معارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم والعالم قلق من التطورات
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المسلحة صباح اليوم، حيث افادت وكالة فرانس برس عن دوي انفجارات واطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية الخرطوم، فيما تشهد البلاد خلافات بين الجيش و”الدعم السريع”.
ونقلت عن شهود تأكيدهم إن “مواجهات ” ودوي انفجارات واطلاق نيران سمع بالقرب من قاعدة تتمركز فبها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، كما سمع اطلاق نار بالقرب من مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية
وأعلن الجيش السوداني، أنه سيتصدى لأي محاولة غير مسؤولة، وأسف لوصول بلاده لهذه المرحلة بسبب أطماع قادة المتمردين، وأشار “اننا لم نبدأ العدوان وما حدث أن قواتنا تعرضت للهجوم من قبل القوات المتمردة، وما كنا لنصل إلى هذه المرحلة لو تخلت قوات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” المتمردة عن أطماعها الشخصية”. وقال “اننا لا نرى مستقبلا لبلادنا إلا في ظل جيش واحد تحت قيادة عسكرية منضبطة”.
وكان متحدث باسم الجيش السوداني، أوضح ان “قوات الدعم حاولت مهاجمة الجيش بالمدينة الرياضية ومواقع أخرى ونحن نتصدى لها”.
وفي وقت لاحق افادت قناة الجزيرة عن “استمرار المعارك على تخوم القصر الجمهوري وقرب قيادة الجيش والسوق العربي وسط العاصمة”، مشيرة الى “تصاعد الدخان في مواقع مختلفة بالمنطقة الواقعة بين القصر الرئاسي وقيادة الجيش وسط الخرطوم”.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الجيش السوداني بمهاجمة إحدى قواعدها في الخرطوم.
واعلنت هذه القوات المسلحة في بيان إنها تمكنت من “السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومطاري مروي والأبيص وعدد من المواقع بالولايات” الأخرى.
الا ان المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني نفى لقناة “روسيا اليوم” سيطرة قوات الدعم السريع على القصر الجمهوري في الخرطوم، مؤكدا انه “مازالت المعارك جارية في المناطق الاستراتيجية بالعاصمة، والدعم السريع لم يستول علي أي موقع”، مضيفا: “قواتنا تتصدى للدعم السريع وتمارس واجبها، والاشتباكات مازالت في مروي”. وأشار إلى أن البلاد في” حالة حرب حاليا، وفي الحرب تحصل العديد من المتغيرات، لكن الجيش لا يزال يسيطر على المواقع التي أعلن الدعم السيطرة عليها”.
واعلن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، أن “الجيش سيرد على أي محاولات غير مسؤولة”، مشيراً إلى أن “بعض السياسيين يحاولون تسييس الجيش”. وذكر في تصريح، أن “قوات الدعم السريع موجودة بكثافة عند مقر التلفزيون الرسمي”.
وكانت قوات الدعم السريع، أفادت عن انضمام المفتش العام وضباط من القوات المسلحة إلى صفوفهم، كما وأعلنت إغلاق كافة المنافذ جنوب العاصمة الخرطوم. وذكرت إنها استولت على مقر اللواء الأول مشاة آلي التابع للجيش في أم درمان.
من جهتها اعلنت لجنة أطباء السودان، عن سقوط قتلى ومصابون من المدنيين بأعداد كبيرة، وناشدت جميع الجهات، لفتح مسار آمن لإجلاء المصابين.
هذا وأسف دقلو، في حديث إلى “الجزيرة” للقتال مع أبناء شعبه، لكن الأعداء لديهم مخطط إجرامي ويهدفون إلى عودة الانقلاب”، داعياً شرفاء القوات المسلحة إلى الانضمام للشعب، كما وندعو الجيش الوطني للخروج من العصابة والانضمام إلى الشعب”.
وأوضح أن “قوات الدعم السريع بادرت بالقتال وحاولت السيطرة على مطاري الخرطوم ومروي، ووضعنا جيد ونسيطر على جميع المقار، والمعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة”، مؤكداً “اننا سنواصل ملاحقة رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان، وسنسلمه إلى العدالة، ولن نوقف القتال حتى يتم تسليم جميع المقرات”.
من جهته، ناشد رئيس حزب الأمة السوداني فضل الله برمة ناصر، في حديث لقناة الجزيرة، قادة الجيش والدعم السريع بوقف “القتال فورا والدخول في حوار جاد”، واشار إلى أنه “لا يوجد منتصر أوخاسر في القتال الدائر الآن لأن كل السودانيين خاسرون”.
اما رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان، فاشار إلى أن “قوات الدعم السريع هي من هاجمت مقراتنا ببيت الضيافة، بالإضافة إلى هجموهم على منزلي في التاسعة صباحا”، مضيفاً أن “قوات الدعم السريع قامت بالتحرش بالجيش في منطقة المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم، وتسللت أيضاً للمطار عبر صالة الحج والعمرة وأحرقت بعض الطائرات وقواتنا تعاملت معها”.
وأوضح في حديث لقناة الجزيرة، أن “كل المرافق الاستراتيجية من القيادة والقصر تحت السيطرة، ولم يستطع أحد دخول القيادة العامة”.
من جهة ثانية، قالت الخطوط الجوية السعودية، أن “إحدى طائراتها تعرضت لحادث في مطار العاصمة السودانية الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض. وأعلنت في بيان تعليق رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعار آخر.
كما أعلنت شركة مصر للطيران تعليق رحلاتها الجوية، من وإلى الخرطوم لمدة 72 ساعة بعد اشتباكات عسكرية في العاصمة السودانية.
هذا وأغلقت حكومة تشاد حدودها مع السودان، ودعت إلى الهدوء وسط ما يبدو أنها محاولة إنقلاب في الخرطوم تنفذها قوات الدعم السريع.
وناشدت في بيان، المجتمع الإقليمي والدولي وكذلك جميع الدول الصديقة منح الأولوية لعودة السلام، وأكدت أن “حدودها مع السودان التي يبلغ طولها 1403 كيلومترات ستظل مغلقة حتى إشعار آخر”.
من جهتها، أكّدت وزارة الخارجية التركية، “أنّنا نشعر بالقلق من الاشتباكات المسلّحة الّتي وقعت في السودان اليوم”، داعيةً جميع الأفرقاء في السّودان إلى “التّمسّك بمكتسبات العمليّة الانتقاليّة، وإلى الهدوء والحوار”.
وشدّدت في بيان، على أنّه “لا يمكن إيجاد حلّ دائم لمشاكل السّودان، إلّا من خلال وفاق وطني”، مشيرًا إلى أنّ “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب دولة السودان الشّقيقة والصّديقة وشعبها، كما فعلت حتّى اليوم”.
اما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فعبر عن بالغ قلقه إزاء تقارير عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ودعا إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.
وأوضح في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، “اننا على اتصال بفريق السفارة في الخرطوم وجميعهم بخير، ونحث جميع الجهات على وقف العنف فورا وتجنب المزيد من التصعيد أو تعبئة القوات ومواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة”.