طبخة الرئاسة اللبنانية!؟
“كل يوم أكتشف في وطني
مجددًا جديدًا
وعارًا جديدًا
أخبارًا ترفع الرأس
وأخرى ترفع الضغط”
مازالت طبخة الرئاسة اللبنانية غير ناضجة على ما أعتقد حاليًا، بانتظار نتائج القمة العربية في جدة، ونتائج الانتخابات التركية، والتراشق الصاروخي بين العدو الإسرائيلي والجهاد الإسلامي الممانع ومعظم الفصائل الفلسطينية وغير الفلسطينية الممانعة.. كما أن (الفطور الصباحي) لم يكن سوى تأكيد سعودي على حيادية موقفها كما أعتقد ويعتقد الكثيرون.. وعدم قطع الوصل والتواصل مع أي طرف لبناني، كما هي عادتها التاريخية في عملها وشؤونها الديبلوماسية والسياسية.. وخصوصًا بعد (اتفاق بكين) التاريخي حرصًا من “تداعيات نسبية” أخرى “غير مناسبة” أو “غير محسوبة” تأخذ المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه.. تداعيات غير مناسبة، والجميع بغنى عنها تماشيًا مع “أطراف بكين” الأخرى وبالأخص “إيران” التي “دعت” إلى (الحيادية)، كما جاء على لسان وزير خارجيتها “لهيان” في زيارته الأخيرة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في حين يمارس حلفاؤها من أصحاب الفكر الأحادي إلى الثنائية التكتيكية، غير ذلك إطلاقًا على أرض الواقعية السياسية.. دون أن ننسى أو يغيب عن بالنا تصريح الحوثيين الأخير، والذي لم يكن سوى رسالة لمن يعنيهم الأمر، أن الحرب اليمنية لم تنته بعد.. هذا دون ذكر إن دعوة “رئيس جمهورية مع وقف التنفيذ” لا تأتي عادة سوى في حجمها وإطارها الدبلوماسي، حتى لو كان على مجرد فطور صباحي على أقله ظاهريًا. الفطور الصباحي الذي سبقه نفي السفارة السعودية زيارة السفير بخاري إلى عاصمة “المردة” في بنشعي.. بل، ما جرى في هذا الفطور الصباحي مجرد قطع الطريق على الاجتهادات من ههنا و ههنا ومن هنا وهناك.. قطع الطريق على رمي حجر من هنا وهناك وهنالك على جهود المملكة العربية السعودية، والجولات السعودية المكوكية التي يقوم بها السفير بخاري مشكورًا على جميع القوى السياسية وأقطاب النزاع والأجندات المتواجهة على النقيض والمصالح الضيقة بين بعضها البعض.. في حين بدأ حبل (الأمن الغذائي والصحي.. الوجودي) في لبنان يخنق الشعب اللبناني دون استثناء.. الأمن الوجودي الذي بدأ يضيق ويشنق الشعب اللبناني من كل الطوائف اللبنانية المتناحرة في حقيقة الأمر.. وحقيقة المشنقة الوجودية على عتبات الأبواب.. أبواب زعماء الطوائف اللبنانية الطائفية ومصالحهم الطائفية الضيقة… رأت أوساط مراقبة أن الحياد السعودي، لا يعني أن المملكة لا تريد وصول رئيس إصلاحي سيادي، يعمل من أجل مصلحة اللبنانيين، ولا يضع مصالح الآخرين أولوية على ما عداها. سيما وأن للرياض تجربة مريرة مع العهد السابق في لبنان الذي أوصل العلاقات اللبنانية الخليجية إلى الحضيض، ولذلك فهي لا تريد تكرار التجربة، بوصول رئيس مؤيد لحزب الله يكمل تجربة الرئيس ميشال عون. فيما علم أن الفرنسيين بدأوا يشعرون بوصول مبادرتهم إلى الطريق المسدود، بدليل بروز استياء ماروني من دور الإدارة الفرنسية في الاستحقاق الرئاسي، من خلال الترويج لصفقة فرنجية ــ نواف سلام، دون الأخذ برأي اللبنانيين وزعماء المارونية السياسية خصوصًا، خلافاً للياقات السياسية والدبلوماسية المطلوبة في هكذا استحقاقات كما جرت العادة الفرنسية صاحبة الباع الطويل في فنون الطبخ والمطبخ والإتيكيت الفرنكوفونية.. أو الإتيكيت الكولونيالية.. جاء في قواميس ونواميس “تاريخ” الديبلوماسية وتقاليد الدول والأحزاب والمجتمعات، “حفظ ماء الوجه” يعني القيام بعمل ما لتصحيح أصاب الشخص في كرامته أو أضر بمنزلته الاجتماعية. وهي من المبادئ الأساسية في علم السياسة والاجتماع والديبلوماسية… وأنا على ثقة، أن هذه الأمور لا تغيب عن دولة بحجم ومكانة المملكة العربية السعودية ودورها التاريخي الكبير ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا.. وهنًا أود أن أشير إلى جولات الوفد القطري المكوكية في تسويق ورقة عماد الجيش وتذكير جميع الأطراف بأوجه الشبه والتشبيه والتشابه بين ظروف مؤتمر الدوحة تاريخيًا، وظروف هذه الأيام التاريخية في تاريخ لبنان والمنطقة تاريخيًا.. والذي يأخذنا إلى استنتاج إبتدائي أن مطبخ الرئاسة اللبنانية لم يجهز بعد لاستقبال الأضاحي من ناحية.. واستقبال المهنئين والهدايا من ناحية أخرى.. هذه الصفقات دائمًا ما تأتي ضمن PACkAGE أو PACkET أو حتى BASKET دفعة واحدة أو على مراحل تنفيذية على أقله، على قاعدة ومبدأ (الأول فالأول) AT ONCE .. أو كما يجري تطبيقه عادة أو حرفيًا: “إنجاز المهام أول بأول”.. (start doing important tasks FIRST) حتى لا تتراكم أو تلتبس الأولويات.. والتي لبنان ليس على سلم أولوياتها عمليًا حتى هذه اللحظة الوجودية تاريخيًا في بعض الأجندات العليا تاريخيًا..!؟