قصة قصيرة: فرحة لم تكتمل…
لحسن أوزين
يوم حزين…
كان من المنتظر اليوم أن يضع أحد أصدقائي حدا لحياته، لكن في اللحظات الأخير، تراجع بجبن فظيع. و لا أعرف الأسباب والمسوغات التي جعلته يتراجع ويتخلى بخوف عن قراره الجميل، عن هذا الفعل والحدث العظيم.
فقد كلف نفسه مشقة الاتصال بي في هذا الصباح الباكر الحزين، ليشبعني سبا وشتما، مرفقا بالكثير من الكلام البذيء والمقرف…
بالأمس زارني، وهو يخبرني أنه اتخذ قرار الانتحار شنقا في غرفته. وقال بالحرف الواحد:
لم يعد هناك ما يعجبني، أيامي مشبعة بالألم والقلق الدفين، لا أحد يحبني…
واستفاض في الحديث الى أن أخبرني، بهذا القرار المتميز. مؤكدا لي بإلحاح أنه ترك رسالة على المكتب لصديقته، أو حبيبته سلمى. وطلب مني بعد يوم من ساعة النهاية والوداع الأخير، أن أتصل بكل أفراد عائلته، خاصة الوالدين ، دون أن أنسى أقرباءه وأصدقاءه…
عندها قلت له:
لم كل هذا الإزعاج للأخرين، سأتكلف بكل الإجراءات المرتبطة بنقل الجثة والدفن، وليس مهما، أن أخبر كل هؤلاء تفاديا للزيف الاجتماعي المرافق عادة للموت والحداد.
واقترحت عليه ألا ينتحر شنقا، بل من الأفضل أن يذهب إلى البحر، فيستسلم للموج الرحيم، وهو يهدهده في المياه الرحبة المضيافة، الى أن يضيع في أعماقه، منتظرا نهايته السعيدة والرائعة، وهو يجرب ويعيش موتا لم يجرؤ أي إنسان على التفكير فيه، منتصرا على رعب الحياة وفظاعتها. عوض الشنق البئيس في غرفة عدوانية ومعزولة عن العالم. أغرم كثيرا بالاقتراح وغادر مفعما بالبهجة والغبطة الكبيرة…
في هذا الصباح المؤلم صدمني كلامه وهو يقول لي بالحرف الواحد:
أنت إنسان بشع وحقير ومسكون بالحقد والكراهية، كنت تنتظر نهايتي بفرح كبير . لهذا سأخيب ظنك وغدرك، أيها الوغد الوضيع والنتن، وسأعريك للأصدقاء، كاشفا عن حقيقتك القذرة، والمقززة…