نقص الموظفين في بيلاروسيا .. وإستقدام العمالة لا يحل مشكلة الهجرة
د.خالد العزي
تم تسجيل عدد قياسي من الوظائف الشاغرة في بيلاروسيا، بات مطلوبا أكثر من 133 ألف عامل في مختلف التخصصات في جميع أنحاء البلاد. يعتقد المسؤولون أن هذا ناتج للنمو الاقتصادي، ويفكرون في إمكانية حل المشكلة عن طريق جذب العمالة من الخارج. والاقتصاديون المستقلون واثقون من أن هذا نتيجة للهجرة الجماعية للأشخاص في سن العمل. وهم يرون أن الزيادة الأخيرة في الأجور لن تنقذ الوضع، بل ستؤدي فقط إلى التضخم.
في بيلاروسيا، يتزايد النقص في العمال بشكل واضح من شهر لآخر. حيث دخلت البلاد برقم قياسي آخر. ووفقا للبيانات المنشورة في بنك الوظائف الشاغرة الوطني، هناك حاجة حاليا إلى أكثر من 133 ألف عامل في بيلاروسيا. كما يتم الاعتراف بالنقص في الموظفين على المستوى الحكومي. ويفسرون ذلك بنمو الإنتاج، على الرغم من ضغوط العقوبات. يتم البحث عن حل للمشكلة في الجذب النشط للأجانب إلى سوق العمل البيلاروس، وتعتبر السلطات ذلك نتيجة للنمو الاقتصادي، وخبراء مستقلون – نتيجة للهجرة الجماعية التي بات تسيطر على الشعب البيلاروسي وخاصة بعد انتخابات 2020، حيث بات الشعب البيلاروسي يعتبر بان الخروج من بيلاروسيا افضل من البقاء فيها بظل النظام الحالي الذي يفرض نوع من الأحكام العرفية على المعارضين بالوقت الذي اصبح الشعب البيلاروسي معارض وخاصة جيل الشباب، وبالمناسبة الغرب يعلم بان استنزاف بيلاروسيا ديموغرافيا من خلال فتح الهجرة للأدمغة ستنعكس سلبيا على اليد العاملة وخاصة بظل الحصار والعقوبات المفروضة من الغرب حيث باتت رغبة الادمغة البحث عن طرق للهجرة .
وفي اجتماع لمنتدى الأعمال النسائي البيلاروسي الأوزبكي، قالت النائب الأول لوزير العمل والحماية الاجتماعية ناتاليا بافليوتشينكو: “إن نمو الاقتصاد البيلاروسي وخلق فرص عمل جديدة يرافقه زيادة في الطلب على العمالة. ومن جانب أصحاب العمل، فإن هذا يتيح الفرصة للاختيار في سوق العمل لكل من يريد العثور على وظيفة أو تغييرها وتحقيق نفسه، بما في ذلك المواطنين الأجانب. وكان المسؤول مشجعًا لأن مواطني الدول الأخرى لديهم الآن المزيد من فرص العمل في بيلاروسيا. وقال النائب الأول للوزير: “إن الابتكار الرئيسي فيما يتعلق بجذب العمالة الأجنبية هو اعتماد نسخة جديدة من قانون “هجرة العمالة الخارجية” في عام 2023، والذي يبسط وصول الأجانب إلى سوق العمل في بيلاروسيا“.
وايضا بالنسبة لـ 17 فئة من الأجانب (الطلاب المدرجين في قائمة المهن والرياضيين وغيرهم)، تم إدخال مبدأ الإخطار بدلاً من الحصول على تصريح خاص. وهذا يعني أن أصحاب العمل يقومون ببساطة بإبلاغ إدارات الجنسية والهجرة كتابيًا خلال ثلاثة أيام بإبرام عقد العمل ذي الصلة.
ويشير الخبراء من بنك التنمية الأوراسي الى أمر مثير للقلق في مراجعتهم الكلية بالوقوف امام الأجور الحقيقية في بيلاروسيا التي تنمو شهريا، لكن هذا لا يرضي الخبراء. كما يشيرون إلى أنه على خلفية نقص العمالة، فإن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم. ويحذر مجلس التنمية الاقتصادية من أن البيلاروسيين قد يواجهون هذه المشكلات بحلول نهاية العام.
كما يرى الخبراء أن الهجرة هي السبب الرئيسي لنقص العمالة. ومع ذلك، يتم تقدير نطاقها في نطاق واسع جدًا. ووفقا لهم، في بداية هذا العام يمكن أن يتراوح عدد المهاجرين من بيلاروسيا من 140 ألف إلى 170 ألف شخص. ومع ذلك، فإن عدد المهاجرين قد يكون أكبر من ذلك. في الآونة الأخيرة، تم نشر البيانات في ليتوانيا، والتي بموجبها يعيش 58 ألف بيلاروسي في البلاد.
ووفقا لمعلومات يوروستات بان بولندا ، أصدرت في عامي 2021 و2022 أكثر من 400 ألف تصريح إقامة البيلاروسيين. لكن هذا لا يعني أن كل من استلمها استخدمها، ومع ذلك فهذه أعداد كبيرة جداً، من البيلاروس يستعدون للخروج من الدولة .
وبالمناسبة منذ اسبوع فتحت السفارة البولندية باب التأشيرات السياحية للمواطنين البيلاروس، حيث تشير المعلومات بان العدد المتدفق على مكاتب الشركات السياحية غير متوقع للحصول على تأشيرة سفر سياحية، وهي قد تكون للكثيرين كرت احمر للعبور الى الخارج بطريقة قانونية .
وهنا سيطرح سؤال مهم على الحكومة والسلطات المعنية في بيلاروسيا كيف سيتم معالجة هذه الظاهرة الخطيرة باستقدام عمال من وسط اسيا او الهند او الصين او العمل على تقديم حوافز للمواطنيين المحليين كي لا يفكرون بالمغادرة النهائية.