السلطة والتغيير في لبنان
شبلي المصري
بات من الواضح تماماً ان اتفاق اهل السلطة مع اهل التغيير بات امراً مستحيلاً، هذا ما يتفق عليه الطرفان .
السلطة مدججة بكل انواع الاسلحة تواجه شعباً مُعْدماً اذلّته الحاجة الى كل شيء .ومن الواضح ايضاً ان السلطة كما، في كل مكان من هذا العالم وعبر التاريخ لن تسلم مقاعدها وما سرقته من شعبها الى احد الا في الرمق الاخير وبعد تبدل موازين القوى .
في هذا الوقت يزداد التوتر وتتصاعد حدة الاختلافات بين المتضررين من بقاء الوضع على حاله وبين المسببين لهذا الضرر وازلامهم .
أهل الحكم جميعهم من الذين اداروا شؤون ومقدرات البلد لعقود يشعرون بالخطر لاسباب داخلية، بعد ان كفر الناس بهم، وخارجية لان هناك قراراً دولياً على ما يُسَرَّب يقتضي استبعادهم عن عن سدة الحكم .
من هنا تنشط الجيوش الالكترونية التابعة لهذه الفئة مثيرة الاحقاد والاحاديث عن المؤامرات والشبكات والتلفيقات عن هذا وذاك وذلك من اصحاب الرأي الحر محاولة ترهيبهم والتعدي على حقوقهم وسجنهم حيث امكن .
اذن، ان الفرز قد حصل وهو الى المزيد من التعمق والوضوح في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية المزرية فاين المخرج من هذا التشنج الخطر ؟
المخرج والحل هو في ايدي اهل السلطة حصرا :
اما ان تستمر حالة الحقن والتعدي والاستباحة من ادوات السلطة، وهذا حل دونه دونه العداءات والخصومات التي ستتطور حتما الى اشتباكات ومن ثم الى دماء قبل انهيار هذه السلطة المدمرة وادواتها بالكامل !
واما ان يتحمل كل فريق الفريق الندّ الآخر بحلوه ومره وتُراعى في هذه المرحلة قواعد التعبير الحر المسؤول بعيداً عن التهجم والفبركات والاكاذيب والقمع من قبل السلطة والسلطة حصراً لان الجمهور المعترض لا يملك اية اسلحة على الاطلاق باستثناء سلاح الكلمة. اما ان يعتبر اهل السلطة بان انتقادهم بالادلة والشواهد بانه اهانة للكرامات ويفتعلون على هذا الاساس ويُفعلِّون كل وسائل الترهيب والتعدي فهذا امر غير مقبول وهو ما سيؤدي حتما الى ما لا تحمد عقباه ولن يمنع هذا السلوك الاستفزازي رحيلكم الحتمي الذي سيحصل ولكنه سيحصل عندها عبر برك من الدماء .
الخيار لكم وعندكم حصراً، اتقوا الله في قمعكم لهذا الجيش الكبير من الناس الذي افقرتموه واذليتموه والذي ما عاد يملك غير سلاح الموقف والكلمة فيما انتم مدججون بكل انواع الاسلحة.
