باخموت سقطت.. لم تسقط!
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أثارت تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلبلة حول سقوط باخموت، فبعد أن ألمح إلى سقوطها تراجع عن ذلك، مشيراً إلى أن قواته لا تزال في باخموت وأن القوات الروسية داخل المدينة لكنها لا تسيطر عليها.
وقال في مؤتمر صحافي خلال قمة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان اليوم إن “صيغة السلام التي وضعتها كييف لها القدرة على إيقاف المهاجمين في المستقبل”.
وقال زيلينسكي أن المدينة الاستراتيجية قد تكون خرجت فعلا عن سيطرة قواته وأنها أصبحت مدمرة بالكامل، مؤكداً ألا مباني مشيدة صامدة في المدينة إلا القليل. وقال: “أعتقد أن باخموت هي اليوم في قلوبنا فقط “.
إلا أن متحدثاً باسم الرئيس الأوكراني عاد ونفى الأمر، موضحاً أن زيلينسكي لم يقر بسيطرة الروس على باخموت. وكتب سيرجي نيكيفوروف في تعليق على على فيسبوك، قائلا “سؤال المراسل كان: الروس قالوا إنهم سيطروا على باخموت… فكان رد الرئيس: لا أعتقد ذلك”. وأردف باللغة الأوكرانية “بهذه الطريقة الرئيس نفى الاستيلاء على باخموت”.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية نفت بدورها في بيان، بوقت سابق اليوم سقوط المدينة، مؤكدة أن القتال متواصل، وأن قواتها تصد عمليات هجومية فاشلة. كذلك أعلنت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، اليوم، أن قوات بلادها طوقت باخموت بشكل جزئي.
وأضافت في تعليق على تطبيق “تليغرام” أن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على قطاع في المدينة، وفق ما نقلت رويترز.
من جهته، اكد قائد فاغنر يفغيني بريغوزين بتصريحات على حسابه في تلغرام، اليوم الأحد، أن جندياً واحدا لم يبق في باخموت، في نفي قاطع لما أدلت به وزارة الدفاع الأوكرانية بسيطرتها على جزء ضئيل من المدينة، وتطويقها تكتيكياً. وقال بريغوزين: لم يبق في باخموت أي جندي أوكراني لأننا لا نجد من يمكننا أخذه في الأسر.. وهناك عدد كبير من جثث الجيش الأوكراني.
واعتبر أن الرئيس الأوكراني إما ماكر أو ليس على علم بما يحدث على الأرض.
وأكد قائد عسكري أوكراني كبير أن قوات بلاده تسيطر على جزء “ضئيل من باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافيا لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع”. وقال الجنرال أولكسندر سيرسكي في منشور على تليغرام إن قوات كييف تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على فرض “تطويق تكتيكي” للمدينة.
ووعد بريغوزين بتسليم المدينة المدمرة كلياً وشبه الخالية، بعد أن كان يقطنها 70 ألف مواطن أوكراني، إلى الجيش الأوكراني خلال أيام. إلا أن هذا لم يمنعه بتجديد انتقاداته لهيئة الأركان الروسية، ولما وصفها بالـ “البيروقراطية”، فضلا عن “الجبناء المخصيين من الروس”.
في موازاة ذلك، احتفت موسكو بما وصفته بالنصر. وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة والجيش الروسي على “تحرير” المدينة التي تطلق عليها بلاده اسم أرتيوموفسك الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.
وأكد بوتين أن المعركة انتهت بانتصار روسي، وأن كل من أبلى فيها بلاء حسنا سيحصل على جوائز وأوسمة من الدولة، حسب ما أفاد بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للكرملين.
من جهة ثانية، وبعد الضوء الأخضر الذي أعطته واشنطن من أجل تزويد كييف بطائرات إف 16، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إن الرئيس الأوكراني، قدّم لواشنطن “تأكيداً قاطعاً” بأن طائرات إف-16 لن تهاجم الأراضي الروسية.
وأوضح بايدن للصحافيين على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليابانية “لدي تأكيد قاطع من زيلينسكي بأنهم لن يستخدموا المقاتلات لاستهداف الأراضي الروسية، لكنهم سيستخدمونها لاستهداف القوات الروسية داخل أوكرانيا والمنطقة”.
وعقد زيلينسكي اجتماعاً، الأحد، مع بايدن بعد أيام على منح الأخير الضوء الأخضر للحلفاء لتسليم مقاتلات إف-16 أميركية الصنع إلى أوكرانيا، في قرار اعتبره الرئيس الأوكراني “تاريخيا”.
وستدعم واشنطن الآن مبادرة مشتركة لحلفائها لتدريب طيارين أوكرانيين على طائرات إف-16. وخلال مدة هذا التدريب الذي سيستمر لأشهر، سيقرر الغرب موعد تسليم الطائرات وعددها، وكذلك الدول التي ستوفرها.
لكنّ البيت الأبيض أكد أن العقيدة الأميركية “لم تتغير”.
بدوره، أوضح جيك ساليفان مستشار الأمن القومي لبايدن أن “نهجنا في تسليم الأسلحة والمعدّات وتدريب الأوكرانيين مرتبط بمتطلّبات النزاع”.
وأشار إلى أنّ طائرات إف-16 هي جزء من المعدّات التي ستحتاج إليها كييف “في المستقبل” حتّى “تكون قادرةً على ردع أيّ عدوان روسي والدفاع عن نفسها”، وهذا أمر بعيد عن الضرورات العاجلة المرتبطة بالهجوم الأوكراني المضادّ الذي أعلنت عنه كييف قبل أسابيع عدّة.
وكرّر البيت الأبيض الموقف الأميركي الذي يؤكد أن الولايات المتحدة ومن خلال مساعدتها العسكريّة بما في ذلك الطائرات المقاتلة، “لا تُسهّل أو تدعم هجمات على الأراضي الروسيّة”. وأكّد ساليفان أنّ “الأوكرانيين أشاروا باستمرار إلى أنّهم مستعدّون لاحترام هذا الموقف”.