خواطر ما بعد زلزال الحوز
إلياس الطريبق
إلى أرواح شهداء الزلزال
مهما راودت الخلاص
في داخلك
أنت متشبث بالحياة
بالقدر الذي لا تتخيله.
(2)
لم تتهدمْ دارِي
ولا وجدتُ نفسي تحت الأنقاضِ
لكنَّ مشاعري تهدمَتْ
والفجيعة ما تزال تسكنُ أضلاعِي.
(3)
تأمين المستقبل حطام
الضمان الاجتماعي ركام
البيت- السيارة- المال- الربح السريع- المجد العظيم…
حطام في حطام.
(4)
في اليوم الثالث من العراء
أصوات الفزع تطلقها سيارات الإسعاف العجلى
التي تنقل المصابين.
عشرات الأسر تفترش الساحات العمومية والحدائق
والجنبات غير المشيدة.
بلا إرشادات/ بلا توجيهات
والفجيعة تسكن الأضلاع
وأرواح فارقت الأجساد
تحت الأنقاض.
(5)
مغرب الأوطان
البرج الأطول في إفريقيا
الجبل الأعلى في إفريقيا
المسالك الوعرة
والبيوت البهيجة التي تجذب عيون السياح
أتى الزلزال المدمر عليها
فحولها إلى ركام.
(6)
طيبون من قضوا
رحماء بينهم من قضوا
إلى غير رجعة
لأن الأرض لم تعد ترحب بهم
لأن موطنا آخر أرحم بهم من قلاع كانوا يسكنونها
لم تكن إلا قلاعا في الريح.
(7)
أكبر خطر يداهمك
هو عندما تشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميك
أو تكتشف بأنك تحت الأنقاض عالقْ.
(8)
هؤلاء البسطاء هم المغاربه
هؤلاء الكرماء هم المغاربهْ
هؤلاء الذين لا نعرف عنهم شيئا
يسكنون الجبال والوهاد
والأوديهْ
وتكتسي الثلوج كسوتَهم
ويموتون بردًا
وتحت الركام
وتصيب أرضهم الزلازل
ويسقون من البئر
وفوق الحطب يطهون الطعام
هؤلاء البسطاء.. هؤلاء الكرماء
هم المغاربهْ.
(9)
الجدران التي لطالما كانت مصدر الأمان
صارت الآن
مصدر خوف حقيقي.
(10)
هبّاتٌ عرّفتنا أي شعب نحن
هزّات عرفتنا أي أرض نسكنْ
(11)
لا أحصي كم مرة قلت فيها تصبح على خير، إلا أن ما بِتُّ أوقنه اليوم، هو أن لهذه الكلمة قيمة كبرى، هي قيمة البقاء على قيد الحياة.
أُصبحُ على خير.