اليوم21 للحرب: استعدادات دفاعية في كييف وبوتين وزيلنسيكي على مواقفهما
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
أنهت الحرب الروسية في أوكرانيا اسبوعها الثالث، إذ واصل الجيش الروسي عملياته العسكرية من مختلف المحاور والجبهات، خصوصا في كييف. حيث دوت صفارات الإنذار منذ الصباح وسقطت صواريخ، وسط تأكيد القائد العام للجيش الأوكراني أن الدفاع عن العاصمة مهمة إستراتيجية.
وفي ماريوبول الإستراتيجية المطلة على الساحل الشمالي لبحر آزوف جنوب شرقي أوكرانيا، قالت سلطات المدينة إن البحرية الروسية تشارك في القصف وسط استمرار عمليات إجلاء المدنيين خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن العسكريين الروس سيقومون بتسليم الذخيرة والأسلحة النارية من مستودعات القوات الأوكرانية في منطقة خيرسون، إلى الشرطة الشعبية لجمهويتي دونيتسك ولوغانسك الإنفصاليتين. وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن “القوات الروسية في منطقة خيرسون سيطرت على مستودع كبير للصواريخ وأسلحة المدفعية.
وعشية اقتراب الوحدات الروسية غادر الجنود الأوكرانيون مواقعهم ومستودعاتهم على عجل”، وأن “العسكريين الروس عثروا في المنشأة العسكرية الأوكرانية خلال عملية تفتيشه على عدة حظائر ومخازن تحت الأرض، وفيها الأسلحة النارية والذخيرة.
ووفقا للتقييمات التمهيدية يوجد في هذه المستودعات أكثر من 10000 صندوق مع قنابل يدوية من طراز “F-1″، ومئات الصناديق مع طلقات لقاذفات القنابل اليدوية المضادة للدبابات، والآلاف من صناديق الذخيرة للأسلحة النارية”. من جهته، أشار رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، إلى أن أكثر من 20 ألف متطوع بمن فيهم من الولايات المتحدة مستعدون للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة في دونباس. ولفت في حديث تلفزيوني، إلى “أننا الآن نحقق تقدمًا بدعم عسكري من روسيا “.
وأكد بوشيلين، أن قائمة الدول التي يقترح المتطوعون منها دعمهم لدونباس، واسعة، مشيرًا إلى أن عملية التحرير في دونباس ستنتهي في المستقبل القريب، الأمر الذي ستليه إعادة الأعمار. وشدد على أن مساحة أراضي جمهورية دونيتسك ليست صغيرة وفق معايير الدول الأوروبية، بالإضافة إلى أن الجمهورية لديها منفذ إلى البحر.
وعلى الجانب السياسي، رفضت أوكرانيا مقترحا لتحولها إلى دولة محايدة على غرار النمسا أو السويد، ويأتي ذلك ردا على تصريحات الكرملين بأن من شأن الاتفاق على هذه الصيغة أن يكون حلا وسطا لإنهاء الصراع. وتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – بكلمة عبر الفيديو إلى الكونغرس الأميركي- طالب فيها برد عالمي لوقف ما أسماه الرعب الروسي وفرض عقوبات جديدة على موسكو لإيقاف الآلة الحربية الروسية، مقترحا فرض واشنطن عقوبات على كافة الساسة في روسيا. وأشار إلى أن روسيا أطلقت نحو 1000 صاروخ لقتل الشعب الأوكراني، وإن ما أسماه “الإرهاب الروسي” لم تشهده أوروبا منذ 80 عاما. واتهم روسيا بأنها لم تهاجم بلادنا فحسب بل شنت اعتداء ضد القيم الإنسانية، مؤكدا أن كييف تواجه الصواريخ والضربات الجوية الروسية كل يوم.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم عن تقديم “مساعدة أمنية” جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار بعد وقت قصير على إلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة أمام الكونغرس. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن الإعلان يرفع “إجمالي (المساعدات) التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي فقط إلى مليار دولار”. وأشار المسؤول الى أن الولايات المتحدة قدمت العام الماضي لأوكرانيا أكثر من 600 صاروخ ستينغر ونحو 2,600 صاروخ جافلين مضاد للدروع، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من أنظمة الرادار والمروحيات وقاذفات القنابل والمدافع والذخائر. وباتت مناشدات زيلينسكي طلبا للمساعدة في الدفاع عن بلاده أمام الحرب الروسية يائسة للغاية، وهو حض واشنطن والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشكل مستمر للحصول على طائرات مقاتلة إضافة الى طلبه فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا.
واستبعد بايدن فرض منطقة حظر جوي، محذرا من أن ذلك سيجر إلى مواجهة كارثية مع روسيا النووية.
من جهته، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّه “تم تصنيع مواد أولية للأسلحة البيولوجية قرب حدودنا، وهم يحاولون إزالة كل آثار البرامج البيولوجية”، موضحًا أنه “يمكن أن يحصل النظام النازي في أوكرانيا على أسلحة دمار شامل، لذلك بدأنا عمليتنا العسكرية الخاصة”، مشيرًا إلى “أننا اضطررنا لبدء العملية الخاصة في أوكرانيا، ليس لاحتلالها، وإنما لمساعدة سكان الدونباس”.
