي المكبّرة
سأكتب على ورقة من أوراق رزنامتي: أعداد أسماء الضحايا
سأزور جدتي المدفونة فوق عِظام أمها
سأقول لها: مشتاق إلى حكاية مضحكة من فمك يشع منها انكسارات وقوع مرآتها
وحركة إيقاع الفرشاة
وهي تمشط خصلات عمرها
سأهمس لها ووجهي يقترب من التراب:
“سوف يُمثلون الجريمة”
يستمتع جدي بنومة فراشه على بياضه الأثير
يومها صرعه التنين
قنّصه عن قرب
الفوهة فوق الجبين
الثمانينات على الثمانين.
سوف تولول جدتي بحكاياتها
ستقول لجدي:
أعطني صوتك الخفيض
وخذْ مني بطئي في لباقة
تعلمْتُه من تدريب الخياطة والاحاديث”.
كنتُ أنا هو الذي يحتضر
يهمس لي قائلاً بضيق:
“أطلب منك أن تحلق ذقني،
وقُلْ للذين يقولون عني
خاصة عائلتي و رفقائي :
كان رجلاً شجاعاً مقداماً،
ألم أكن خائفاً ؟”
دع عنك مزاحي
كنا حقاً خائفين مرتعدين مرتعبين بفظاعة الحروب
كنا علينا ان نموت في الهجوم
وضجيجه الأعنف
لكننا عدلّنا في آخر تكات الوقت!
الآن
أتذكر
سأجلس في المكتب المخصص لي بعد كل الجرائم المنظمة
أحاول أن أرتب طاولة عمري
انتبه إلى رزنامتي اليومية
ما الذي كان يحدث ذات يوم
كان نهاراً مشمساً شباطياً
توقفتُ عن الغناء
تركت العزف والأداء
أنصت للسماء و الهواء
يطل عليهما قمر المجزرة
مرثيات للمدينة
طيّف هشام هناك جاثم
قلبها يُحدثها لأغنيات
تعرفها عمتي “فريدة”
تشعر كأنها ما خلقت إلا لتغني
لوجهه الباسم
صوتاً مخنوقاً لعازف حياتها كعاشق جاسر.
“أصخرة” كنت أنا أرتكز بها حياتي،
أقف عند أخر ما بعد الخمسين
لأتردد إلى الوراء قليلاً
أتذكر صورة صورة
واضحة المعالم
تتألم دقات قلب
لأحلام راقص
بياع جرائد
مصور مبتدىء
عازف غيتار
كنت أنا الذي يركض في ساحات الوغى
مسني القناص،
أحاول أن أتهجأ لغات العالم
أحاول أن أتلفظ مجدداً
Je suis toujours là Chéri
.Je suis pris
Visited 1 times, 1 visit(s) today