السودانيون يبحثون عن “عيشهم”.. والدفاع تدعو المتقاعدين للتسلح
السؤال الآن ــــ وكالات
مع استمرار الهدوء الحذر وتراجع الاشتباكات في السودان، دعت وزارة الدفاع السودانية المتقاعدين للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية من أجل تسليحهم. وأكدت الوزارة في بيان اليوم، أن تسليح المتقاعدين هدفه تأمين أنفسهم وعائلاتهم.
كما أشارت إلى أن حرب المدن لا حدود زمنية لها، معتبرة أن “التمرد” يعتمد على المواطنين كدروع بشرية. واتهمت الوزارة الدعم السريع بنهب مقرات أممية، وتنفيذ اعتداءات على سفارات عربية وأجنبية.
أتى هذا بعد ما أُعلن أن هناك تحسناً في احترام الهدنة من قبل الجانبين، وتراجع لحدة القتال لاسيما في الخرطوم. كما جاء وسط دعوات أميركية وسعودية للمضي قدماً في تنفيذ الالتزامات التي وافق عليها الجانبان في اتفاق جدة لوقف النار، بغية التوصل إلى حل.
وشهدت عدة مناطق في العاصمة الخرطوم هدوءاً حذراً منذ الصباح، بعدما دوت أصوات المدفعية في ساعات متأخرة من ليل أمس من منطقة كرري نحو مدينة الخرطوم بحري، كما شهدت منطقة المهندسين في أم درمان إطلاق نار ودوت أصوات المضادات الأرضية شرق المدينة.
إلا أن أزمة قديمة جديدة أطلت برأسها ثانية. فقد تفاقمت أزمة الخبز في بعض مدن العاصمة، بسبب شح الدقيق والغاز المستخدم في إنتاجه.
وكانت الاشتباكات السابقة بين الجانبين عرقلت نقل الطحين والقمح، والغاز على مدى أسابيع. كما أدى القصف المتبادل إلى خروج العديد من الخابز عن العمل.
وامتدت طوابير المواطنين أمام المخابز التي لا تزال تعمل. وانتظر العديد من السودانيين لساعات طويلة أمام الأفران للحصول على “عيشهم”.
ففي مدينة أم درمان غرب العاصمة، وقف المواطنون الذين لا يزالون يتمسكون بالبقاء في ديارهم في صفوف طويلة أمام المخابز القليلة، التي ما زالت تعمل في المدينة للحصول على أرغفة خبز يسدون بها رمقهم.
وقال ياسر الحسين، أحد السكان الذين ينتظرون في تلك الطوابير، إن معظم المخابز أغلقت أبوابها إما خوفاً من الأوضاع الأمنية المتدهورة جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإما لنفاد الطحين (الدقيق) أو الغاز أو سفر العمال إلى ذويهم خارج الخرطوم.
كما أشار إلى أن سعر الرغيف ارتفع إلى جنيه بدلا من 25 قرشا، أي بزيادة قدرها 300%.
واستطرد قائلا في حديث لوكالة أنباء العالم العربي “بقينا على هذه الحالة منذ بداية الحرب، لكن الوضع تفاقم خلال الأيام الماضية، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمكن المنظمات من إيصال المساعدات”.
وقد فاقمت أزمة الوقود هذه الأزمة، إذ توقف العديد من الأفران عن العمل بسببها. إلا أن دخول الهدنة حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين الماضي، أعاد فتح أبواب الأمل بوصول المواد الغذائية، على الرغم من أن المساعدات لا تزال متعثرة بحسب ما أفاد الصليب الأحمر الدولي أمس.