وساطة بيلاروسيا تنهي تمرد قائد “فاغنر”
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
انتهى العصيان وعادت قوات مجموعة فاغنر العسكرية من جنوبي روسيا، إلى معسكراتها بعدما أوقفت زحفها إلى موسكو بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وذلك بعد 24 ساعة على التمرد الذي قاده وقائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين وقواته بدءا من مدينة روستوف (550 كيلومترا جنوب موسكو)، التي غادرتها هذه بموجب الاتفاق الذي توسط فيه لوكاشينكو، ونص على إنهاء التمرد مقابل ضمانات أمنية لقائد فاغنر ومقاتليه.
وشملت الضمانات إسقاط تهم التمرد عن بريغوجين وأفراد مجموعته، والسماح لقائد فاغنر باللجوء إلى بيلاروسيا.
وكان بريغوجين أعلن أن قواته ستعود إلى معسكراتها بعدما اقتربت من موسكو 200 كيلومتر، مؤكدا أن القرار اتخذ “حقنا للدماء الروسية”.
وأكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على الوساطة التي قام بها الرئيس البيلاروسي والتي وضعت حدا لتمرد شكّل أكبر تحد لبوتين منذ وصوله للسلطة عام 1999. وقال بيسكوف إنه لا علم له بأي تغييرات بشأن ثقة الرئيس فلاديمير بوتين بوزير الدفاع سيرغي شويغو، نافيا أن تكون المفاوضات مع بريغوجين تضمنت بحث إقالة مسؤولين بوزارة الدفاع الروسية.
وكان بيسكوف كشف في تصريحات صحافية أبرز نقاط الاتفاق بين الرئيسين بوتين ولوكاشينكو، ومنها:
– بعض مقاتلي “فاغنر” ممّن رفضوا منذ البداية الانخراط في “حملة” بريغوجين، ستتاح أمامهم إمكانية الانضمام لصفوف القوات المسلحة الروسية والتعاقد مع وزارة الدفاع.
– لن يخضع هؤلاء لأي ملاحقة قانونية.
– عودة قوات شركة “فاغنر” إلى معسكراتها.
–الجزء الذي لا يرغب في العودة إلى المقار والمعسكرات يوقع اتفاقيات مع وزارة الدفاع الروسية.
ـــ إغلاق القضية الجنائية بحق بريغوجين ومغادرته إلى بيلاروسيا.
ولفت بيسكوف إلى أن الوساطة “كانت مبادرة شخصية من رئيس بيلاروسيا”. وأضاف أن جهود لوكاشينكو، جاءت من منطلق تجنب إراقة الدماء والمواجهة الداخلية. وأكد بأن ما حدث يؤثّر بأي حال من الأحوال على مسار العملية العسكرية في أوكرانيا، مشددا على أنّ القوات الروسية تواصل بنجاح صد الهجوم الأوكراني المضاد.
وبالفعل على الأثر أوقف بريغوجين تقدم قواته نحو موسكو السبت، ما أبعد روسيا عن أخطر أزمة أمنية منذ عقود.
ولفت إلى أن حقن الدماء بالنسبة لروسيا أهم من معاقبة التمرد، وأنه سيتم إلغاء حالة مكافحة الإرهاب في أقرب وقت.
وأثار التقدم السريع لقوات فاغنر باتجاه موسكو وعدم المقاومة من قبل الجيش الروسي تساؤلات عن مدى إحكام بوتين قبضته على السلطة.
ونشرت مواقع روسية صورا للحظة مغادرة بريغوجين مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بمدينة روستوف، التي سيطر عليها مقاتلوه صباح أمس السبت.
وأكدت وكالة إنترفاكس أن قوات فاغنر غادرت مع جميع آلياتها بشكل كامل مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف القريبة من مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا).
وكان مقاتلو فاغنر توغلوا باتجاه روستوف من منطقة دونيتسك، حيث يقاتلون في الصفوف الأمامية ضد القوات الأوكرانية. ووفقا لمواقع روسية، فإن 5 آلاف مقاتل من فاغنر كانوا في طريقهم إلى موسكو قبل أن يعلن بريغوجين وقف تقدم قواته وإعادتها لمواقعها السابقة.
وسيطرت قوات فاغنر على المنشآت العسكرية في روستوف، التي تعد مركزا للعمليات الروسية في أوكرانيا، وكذلك في مقاطعة فورونيغ، وبدا أنها تتقدم إلى موسكو من دون مقاومة كبيرة، رغم تعرضها لضربة جوية قرب فورونيغ.
وكان بريغوجين أطلق على تمرد قواته “مسيرة العدالة”، وقال إنها كانت تستهدف القادة العسكريين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع سيرغي شويغو وقائد هيئة الأركان فاليري غيراسيموف. ويتهم قائد فاغنر القادة العسكريين بالفساد وعدم الكفاءة، ويحملهم مسؤولية تعثر الهجوم الروسي في أوكرانيا.
في هذه الأثناء، ذكرت الوكالة الاتحادية للطرق في روسيا أن القيود المفروضة على حركة المرور على طريق إم-4 السريع الرئيسي في منطقتي موسكو وتولا مستمرةٌ اليوم الأحد.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن نقلت وكالة تاس أنه تم رفع كافة القيود التي سبق فرضها على الطرق السريعة في روسيا. ولإبطاء زحف قوات فاغنر باتجاه موسكو أمس السبت، كسرت السلطات أجزاء من طريق إم-4 الذي يربط العاصمة الروسية بالمقاطعات الجنوبية.
واتخذت إجراءات أمنية مشددة في موسكو شملت نشر نحو 3 آلاف جندي شيشاني تم استقدامهم من أوكرانيا.
ورغم انتهاء التمرد، فإن سلطات موسكو أبقت على يوم الاثنين عطلة رسمية، بينما بدأت بعض المقاطعات الروسية جنوب موسكو رفع الإجراءات الأمنية تدريجيا.