شويغو يهدد من استهداف القرم ولافروف للناتو “قاتلوا”
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لمجلس إدارة وزارة الدفاع الروسية في موسكو اليوم، من أن الجيش الأوكراني يخطط لاستهداف شبه جزيرة القرم بصواريخ هيمارس الأميركية وستور شادو البريطانية، مهددا بأن موسكو سترد على ذلك بضرب مراكز صنع القرار في أوكرانيا فورا.
وشدد على أن استخدام هذه الصواريخ خارج منطقة العمليات الخاصة يعني تورط الولايات المتحدة وبريطانيا في النزاع بشكل كامل، موضحا إنه حال تم تنفيذ ذلك المخطط، فإن الجيش الروسي سيستهدف على الفور مراكز صنع القرار في أوكرانيا.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن معارضة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتجميد الصراع في أوكرانيا لا تعني إلا استمرار القتال.
وقال لافروف، اليوم للصحافيين، عقب اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة “معاهدة الأمن الجماعي”: “إذا أعلن الناتو مرة أخرى، من خلال (الأمين العام للحلف ينس) ستولتنبرغ، أنه ضد تجميد الصراع في أوكرانيا، كما يقولون، فهو يريد القتال، حسناً، فليقاتل”.
ومن جانبه، قال شويغو إن القوات الأوكرانية شنت منذ 4 يونيو، 263 هجوما على مواقع روسية، تم صدها جميعا. وأضاف أن كييف تواصل محاولاتها لشن هجمات على محاور جنوب دونيتسك وزاباروجيا باستخدام تشكيلات النخبة التي دربها متخصصون في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
يذكر أن بريطانيا قدمت في مطلع مايو الماضي دفعة من صواريخ “ستور شادو”، التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، إلى كييف التي استهدفت بها عددا من المناطق الروسية، بما فيها مدينة لوغانسك.
وتلقت لندن ضمانات من أوكرانيا بأن هذه الصواريخ ستستخدم فقط في حدود الأراضي الأوكرانية وليست الروسية، وهي نقطة مثار خلاف.
ومن ناحية أخرى، صرح الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على الحوار والاتصالات بشأن أوكرانيا، لكن موقف كييف الحالي لا يوفر أرضية مناسبة للمفاوضات.
وقال بيسكوف للصحافيين، اليوم الثلاثاء، ردا على سؤال حول الجهة التي تبدي موسكو استعدادها للتفاوض معها بعد رفض كييف لاتفاقات اسطنبول: “بوتين منفتح على الحوار ومنفتح على الاتصالات، ودارت محادثة مثمرة للغاية يوم السبت مع الوفد الإفريقي وسيستمر هذا الحوار”.
وتابع بيسكوف أن الجانب الآخر من القضية هو “التأثير المحتمل لمثل هذه المفاوضات”، مضيفا “في الموقف الحالي الذي يتخذه النظام الأوكراني وما حصل قبل ذلك، من غير المرجح الحديث عن أي أرضية مناسبة للمفاوضات”.
ميدانيا، أوضح مدير الاستخبارات الروسية سيرغي ناريشكين، إن القوات الروسية تتصدى حاليا لهجمات مضادة يقودها حلف الناتو وليس الجيش الأوكراني. وقال ناريشكين إن الناتو يستخدم الجنود الأوكرانيين كقوة بشرية لتنفيذ مخططاته العسكرية، وسيلجأ لجنود من شرق أوروبا وألمانيا في مرحلة لاحقة. وأضاف أن بريطانيا تحاول إقناع الدول الأوروبية برفض مسار السلام في أوكرانيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الكتلة العسكرية والدبلوماسية لفريق الرئيس الأوكراني تعمل على تأمين ذخيرة المدفعية والعربات المدرعة بشكل أساسي.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأوكرانية أن كوليبا أكد بدء تحالف الطيران بالعمل، حيث سيباشر قريبا تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات وأجهزة المحاكاة، بالإضافة إلى تدريب الفنيين وتجهيز البنية التحتية اللازمة.
وكانت روسيا شنت هجوما جويا واسعا طوال ليل الاثنين، وحتى صباح اليوم الثلاثاء، على أوكرانيا استهدف العاصمة ومدنا من الشرق إلى الغرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن أنظمتها للدفاع الجوي أسقطت 28 من أصل 30 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا.
هذا وقُتل عامل إنقاذ اليوم، وأصيب 8 آخرون في ضربة روسية على خيرسون في جنوب أوكرانيا، على ما أعلن وزير الداخلية إيغور كليمنكو، نقلا عن فرانس برس.
وقال الوزير على تليغرام: “قتيل و8 جرحى (من بين) عمال إنقاذ في خيرسون، والجرحى يخضعون لرعاية عاجلة”.
وبحسب النيابة العامة التي أكّدت هذه الحصيلة في بيان: “تعرّضت مجموعة عمال الإنقاذ لنيران روسية أثناء عملها على إزالة تبعات السيول” الناجمة عن تدمير سد في المنطقة مطلع حزيران/يونيو.
وشهدت مدينة خيرسون وبعض البلدات المحيطة بها، الواقعة على مسافة 70 كيلومترا في اتجاه مصب هذا السد على نهر دنيبرو، ارتفاع مستوى المياه لأمتار عدة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا على الأقل في المناطق التي تسيطر عليها كييف ودفع آلاف المدنيين إلى الفرار من المنطقة.
ولمواجهة ذلك، أرسلت السلطات أيضا مئات عناصر الإنقاذ إلى مكان الحادث. وتقول السلطات الأوكرانية إن المياه تواصل الانحسار منذ ذلك الحين.
وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بتدمير سد كاخوفكا، وهو بنية تحتية رئيسية تزود المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
في المواقف، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن تهديد نظيره الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية “حقيقي”، وقال بايدن لمجموعة من المتبرعين في كاليفورنيا أمس الاثنين “عندما كنت هنا قبل نحو عامين أقول إنني قلق من جفاف نهر كولورادو، نظر إلي الجميع وكأنني مجنون”.
وأضاف: “ونظروا إليّ النظرة نفسها عندما قلت إنني قلق بشأن استخدام بوتين أسلحة نووية تكتيكية.. هذا حقيقي”.
وجاء التحذير الذي صدر عن بايدن بشأن التهديد الروسي بعد أيام من تنديده بنشر روسيا مثل هذه الأسلحة في بيلاروسيا، حيث وصف بايدن يوم السبت الماضي إعلان بوتين أن روسيا نشرت أول أسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروسيا بأنه “تصرف غير مسؤول تماما”.
وكان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قال الأسبوع الماضي إن بلاده بدأت تتسلم الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، التي قال إن بعضها أقوى 3 مرات من القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في العام 1945.