وقال أنّ “هدف الدول الغربية بتحويل أوكرانيا لدولة معادية لنا، ما زال في ذهن نظام كييف، عبر عملياته الإجرامية”، معلنًا “أننا سنحقق كل أهداف عمليتنا الخاصة في أوكرانيا، ومستعدون للمحادثات”، موضحًا “أننا لن نتخلى عن حيادية أوكرانيا ونزع سلاحها والقضاء على النازية هناك”.
ورأى بوتين، أنّ “الغرب يحاول زعزعة النظام الاقتصادي العالمي”، موضحًا أنّ “الغرب يدفع أوكرانيا لمواصلة سفك الدماء، من خلال تزويدها بالسلاح”، مشيرًا إلى أنّ “الشركات الروسية تتعرض لضغط كبير من الولايات المتحدة والغرب”، مؤكدًا “أننا سنرد بالتأكيد على حزمة العقوبات الغربية الجديدة علينا”. وأعلن “أننا عرضنا على كييف، قبل العملية سحب القوات من دونباس، لكنهم رفضوا”، مشددًا على “اننا لن نرضخ ولن نركع ولن نعيش برؤوس مطأطأة”، مؤكدًا أنّ “الغرب فشل في حربه الاقتصادية الخاطفة، ضد روسيا”، موضحًا “أنني سأوقع مرسومًا يمنح صلاحيات أوسع لرؤساء الأقاليم، لمساعدة المواطنين اقتصاديا”.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى “أننا نشدد على ضرورة نزع السلاح، لكي تتمكن جميع فئات الشعب الأوكراني من العيش بسلام”، موضحًا أنّ “هدفنا في أوكرانيا، هو حماية مواطنينا في دونباس من أوكرانيا، ونزع سلاح الدولة”. وأشار إلى “أننا نثمّن نهج أنقرة البراغماتي والمتوازن، إزاء أوكرانيا، وعدم انضمامها للعقوبات الغربية ضد روسيا”، ومؤكدًا أنّ “لا عائق أمام عقد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، شرط ألا يكون لقاء لأجل اللقاء”.
كما طالبت محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، روسيا إلى وقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وذلك خلال نظرها في الشكوى التي رفعتها أوكرانيا ضد روسيا. وأكدت أن روسيا، تقتل في شكل متعمد أفرادًا يحملون الجنسية الاوكرانية، وتتعرض لسلامتهم الجسدية في شكل خطر”.
من جهته، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، “بشجاعة الأوكرانيين، ووقوفهم في وجه الغزو الروسي”، موضحًا “أنّنا بحثنا تعزيز قدراتنا الدفاعية، ودفاعاتنا الجوية والبحرية، في شرق أوروبا”. ولفت، خلال مؤتمر صحفي، من بروكسل، إلى أنّ “الحلفاء متحدون في دعم أوكرانيا، للدفاع عن أراضيها”، مشيرًا إلى أنّ “أوكرانيا دولة حرّة، ذات سيادة ونحترم قرار حكومتها، بشأن الانضمام إلى الحلف”، مشددًا على أنّ “ندعم كل الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي”، معتبرًا أنّ “نطالب روسيا بالمشاركة، بحسن نية في المفاوضات مع أوكرانيا”، معلنًا أنّ “الحلف الأطلسي، سينشر مزيدًا من القوات في جناحه الشرق”.
إلى ذلك، أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصادر في المحادثات، إلى أن أوكرانيا وروسيا تحرزان تقدما في بحث خطة سلام مؤقتة من 15 نقطة، لافتةً إلى أن الخطة تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب روسيا إذا أعلنت أوكرانيا الحياد. وذكرت الصحيفة أن الخطة تشمل تخلي كييف عن الانضمام للناتو والتعهد بعدم استضافة قواعد عسكرية أجنبية. ووسعت الحكومة السويسرية، قائمة عقوباتها المفروضة على روسيا في الأسابيع الأخيرة على خلفية الأحداث في أوكرانيا. وجاء في بيان صدر عن المجلس الفدرالي السويسري ونشر على موقعه الرسمي، أن وزير الاقتصاد، غي بارميلين، أدرج في 16 آذار الجاري أسماء “أكثر من 200 شخصية وكيانا على قائمة العقوبات السويسرية بسبب الانتهاكات الجدية للقوانين الدولية من قبل روسيا في أوكرانيا”، مشيرا إلى أنه “بذلك أصبحت قائمة العقوبات السويسرية تتفق بالكامل مع قائمة العقوبات للاتحاد الأوروبي”. وتشمل العقوبات السويسرية الجديدة بما في ذلك المدير العام للقناة الروسية الأولى، قسطنطين إيرنست، والسيناتور الروسي، سليمان كريموف، وتيغران خودافيرديان الذي يغادر مجلس المدراء لشركة “.Yandex N.V” ومناصبه الأخرى في فروع الشركة في هولندا.