تظاهرات السويداء مستمرة والحشود تزداد .. غصبا عنك يا بشار لح نحصل عالحرية
السؤال الآن ــــ متابعات
شهد وسط مدينة السويداء اليوم تظاهرة كبيرة احتشد فيها مواطنين سوريين بالآلاف توافدوا إلى ساحة الكرامة، ورفعوا شعارات مطالبة بالتغيير وتنفيذ القرار2254 الذي وضع خريطة طريق لعملية سلام في سوريا تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات، ومن هذه الشعارات “تحيا سوريا ويسقط بشار الاسد”، وهتفوا بملء الحناجر “نحنا بدنا حرية “.. و”غصب عنك يا بشار رح نحصل ع الحرية”.
وافاد مراسلون ان وفودا من مختلف قرى وبلدات المحافظة، شاركت على الرغم من مواجهة المحتجين في بعض القرى صعوبات في الوصول إلى الساحة، حيث امتنعت وسائل النقل العامة عن نقل الوفود، في بلدة ملح وبعض قرى الريف الشرقي.
وشارك بعض الناشطين من محافظة درعا في المظاهرة، كما شارك وفد من عشائر السويداء، في مشهد أكد التلاحم الوطني بين المكونات السوريّة المختلفة، بحسب موقع “السويداء 24”.
واليوم هو اليوم العشرون على التوالي، لهذا الحراك الشعبي في محافظة السويداء، حيث تابع المحتجون تجمعهم كموعد اسبوعي للتظاهرات الحاشدة، على أن يستمر الحراك في باقي أيام الاسبوع بمظاهرات متفرقة.
ورفعت في التظاهرة شعارات من بينها لافتة كتب عليها: “لا فرصة ثانية لمن جعل جيشنا يبيع الخبز اليابس.. وخطوة وحدة وبترجع خبطة قدمكم عالأرض هدّارة”.
وقام محتجون بإغلاق مبنى اتحاد الفلاحين بالحديد والنار، وأزلوا صور بشار الأسد عن واجهة المبنى، واكد احد المحتجين “لن يتم إعادة فتحه حتى يأخذ الاتحاد دوره المفترض في الدفاع عن حقوق الفلاحين”.
ولوحظ ان خيولا عربية أصيلة كانت حاضرة في قلب ساحة الكرامة، خلال التظاهرة الشعبية المطالبة بالتغيير السياسي، وإسقاط نظام الأسد.
من جهة ثانية، توقع تقرير نشرته المعلى موقعها الإلكتروني أن تستمر الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء السورية حتى يتغير نظام الرئيس بشار الأسد.
وجاء في التقرير أن النظام السوري تبنى سياسات اقتصادية “فاشلة”، وعجز عن تأمين احتياجات مواطنيه. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الشعب السوري أن النظام الحاكم غير مهتم بإنفاذ حل سياسي يفضي إلى واقع جديد للسوريين، “واقع يسمح بإعادة الإعمار ورفع العقوبات. وتعززت هذه القناعة بعدما تبين أن النظام يمنح عقودا تتيح لروسيا وإيران الوصول إلى موارد البلاد، في حين أن الشعب السوري يعاني.
ووفقا للتقرير فإن نظام الأسد والطبقة الحاكمة “غارقون في الأموال المنهوبة من الشعب من خلال شبكة عميقة من الفساد، الذي زاد طينه بلة تدمير البنى التحتية منذ اندلاع القمع العسكري الشديد في 2011“.
وأعاد التقرير إلى الأذهان ممارسات النظام تجاه شعبه، مشيرا بوجه خاص إلى تهجيره ما يقرب من نصف سكان البلاد، وقتله مئات الآلاف، واعتقاله أكثر من 100 ألف.
وأوضح أن انتفاضة السويداء التي ظلت تحت سيطرة الحكومة طوال سنوات ما بعد الثورة قوبلت بتحريض من إعلام النظام على أهالي المحافظة، واتهامهم بالخيانة والتربح، “واستخدم النظام هذا التحريض على المتظاهرين لغرس الفرقة بين السوريين، وخلق ذريعة لاعتقالهم وربما الاعتداء عليهم مستقبلا”.
وبحسب التقرير، يخشى أهالي السويداء من أن يستخدم النظام المليشيات أو الجماعات التابعة له مثل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني لقمع حركة الاحتجاجات مثلما فعلت سابقا في محافظات أخرى.
وتأتي الاحتجاجات الحالية في السويداء في مرحلة حساسة وحرجة بعد أن تبددت آمال السوريين في الغرب والدول العربية في إيجاد مخرج من الأزمة، بحيث من الواضح أن الأسد لم يبد اهتماما بالانخراط في المبادرة العربية أو أي حل سياسي، على الرغم من تطبيع علاقاته مع دول عربية مايو/أيار الماضي.
ولم يتخذ النظام أي خطوات لبناء الثقة، ولم يكترث لتداعيات قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولم يلتزم بالعملية السياسية. بل على العكس من ذلك -في مقابلته الأخيرة مع سكاي نيوز عربية في التاسع من أغسطس/آب- بدا الأسد غير مبال بالسياسات المتهورة التي أدت بالبلاد إلى التفكك والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
ويرى التقرير أن “الدول العربية تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية لإعادة النظر في حساباتها، “كما عليها أن تتذكر أن دعم النظام السوري لن يجلب استقرارا للمنطقة، بل بالعكس ستستمر الأزمة وسيدفع الشعب السوري الثمن من دمه ورزقه”.
وانتقد المجلس الأميركي المجتمع الدولي وحمّله مسؤولية الوضع الراهن في سوريا، لافتا إلى أنه لم يتعامل بجدية مع جرائم النظام، ولم ينجح في فرض حل سياسي أو وضع قرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ.
واعتبر الاحتجاجات “آخر بارقة أمل” للشعب السوري، و”اختبارا أخلاقيا للعالم”.