إيران في الطريق الى الشرق .. أوزبكستان على الأجندة
خالد العزي
قام رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف بزيارة إلى إيران لمدة يوم واحد بتاريخ 19\6\2023 . وكان الموضوع الرئيسي للمحادثات على أعلى مستوى، مناقشة التعاون في قطاع النقل والاتصالات.اذ ستحصل أوزبكستان على منفذ مباشر إلى ميناء تشابهار على بحر العرب.
من المهم بالنسبة لطهران تنفيذ مشاريع مشتركة في آسيا الوسطى في مختلف المجالات ، بما في ذلك التكنولوجيا والعلوم. وقد يتسبب ذلك في تضارب مصالح بين طهران وأنقرة اللتين تتعاملان بشكل وثيق مع دول آسيا الوسطى ولا ترغبان في رؤية منافس جاد في هذا المجال.
لا شك بان الطموحات الايرانية واضحة بايجاد هوامش لها للتحرك في دول الجوار وخاصة بالوصول الى بناء علاقات متينة مع دول آسيا الوسطى و لتفعيلها على قاعدة المصالح والاستفادة الايرانية .
التقارب من دول آسيا الوسطى يهدف الى بناء علاقات سياسية واقتصادية وتامين هوامش للتحرك الايراني في هذه الدول بظل العقوبات المفروضة عليها من الغرب لكن الأهم بالنسبة لايران تعزيز تحالفات ضد أفغانستان الدولة التي باتت تشكل تهديدا واضحا لايران وخاصة بعد اندلاع الاشتباكات الحدودية الاخيرة منذ شهرين بسبب منع نهر هلمند من الوصول الى ايران .
لذا اعتبرت هذه الزيارة الى ايران الاولى منذ 20 عاما بالمهمة لتعزيز العلاقات الاوزبكية ــــ الايرانية وفي المنطقة ككل.
إيران تنشط بشكل واضح في دول آسيا الوسطى حيث اصبح ملحوظا بعد زيارة ابراهيم رئيسي الى سمرقند ومشاركته في محادثات قمة شنغهاي للتعاون واجرائه محادثات مع رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف ، وقادة دول أخرى في المنطقة.
وخلال المحادثات التي جرت في إيران ، حلل رئيسا البلدين مسار الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق وناقشوا العديد من القضايا الرئيسية، بما فيها مواقف طهران وطشقند بشأن التسوية الأفغانية. وتوصل الجانبان إلى نتيجة مفادها أن لديهما وجهات نظر متشابهة حول المشكلة، الأمر الذي يشكل الأساس للتعاون بين البلدين في هذا المجال.
وضع ميرزيوييف ورئيسي هدفًا لحكومتيهما لزيادة التجارة من 435 مليون دولار حاليًا إلى 3 مليارات دولار. ويشير الخبراء أن هذا الرقم ليس مرتفعًا جدًا ، فقد تمكنت إيران من أن تصبح أحدى الاقتصاديات الرئيسية في الشرق الأوسط على مدار 40 عامًا من العقوبات ويمكنها مشاركة تقنياتها مع جيرانها.
كذلك التقى شوكت ميرزيوييف مع المرشد الروحي الأعلى آية الله علي خامنئي ، الذي أشار إلى أن إيران ستفتح منفذًا مباشرًا إلى ميناء تشابهار على بحر العرب لأوزبكستان. وأن ميناء تشابهار الإيراني يمكن أن يصبح نقطة رئيسية في الممر بين الشمال والجنوب. وتتوافق مصالح الطرفين في هذا الاتجاه.
وتنفذ إيران حاليا مفهوم “الطريق إلى الشرق” الذي يهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية مع آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان. وفي هذا السياق ، تسعى بنشاط إلى توسيع وجودها الاقتصادي في آسيا الوسطى. وتهتم طشقند أيضًا بتطوير ممرات النقل المؤدية إلى الموانئ على المحيط الهندي وفتح الطريق أمام دول جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.فإن تنفيذ مشاريع النقل والاتصالات يساهم في تقارب المواقف بين البلدين”.
ويتمتع ميناء تشابهار بإمكانيات هائلة، لذلك عرضت طهران على طشقند التعاون المشترك النشط في تطويره. ومع ذلك، هناك بعض المشكلات التي يجب معالجتها من أجل فتح الإمكانات الكاملة لهذا المنفذ. بادئ ذي بدء ، من الضروري استكمال بناء خط سكة حديد تشابهار – زاكيدان من أجل ربط ميناء تشابوهار ببقية شبكة السكك الحديدية الإيرانية، القائمة والمخطط لها. في إطار التعاون في مجال النقل والعبور، من الضروري أيضًا زيادة قدرة معبر تيجين – سراخس الحدودي.
ان فتح هذه العلاقات لايران على مصراعيها في منطقة آسيا الوسطى قد يشكل نقطة انزعاج لتركيا التي ترى بان إيران باتت تتخطى حدودها والذهاب بعيدا في هذه المناطق بالإضافة الى الإنزعاج الروسي الضمني والصيني سيكون الإنزعاج الأميركي الذي سيعمل على تقويض هذه العلاقات بين إيران وهذه الدول وسيعمل على إعاقته.
Visited 7 times, 1 visit(s) today