فرنسا: تراجع أعمال الشغب وصورة مزيفة لنائل تشعل مواقع التواصل
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تراجعت أعمال الشغب والاشتباكات بين الشرطة والمحتجين ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد ثمانية أيام من الاحتجاجات على مقتل الفتى نائل برصاص شرطي بضاحية نانتير في غرب باريس أثناء تفتيش مروري.
وفي أحدث حصيلة نشرتها وزارة الداخلية فإن 3625 شخصا أوقفوا بينهم 1124 قاصرا، منذ بدء الأزمة. ومن بين هؤلاء، مثل 990 شخصا أمام القضاء وسجن 380 منهم.
كما أعلنت وزارة الداخلية توقيف 16 شخصا بينهم سبعة في باريس وضواحيها، بينما تضررت ثمانية أبنية. وأشارت الوزارة إلى رصد 202 حريق في سلال مهملات ومنشآت أخرى في الشوارع، بالإضافة إلى إضرام النار في 159 مركبة. وتعرضت أربعة مراكز تابعة للشرطة الوطنية والدرك او الشرطة البلدية لهجمات من دون وقوع إصابات. وتم حشد نحو 45 ألف شرطي الليلة الماضية. ولم يتعرض أي منهم لإصابات.
وكانت فرنسا شهدت أعمال شغب ونهب وسرقة وتخريب وإضرام نيران، إثر مقتل الشاب نائل م. وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد.
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس أن “ذروة” هذه الأعمال قد مرت مع اعتماده “الحذر الشديد” بعدما شهدت فرنسا سبع ليال متتالية من أعمال شغب أوقعت أضرارا جسيمة.
وتَلقى موجة العنف والشغب وغضب الشباب من أبناء الأحياء الشعبية متابعة في الخارج، ورأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سببها “الماضي الاستعماري” لفرنسا و”العنصرية المؤسسية” فيها.
وندد رئيس مؤتمر السلطات المحلية والجهوية التابع لمجلس أوروبا ليندرت فيربيك الإثنين بـ”تكثيف أعمال العنف والاعتداءات والتهديدات وتزايدها” ضدّ مسؤولي البلديات في الأيام الأخيرة في فرنسا.
على صعيد آخر، أكدت وزيرة الرياضة أميلي أوديا-كاستيرا الإثنين تعزيز “أمن البنى التحتية” لدورة الألعاب الأولمبية 2024 التي تستضيفها باريس “بصورة طفيفة”، فيما أبدت بلدية باريس “قلقها” حيال أعمال العنف، مؤكدة في المقابل أنه ليست لديها “مخاوف” بشأن تبعات محتملة على الألعاب الأولمبية.
من جهة أخرى، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشاب يحمل السلاح زعم ناشروها أنها تظهر الفتى نائل الذي أشعل مقتله أعمال الشغب في عدة مناطق فرنسية.
وأرشدت خدمة فرانس برس لتقصي الحقائق التفتيش عن الصورة أنها غير حقيقية ومنشورة في مواقع إلكترونية فلسطينية وإسرائيلية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في 21 يونيو 2023. وجاء في التعليقات المرافقة أنها تعود لفتى فلسطيني يدعى، أشرف السعدي من حركة الجهاد الإسلامي قتل بضربة إسرائيلية الشهر الماضي.
وكانت إسرائيل قد أعلنت بالفعل آنذاك أنها قتلت ثلاثة فلسطينيين قالت إنهم من “خلية إرهابية” في ضربة بطائرة مسيرة بالقرب من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
وظهرت الصورة المزيفة للفتى نائل يحمل بندقية حربية يقف خلف متراس، وجاء في التعليق المرافق “هذا هو الشاب نائل الجزائري الذي تحرق من أجله فرنسا”. وجاء في تعليقات أخرى “إحراق فرنسا لأجل الشاب الجزائري الفرنسي نائل الذي خالف القوانين الفرنسية ورفض الوقوف على حاجز الجيش والمتهم بعدة جرائم”.
الى ذلك، أفادت السلطات الفرنسية أن سجل نائل الجنائي خال من السوابق، لكنه واجه سابقا بعض المشاكل مع سلطات إنفاذ القانون لرفضه الانصياع، وفق ما ذكر المدعي العام في نانتير الذي قال إنه كان سيمثل أمام محكمة الأحداث في سبتمبر.