جولة ماكرون لإفريقيا.. تلميع بعد الهزيمة
كاركاسون- المعطي قبال
حسب قصر الإيليزيه، يلقي الرئيس ماكرون هذا المساء خطابا يخصصه للسياسة الإفريقية الجديدة لفرنسا. وسيعرف دائما حسب الإيليزيه بالاستراتيجية الفرنسية التي تقوم على رؤيا جديدة للشراكة مع الدول الإفريقية. كما ستشدد على الأولويات والمنهج لتعميق هذه الشراكة بين فرنسا، أوروبا والقارة الإفريقية. وقد يتناول ماكرون في خطابه تطور المنظومة العسكرية الفرنسية في القارة بعد نهاية عملية برخان بالساحل وانسحاب القوات الفرنسية من بوركينا فاسو وهما البلدان اللذان يسيرهما انقلابيون من العسكر ينمون مشاعر الكراهية تجاه فرنسا.
وابتداء من الأربعاء فاتح مارس يقوم ماكرون بجولة رسمية تشمل أربع دول إفريقية هي الغابون، أنغول، الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. تأتي هذه الزيارة في ظرفية انتكس فيها النفوذ الفرنسي لصالح التواجد الصيني والروسي ممثلا في عصابة فاغنر. وقد اتضح النفوذ الروسي خلال التصويت الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يطالب روسيا بالانسحاب من اوكرانيا والذي امتنع كل من الغابون، أنغولا والكونغو بالمصادقة عليه. وتجذر الإشارة إلى أن ألمانيا أصبحت اليوم أول مصدر أوروبي نحو إفريقيا.
هناك إذا رغبة من طرف رجل الإيليزيه في طي صفحة السياسة الإفريقية مابعد الكولونيالية. كما أن هناك سعي إلى مد اليد إلى الشباب الإفريقي الذي يكن لفرنسا عداء صريحا. هل النيات الحسنة التي عبر عنها ماكرون كافية لمصالحته مع إفريقيا؟ هل هو بقادر على الدفاع على المشروع الديمقراطي الإفريقي الذي يطمح له هذا الشباب والذي يخالف توجهات بعض الحكام المستبدين والفاسدين؟
يعرف ماكرون جيدا أن بعض الحكام الأفارقة لا يرغبون في أن تفكك فرنسا قواعدها العسكرية، لأنها ضمان لحمايتهم. لكن ماكرون يخاف من الشارع الإفريقي الذي لم يعد يتقبل الحضور الفرنسي. لذا يجد نفسه في وضعية صعبة ومعقدة. ولتلميع صورة فرنسا، يعتزم ماكرون القيام بزيارة إفريقيا كل 6 أشهر، بطموحات سياسية أهمها تقليص النفوذ المغربي بالقارة بعدما تبين أن المملكة حاضرة بشكل قوي وفعال.