درنة: السلطات تنشر صور الضحايا وتطلب التعرف عليهم
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
قامت السلطات في مدينة درنة الليبية المنكوية صور الضحايا بإحدى المدارس، بعد انتشالهم من الفيضان الذي ضرب المدينة قبل نحو 10 أيام. وطلبت ممن لديهم مفقودون التوجه إلى مدرسة أم القرى بشيحا الغربية لمعرفة ما إذا كان مفقودوهم من بين الضحايا المعلقة صورهم.
وتواصل فرق الإنقاذ جهودها للبحث عن مفقودين وانتشال جثث الضحايا في محيط مدينة درنة الليبية، في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في عملها خاصة مع وعورة التضاريس في المناطق البحرية.
وكانت السلطات الليبية قسمت مدينة درنة حسب الأضرار التي لحقت بأحيائها، وإخلاء الأحياء الأكثر تضررا من سكانها، وذلك لتسهيل عمل فرق الإنقاذ وحماية الناجين، في حين أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية وصول عشرات طائرات الإغاثة. وبينما تتواصل جهود البحث عن المفقودين وانتشال جثث الضحايا وأعمال تنظيف وتعقيم شوارع المدينة؛ أعلنت وكالة الأنباء الليبية بدء إقامة سياج عازل حول المنطقة المنكوبة في المدينة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر مسؤولة أن إقامة السياج تهدف إلى “تسهيل عمل فرق انتشال الجثث، وحماية المواطنين من احتمالات الإصابة ببعض الأمراض”.
في غضون ذلك، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أمس الأربعاء وصول 59 طائرة إغاثية من 24 دولة لمساعدة المتضررين، كما أعلنت لجنة الاستجابة للطوارئ مشاركة 14 فريق إنقاذ، بينها 10 من الخارج.
من جهته، أفاد المركز الوطني لمكافحة الأمراض بتقسيم درنة إلى 3 مناطق جغرافية وفق أسس علمية، من بينها المنطقة الآمنة التي لم تغمرها المياه. وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا إن الوضع معقد في درنة، وإن الدعم الصحي ومشكلة المياه الصالحة للشرب مصدر قلق ليبقى الناس على قيد الحياة.
وأشار وليد بوبكر المسؤول الإعلامي بلجنة الأزمة في وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، إلى أن آمال العثور على ناجين في درنة “تضاءلت”. وقال “نواصل جهود البحث عن مفقودين ناجين كون بلاغات المفقودين لا تزال بالآلاف، خاصة في درنة”.
وتواصل الفرق الطبية حملة تطعيمات للأطباء والناجين، في محاولة لمنع انتشار الأمراض في المدينة المنكوبة. وأوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا أحمد زويتن أن 29 طنا من الأدوية وصلت بعد اليوم الأول لكارثة الفيضانات، وأن هناك جهودا صحية للتأهب والاستجابة لأي طارئ في القطاع الصحي، مع العمل على توفير المستلزمات الطبية والمساعدات للمناطق النائية في محيط درنة.
في المقابل، أكد الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية محيي الدين إنويجي أن الوضع الصحي في مدينة درنة جيد، ولا يوجد أي وباء، وأنه تمت السيطرة على أغلب حالات التسمم في المدينة.
وكان مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السائح أكد رصد 155 حالة نزلات معوية في مدينة درنة نتيجة تلوث المياه. وذكر السائح في مؤتمر صحفي للفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة في طرابلس أن الوضع الوبائي في درنة تحت السيطرة.
من جانبه، دعا وزير الشباب الليبي فتح الله الزني دول العالم إلى تقديم يد العون لبلاده. وقال الزني في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الوضع في مدينة درنة كارثي ويحتاج إلى تدخل لحماية الناجين من تفشي الأمراض.
وثمة تضارب في إحصائيات الخسائر البشرية التي خلفها الإعصار في ليبيا، إذ تحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 16 سبتمبر/أيلول الجاري عن مصرع أكثر من 11 ألف شخص وفقدان نحو 10 آلاف آخرين.
وبينما أعلن وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل في 13 من الشهر الجاري أن الإعصار خلف أكثر من 6 آلاف قتيل قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الضحايا بعد 10 أيام من الكارثة بلغ 4 آلاف قتيل.
وفي إحصائية جديدة لعدد النازحين في ليبيا قالت منظمة الهجرة الدولية إن تقديراتها تشير إلى نزوح أكثر من 43 ألفا بسبب الفيضانات.
وأضافت المنظمة في بيان أن نقص إمدادات المياه يدفع المتضررين إلى مغادرة درنة والانتقال إلى البلديات الشرقية والغربية. ونقلت عن مراقبين ميدانيين أن الأسر النازحة من درنة بحاجة عاجلة إلى مياه الشرب والدعم النفسي والاجتماعي.
من جانبه، طالب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) مايكل لانجلي أمس الأربعاء قادة ليبيا السياسيين والعسكريين بالوحدة لمساعدة منكوبي الفيضانات.