التعاون الإيراني ــــ الروسي والممرات البديلة بين الشمال والجنوب

التعاون الإيراني ــــ الروسي والممرات البديلة بين الشمال والجنوب

د.خالد العزي

تتمتع الجمهورية الإسلامية تتمتع بخبرة واسعة في الحفاظ على إمكاناتها الصناعية وزيادتها في مواجهة العقوبات، وكذلك تفعل روسيا اليوم وتقاوم العقوبات من خلال تطوير ممرات نقل بديلة لتحريك السفن على طول طريق النقل بين الشمال والجنوب، على الرغم من مخاطر الجنوح في قناة الملاحة البحرية في فولغا ــــ قزوين.

لا يكتسب ممر النقل الدولي “بين الشمال والجنوب” الاتفاقات السياسية فحسب، بل يكتسب أيضًا بنية تحتية محددة. حيث تم الاتفاق بين روسيا وإيران على بناء خط طوله 170 كيلومترًا من خطوط السكة الحديدة، الذي لايزال مرتبط  بتطوير الممر الغربي للخط. ووقعت اتفاقية بين شركة الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية ونادي التقارب بين الشمال والجنوب في روسيا، برئاسة ممثل عن رئيس الاتحاد الروسي، لبناء وشراء 20 سفينة. كما اتفق الطرفان على إقامة مشروع مشترك لشراء وبناء السفن وتنظيم نقل البضائع في ممرات العبور بين الشمال والجنوب والشرق والغرب من وإلى جميع الموانئ الروسية، وهناك خطة لتزويد الموانئ بالبضائع باستخدام موارد وقدرات الطرفين للقيام بعمليات النقل وبناء السفن المشتركة.

ووفق تصريح لنائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين على هامش مؤتمر قازان الاقتصادي الدولي الذي انعقد في ايار الماضي  سيجري إنشاء كونسورتيوم دولي بمشاركة سبع دول لتطوير ممر النقل بين الشمال والجنوب، وقد تم بالفعل تسجيل الهيكل القانوني له.

ان روسيا “بحاجة إلى ممر إلى الجنوب للتواصل مع  دول الشرق الأوسط والمحيط الهندي”. لنقل البضائع عن طريق البر والسكك الحديدية عبر كازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وتركمانستان، والاندماج في ممر النقل والاتصالات مع إيران والهند عبر الموانئ في بحر قزوين وعبر السكك الحديدية التي تدور حول  بحر قزوين على كلا الجانبين.

تم التوقيع على اتفاقية حكومية روسية ـــ إيرانية للتعاون لتمويل تصميم وبناء وتوريد سلع وخدمات على مقطع للسكك الحديدية يبلغ طوله حوالي 170 كيلومترًا بين مدينتي (رشت وأستارا) الإيرانيتين السحيلتين،  وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أمله في أن يتم قريبا توقيع اتفاقية بين طهران وباكو بشأن التعاون في تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية وحركة الشحن على طول هذا الطريق، والتي ستربط في نهاية المطاف الموانئ الروسية في بحر البلطيق والبحر الشمالي بالموانئ الإيرانية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والخليج الفارسي والمحيط الهندي.

وبحسب إندريه خوسنولين النائب الأول لرئيس الوزراء أندريه بيلوسوف إن حركة الشحن على طول مركز التجارة الدولية بين الشمال والجنوب ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030، لتصل إلى 45 مليون طن، وفي المستقبل – ما يصل إلى 60-100 مليون طن. وأنه سيتم استثمار إجمالي 280 مليار روبل في تطوير ممر النقل بين الشمال والجنوب. حتى عام 2030.

بعد إغلاق الموانئ الغربية للسفن الروسية بسبب العقوبات، سارت الأمور بنشاط أكبر: تم اتخاذ قرار أساسي بشأن العمل المشترك لروسيا وإيران في هذا الاتجاه.

اذا هناك طريق يمر عبر تركمانستان وأفغانستان وإيران. وتحسين العلاقات مع جورجيا سيجعل من الممكن بناء ممر نقل إلى البحر الأبيض المتوسط. ويوفر طريق باكو ـــــ تبليسي ــــ كارس وصولاً مباشرًا إلى ميناء مرسين في تركيا. ومن هناك، تفتح فرص كبيرة للتجارة مع غرب وشرق إفريقيا.

ولكي تنتقل حاوية من نوفوروسيسك إلى دبي تحتاج الى مدة 45 يومًا، مع مراعاة المرور عبر قناة السويس والبحر الأحمر.  اما الطرق الجديدة فتقصر الطريق إلى أسبوعين، وهو ما سيكون تغييرًا قويًا للغاية في المشهد الطبيعي لنظام النقل العالمي بأكمله.

لقد تميزت روسيا وإيران بكفاءات جادة في بناء السفن. وتم اختبار سفينة الشحن الجاف نيكولاي أورلوف، التي بنيت في نيجني نوفغورود الروسية، حيث كانت تسجل  أول رحلة تجارية لها  وهي تسليم المعادن إلى إيران.  لكن في ايران بعد الموجة الأولى من العقوبات (من 2005 إلى 2010) ، انخفضت إمكانات الأسطول التجاري واشترت إيران في البداية سفنًا مستعملة من الصين وماليزيا، لكن منذ عام 2019 كان هناك برنامج حكومي لبناء السفن، والغرض منه هو بناء ما يصل إلى 200 سفينة من مختلف الأنواع، حيث تقدر تكلفة البرنامج بنحو 300 مليون يورو.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة