السودان: احتدام المعارك .. ومزيد من المفقودين
السؤال الآن ــــ وكالات
ما إن انتهت هدنة اليوم الواحد في السودان حتى احتدمت المعارك من جديد بين الجيش وقوات الدعم السريع، فجرت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، إذ استفاق سكان الخرطوم صباحا على أصوات القصف المدفعي و في مختلف أنحاء العاصمة.
وأكد شهود عيان في الخرطوم سماع “أصوات القصف والاشتباكات بعد 10 دقائق من انتهاء الهدنة”. وأشاروا شهود إلى سماع “قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة” في الخرطوم وضاحية أم درمان بشمال العاصمة، واشتباكات “بمختلف أنواع الأسلحة” في شارع الهواء بجنوب الخرطوم.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان طرابلسي، إن فِرق الحماية التابعة للجنة في السودان تستقبل اتصالات دائمة للإبلاغ عن حالات فقدان واختفاء لأفراد في العائلات السودانية، وذلك منذ بدء المعارك في15 إبريل. وقالت طرابلسي في حديث لشبكة “بي بي سي” إن البلاغات “لم تتوقف وهي مستمرة مع مرور كل يوم”.
وأوضحت أن عمليات البحث عن المفقودين المبلغ عنهم مستمرة، لكنها تواجه الكثير من العقبات في السودان، ومن أبرزها استمرار الاقتتال الذي يعيق عمليات التقصي، بالإضافة إلى شح الإمكانيات والموارد الطبية التي تعيق عمليات التعرف على الجثامين أو انتشالها.
هذا وأفادت مصادر طبية بأن مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، عن اشتداد الهجمات التي خلفت مئات القتلى والجرحى، وأدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم والملاجئ التي كانوا لجؤوا إليها خلال الأحداث السابقة.
وأشارت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور في السودان في منشور على موقع فيسبوك إلى “انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة ومغادرتها الولاية لتتحول عاصمة الولاية إلى مدينة أشباح، ليس فيها سوى رائحة الموت”. وأضافت أن الولاية تشهد “أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية، مؤكدة أن هذا يحدث وسط صمت محلي وإقليمي ودولي مريب”.
ولفتت الهيئة إلى أنها رصدت خلال هذه الأحداث عديدا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، منها “قتل المدنيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم، والإخفاء القسري والتصفية الجسدية لنشطاء الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين، وتقييد حركة الأطقم الطبية وإذلالهم بالضرب”.
كما تحدثت الهيئة عن شيوع “قتل كبار السن غير القادرين على حمل السلاح، داخل منازلهم، وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه، ومنع الناس من مغادرة المدينة المنكوبة بالحصار المطبق من كل الجهات، ومنع إمكانية وصول أي مساعدات أهلية من المحليات المجاورة”.
وتحدثت الهيئة عن قتل وإصابة واختطاف أعداد من الكوادر الطبية، بغرض إرغامهم على تقديم الرعاية الطبية تحت التهديد، موضحة أن “ما جرى في رواندا في مثل هذه الأيام عام 1994 يعاد الآن في الجنينة بالكربون، وأن تسامح العالم مع مثل هذه الجرائم سوف يشجع على تكرارها في أماكن أخرى”.