برعاية صينية.. السعودية وإيران تتفقان على استئناف العلاقات الديبلوماسية
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
أعلنت السعودية وإيران والصين، في بيان مشترك اليوم، التوصل إلى اتفاق على استئناف العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارتين والممثليات خلال مدة أقصاها شهران.
وتعتبر هذه الخطوة تاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية، القوتان الإقليميتان الابرز في الخليج، واللتان كانتا على طرفي نقيض في الملفات الاقليمية، وكانت المفاوضات التي جرت وتُوجت ببيان مشترك اليوم مهدت لها تسوية ابرمت في اليمن وضعت حدا لنزاع قادت خلاله الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، متهمة طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء. والسؤال هل ينسحب الاتفاق “المشرقي” على سائر دول المنطقة التي تسيطر عليها ايران لا سيما سوريا والعراق ولبنان، بعدما لبت طهران، على الارجح، شروط المملكة لاستئناف العلاقات؟ وهل تنفرج ازمة لبنان الرئاسية لتكر سبحة الانفراجات ما دام اتفاق الكبار أبرم، ويبقى على لاعبي الداخل الاحتكام الى اوامرهم؟ وبعد ماذا عن موقف الغرب من الخطوة، وقد رحب البيت الابيض بأي جهود تساعد في انهاء الحرب في اليمن وخفض التوتر في المنطقة؟ فهل يتمدد التوافق الى الملف النووي ويعود اطراف فيينا قريبا الى طاولة المفاوضات ام يبقى الاجراء موضعيا مقتصرا على الدولتين الجارتين؟
وهنا نص البيان الثلاثي المشترك كما وزعته وكالة الانباء السعودية:
“استجابةً لمبادرة كريمة من فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين فخامة الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والديبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية، فقد جرت في الفترة من 6 – 10 مارس 2023م في بكين، مباحثات بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة معالي الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، ومعالي الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م-2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.
وتعلن الدول الثلاث أنه تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22/1/1422هـ، الموافق 17/4/2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2/2/1419هـ الموافق 27/5/1998م.
وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
صدر في بكين بتاريخ10 مارس 2023م.
عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي شمخاني
أمين المجلس الأعلى للأمـــــن القـــومـي
عن المملكة العربية السعودية مساعد بن محمد العيبان
وزيـر الـدولـة عضـو مجـلس الوزراء مستشار الأمن الوطني
عن جمهورية الصين الشعبية وانغ يي
عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني“.